خطبة عن مبدأ العدالة والمساواة ( إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ )
نوفمبر 21, 2020خطبة عن مجاهدة النفس ،وحديث(الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ)
نوفمبر 28, 2020الخطبة الأولى ( العمل التطوعي ومنزلته في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى» (المائدة:2). وقال الله تعالى : «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ» (التوبة: 71). وقال الله تعالى:(لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا) النساء (114) .وفي صحيح البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ ،يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا » .وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) ،وفيهما : (أن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »
إخوة الإسلام
إن المتدبر للآيات القرآنية ،والأحاديث النبوية السابقة ،يتبين له أنها تحث المؤمنين على العمل التطوعي ،فالعمل التطوعي هو العمل الذي يقوم به فرد أو مجموعات ،سواء أكان ذلك العمل بدنيًّا ،أو فكريًّا ،أو اجتماعيًّا ،أو ماديًّا ،أو دينيًّا ،ويكون الباعث له هو احتساب الأجر والثواب من الكريم الوهاب، وقد حث الله تعالى عباده المؤمنين في آيات كثيرة من القرآن الكريم على العمل التطوعي ،فقال الله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (110) البقرة ،وكثيرا ما يعدد لنا الله تعالى صور العمل التطوعي ويقرنها بالإيمان والتقوى فيقول سبحانه: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” (البقرة: 177).،
ومن صور العمل التطوعي التي جاء ذكرها في القرآن الكريم: قصة ذي القرنين وبناء السد: فبينما ذو القرنين يجوب في الأرض إذ وقف على يأجوج ومأجوج وهم قوم طبيعتهم الإفساد في الأرض، وعندها طلب منه من يجاورهم أن يبني بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدًّا مقابل أجر،تطوع ذو القرنين وبنى لهم السد بدون مقابل، يقول الله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) (93) :(97) الكهف ،وهذا نبي الله موسى عليه السلام يقوم بعمل تطوعي حينما ورد ما مدين وسقى للمرأتين غنمهما: يقول تعالى: “وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” (القصص: 23، 24) ،ومن صور العمل التطوعي التي جاء ذكرها في القرآن الكريم: ما قام به الخضر وموسى عليهما السلام، فعندما دخلا القرية وطلبا الضيافة، ولكن القوم كانوا بخلاء، لم يقدموا لهم واجب الضيافة، فبينما هما يسيران إذ بجدار أوشك على الانهدام، فقام الخضر ليصلحه، يعاونه في ذلك موسى الكليم عليهما السلام، يقول الله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الكهف:77]،
كما وردت أحاديث كثيرة تدل على مشروعية العمل التَّطوعي والحث عليه ،ومنها ما جاء في الصحيحين: (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا ، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ »، وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ ». قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ).،وها هو رجل يتنعم في نعيم الجنة بسبب عمل تطوعي بسيط وهو رفع شجرة وفي رواية غصن شوك ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِى النَّاسَ ».وفي الصحيحين : (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ ». قِيلَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ « يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ ». قَالَ قِيلَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَالَ « يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ ».قَالَ قِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَالَ « يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ « يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ».
هذا وقد ضرب النَّبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأمثلة بأفعاله التَّطوعيّة ليكون قُدوةً لأمته، ومنها: قبل البعثة شارك النّبي صلى الله عليه وسلم قُريشا في وضع الحجر الأسود في مكانه عندما طلبوا منه ذلك، ومشاركة النّبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في وضع حجر الأساس للمسجد النَّبويّ ومساعدتهم في أعمال البناء، كما أنّه نزل في قبر أحد الصَّحابة وشارك في دفنه وهو ذي البجادين رضي الله عنه، وغيرها الكثير والكثير .أما خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فانه لم يستنكف ولم يستكبر عن القيام بالعمل التطوعي فقد كان يحلب لبعض أهل حية أنعامهم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان أبو بكرٍ رضي الله عنه يحلب للحيِّ أغنامَهم، فلمَّا بويع بالخلافة قالت جاريةٌ من الحيِّ: «الآن لا يحلب لنا منائحَنا»، فسمعها أبو بكرٍ فقال: «بلى، لعمري لأحلبنَّها لكم، وإنِّي لأرجو أن لا يغيِّرني ما دخلتُ فيه عن خُلُقٍ كنت عليه»، فكان يحلب لهم، فربَّما قال للجارية: «أتحبِّين أن أرغيَ لكِ، أو أن أصرِّح؟» فربَّما قالت: «أرغِ»، وربَّما قالت: «صرِّح»، فأيَّ ذلك قالت فعل. [إسناده حسنٌ لغيره، أخرجه ابن سعدٍ في «طبقاته»]. وعن أبي صالحٍ الغفاريِّ أنَّ عمر بن الخطَّاب كان يتعهَّد عجوزًا فكان إذا جاءها وجد غيرَه قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت، فجاءها غيرَ مرَّةٍ كيلا يُسبق إليها، فرصده عمر فإذا هو أبو بكرٍ الذي يجيئها، وهو يومئذٍ خليفةٌ فقال عمر: أنت هو لعمري ، وكان عمر رضي الله عنه على عادته يتفقد الناس ليلًا ونهارًا فإذا ببيت شعر ينبعث منه أنين امرأة وعلى بابه رجل قاعد فسلم عليه عمر وسأله من هو، فأجابه بأنه رجل من البادية جاء يصيب من فضل الله: فقال عمر ما هذا الصوت الذي أسمعه في البيت، قال الرجل: انطلق رحمك الله لحاجتك ولا تسأل عما لا يعنيك فألح عليه عمر يريد معرفة الأمر فأجابه: امرأة تمخَض أي على وشك الولادة وليس عندها أحد فعاد عمر رضي الله عنه إلى منزله وقال لامرأته أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما: هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ قالت: وما هو؟ فأخبرها الخبر وأمرها أن تأخذ معها ما يحتاج إليه الوليد الجديد من ثياب وما تحتاج إليه المرأة وقدرًا وحبوبًا وسمنًا. فجاءت به فحمل القدر ومشت خلفه حتى انتهى إلى البيت وقال لامرأته ادخلي إلى المرأة وجلس هو مع الرجل وأوقد النار وطبخ ما جاء به والرجل جالس لا يعلم من هو. وولدت المرأة فقالت أم كلثوم من داخل البيت: بشر يا أمير المؤمنين صاحبك بغلام، فتهيب الأعرابي، وأطعم عمر الرجل من الطعام الذي أعده وأعطى زوجته أم كلثوم فأطعمت المرأة النفساء وقال للرجل: إذا كان غدًا فأتنا نأمر لك بما يصلحك فلما أصبح أتاه ففرض لابنه في الذرية وأعطاه. ومن أمثلة العمل التطوعي عند شباب الصحابة: فهذا الأرقم بن أبي الأرقم الذي قدم بيته ليكون أول محضن للدعوة. وعلي بن أبي طالب حينما قدم نفسه لرد أمانات قريش يوم الهجرة. وأم كلثوم بنت علي وزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين تتطوع بمساعدة امرأة في المخاض. وكان للمرأة المسلمة دور بارز في العمل التطوعي في حياة النبي-صلى الله عليه وسلم-فها هي امرأة تطوعت لتنظف السجد وتقمه ،ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ – أَوْ شَابًّا – فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَ عَنْهَا – أَوْ عَنْهُ – فَقَالُوا مَاتَ. قَالَ « أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي ». قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا – أَوْ أَمْرَهُ – فَقَالَ « دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ ». فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ « إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاَتِي عَلَيْهِمْ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( العمل التطوعي ومنزلته في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والعمل التطوعي يمكن أن يكون فردياً، ويمكن أن يتخذ شكلاً جماعياً من خلال منظمات المجتمع المدني. وهولا يقتصر على مجال واحد، بل يشمل جميع مجالات الحياة، ويغطي جميع الاحتياجات الاجتماعية من: خدمات صحية ،وتعليمية ،ومساعدات اجتماعية، ومساكن تزويج للشباب ،وإقامة مشروعات منتجة صغيرة لإعالة الأسر، ومحاربة الفقر، وغيرها الكثير مما فيه منفعة للناس واعانتهم . والعمل التطوعي يحتاج إلى شيء من الضوابط في التعامل بين عناصره ومن هذه الضوابط: إخلاص النية لله تعالى: فالأعمال الخيرية التطوعية أعمال يُتقرب بها إلى الله تعالى، فلا بد فيها من نية حتى يؤجر عليها الإنسان، فلو نوى غير وجه الله تعالى وطلب رضاه فلا أجر له عند الله تعالى.، ومن الضوابط أيضا : ألا يخالف عمله التطوعي الكتاب والسنة ،وأحكام الشرع الحنيف ،بل لا بد أن ينضبط عمله التطوع بضوابط الشرع ، وأحكام الدين ،وأن يكون مما أحله الله ،وأقره الدين ،ومن الضوابط أيضا : ألا ضرر ولا ضرار: فلا يسوغ إيذاء أو إضرار أي جهة مسلمة، سواء بالفعل أو بالقول؛ من جراء هذا العمل ، ومنها : التنزه عن مواطن الريبة: فالجدير بالمسلم أن يبتعد عن مواضع التهم التي تسبب الشك فيه أو اتهامه بينما هو يتطوع بعمله ،وإذا اكتشف خطأ يجب الرجوع عنه ولا يجوز الاستمرار عليه؛ لأن المخطئ مرفوع عنه الإثم، ولكنه إذا عرف خطأه وأصر عليه واستمر ولم يرجع عنه فلا يكون خطأً؛ بل يكون عمدًا يؤاخذ عليه،
الدعاء