خطبة عن حديث ( مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ )
مارس 24, 2018خطبة عن الصحابي: ( ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ )
مارس 24, 2018الخطبة الأولى ( الفتح المبين في صلح الحديبية )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (1) :(4) الفتح، وروى البخاري في صحيحه (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) قَالَ الْحُدَيْبِيَةُ . وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ :(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ) إِلَى قَوْلِهِ (فَوْزًا عَظِيمًا) مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْىَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَقَالَ « لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ آيَةٌ هِىَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا ». وفي سنن البيهقي : (عَنْ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِى قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَفِيهَا مُدْرَجًا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَاجِعًا فَلَمَّا أَنْ كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْفَتْحِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) فَكَانَتِ الْقَضِيَّةُ فِى سُورَةِ الْفَتْحِ وَمَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ بَيْعَةِ رَسُولِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا أَمِنَ النَّاسُ وَتَفَاوَضُوا لَمْ يُكَلَّمْ أَحَدٌ بِالإِسْلاَمِ إِلاَّ دَخَلَ فِيهِ فَلَقَدْ دَخَلَ فِى تَيْنِكَ السَّنَتَيْنِ فِى الإِسْلاَمِ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ وَكَانَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ فَتْحًا عَظِيمًا).
إخوة الإسلام
بعد ستِّ سنوات من الغياب القسريِّ عن مكة، رأى رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ الظروف أصبحت مهيئة للعودة إليها، ولو على سبيل الزيارة بقصد العُمرة أو الحج، فلما علم الناسُ مقصده التحق به حوالي ألف وخمسمئة من المسلمين وبعض المشركين، كلهم يريد زيارة البيت الحرام، لا يحملون معهم سلاحاً إلا سيوفَهم، يريدون أن يعلم الآخرون أنهم لا يقصدون قتالاً ، ولا حرباً، فوصلوا إلى الحديبية على مشارف مكة بعد أن حادوا عن الطريق المعروف أكثر من مرة تجنباً لمواجهة من أراد محاربتهم. وتوالى عدد من زعماء العرب على النبيِّ يفاوضونه باسم قريش لكي لا يدخل مكة، ويهددونه بالحرب، لكنَّهم رجعوا جميعاً أقرب إلى صفِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم ، لما لمسوه من حرصه على السِّلم ، وكرهه للحرب ورضاه بأيِّ حلٍّ وسط تقترحه قريش، وينقلون عنه مقولته صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً ، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا ، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ ، لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِى هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي ، وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ » ، ثم يقول صلى الله عليه وسلِّم: ( وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا » رواه البخاري ، وعادت قريش إلى إرسال المبعوثين للتفاوض مع رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام، فكان آخرهم سهيل بن عمرو الذي اشترط على النبيِّ شروطاً كان يظنُّ أنَّه لن يقبل بها، إلا أنَّ رسولَ الله رضيَ بها، في خطوة جريئة لم تخلُ من تنازلات شكلية وموضوعية، إلا أنَّها أحرجت قريشاً أمام العرب، وفرضت السلم أمراً لا مفرَّ منه، رغم اعتراض عدد من كبار الصحابة عليها. ففي البخاري (فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ هَاتِ ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا ، فَدَعَا النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – الْكَاتِبَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » . قَالَ سُهَيْلٌ أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا هُوَ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ . كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ . فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ وَاللَّهِ لاَ نَكْتُبُهَا إِلاَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ » . ثُمَّ قَالَ « هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ » . فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلاَ قَاتَلْنَاكَ ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ .فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي . اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ »، وأمر صلى الله عليه وسلم عليّاً أن يمحو ما كتب ،وأن يكتب مكانه كما قال سهيل، فتحرَّج عليٌّ أن يمحو كلمة (رسول الله)، فأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكتاب فمحا اسمه بيده.
وهكذا جرى الحوار، كلما اقترح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمراً عارضه سهيل، والنبيُّ يستجيب له رغم كونه في موقع القوة، حرصاً على الدماء أن تُراق ، وحفظاً لحُرمة بيت الله أن يحدث عنده قتال، وهما النقطتان اللتان أدركهما سهيل بن عمرو بخبرته وذكائه، فاستفاد منهما إلى آخر حدٍّ، وكبُر ذلك على بعض المسلمين ، واستعظموا تلك الشروط ، التي اعتبروا أن وضع المسلمين يعفيهم من الالتزام بها، وفي صحيح البخاري : ( قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ « بَلَى » . قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ « بَلَى » . قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِى الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ « إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهْوَ نَاصِرِي » . قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ « بَلَى ، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ » قَالَ قُلْتُ لاَ . قَالَ « فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ » . قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى . قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى . قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِى الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَلَيْسَ يَعْصِى رَبَّهُ وَهْوَ نَاصِرُهُ ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ . قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى ، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ ،قُلْتُ لاَ . قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ . قَالَ الزُّهْرِيِّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالاً)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الفتح المبين في صلح الحديبية )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد كان من أكثر الشروط قسوةً علي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم رضي بالرجوع عن مكة هذا العام ،فلا يدخلها، وأن يعود لأداء العمرة بعد عام، ولنا أن نتصور حالة المهاجرين وقد وقفوا في ثياب الإحرام على أبواب مكة، وبيوتهم التي تركوها على بعد خطوات منهم، بعد تلك السنين وما فيها من شدَّة وعذاب، وها هو النبيُّ يأمرهم أن يقوموا فيتحللوا من إحرامهم ويذبحوا الهدْي الذي جاؤوا به، فماذا يصنعون ؟ يقول الراوي كما في صحيح البخاري : (فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لأَصْحَابِهِ « قُومُوا فَانْحَرُوا ، ثُمَّ احْلِقُوا » . قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِىَ مِنَ النَّاسِ . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ . فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ . فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ ، قَامُوا فَنَحَرُوا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ،..) ، لقد كانت غاية المسلمين أن يحققوا نصراً على قريش في دارهم، وأن يدخلوا المسجد الحرام لأداء العمرة، ويزوروا بيوتهم التي أُخرجوا منها قبل سنوات، وكانت غاية قريش أن تصون سمعتها أمام العرب ، فلا تسمح للمسلمين أن يدخلوا مكةَ عنوةً، فكيف يمكن التوفيق بين هاتين الغايتين المتناقضتين ؟ فلم يكن هناك مخرج – في منظور الواقع – إلا بالسيف، وهذا ما استعدَّ له الفريقان، فكانت كل الظروف مهيئة لوقوع الحرب الممزقة ،لولا حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، الذي نظر إلى غاية أبعد من غاياتهم، لقد نظر إلى السلام ترفرف راياته على ربوع الجزيرة العربية، ونظر إلى الفقراء والمستضعفين الذين سيكونون وقوداً لسعير الحرب فأشفق عليهم، لقد فكَّر بعقلية نبيٍّ أو مصلح لا بعقلية ملك، فلمَ يرَ صلى الله عليه وسلم شيئاً مما فعل تنازلات كما رأى غيره، ولكنَّه رأى فيه تعظيماً لحرمات الله، وتعظيماً لبيت الله الحرام والكعبة المشرَّفة، وقبل ذلك كله صيانةً للدماء والأنفس ، والتي هي أعظم حرمةً عند الله من الكعبة المشرفة . وبذلك استحقت هذه الواقعة أن تُخصص لها من عند الله سورة كاملة من القرآن هي سورة الفتح.
نعم، إنَّ صلح الحديبية هو الفتح المبين ،الذي احتفى به كتاب الله، لأنَّه أظهر انتصار الحكمة والرحمة على الحميَّة والعصبية الجاهلية، فانقلب العدو إلى صديق، والمبغض إلى محبٍّ، وألَّف الله برسوله قلوب الناس على الخير، فأوقف رحى الحرب، وتفرَّغ رسول الله من بعد ذلك لمهمتين: أولاهما : تطهير الجزيرة العربية من رجس اليهود، وثانيهما : تعريف الأمم الأخرى بدعوة الإسلام، فكانت غزوة خيبر، وأرسل النبيُّ كتبه ورسائله إلى ملوك الدول المجاورة كلهم، وبعد عامين من الصلح ، كان رسول الله متوجها إلى مكة ، وفاتحا لها ، دون أن تراق الدماء ، وهكذا كان صلح الحديبة فتحا مبينا ، ونصرا على العصبية والنفس والأهواء ، ونصرا لتحكيم العقل والحكمة ، ونصرا على الأعداء والمعاندين ، ورحمة بالمستضعفين من المسلمين .
الدعاء