خطبة عن (احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)
أبريل 5, 2016خطبة عن (الفرقة الناجية )
أبريل 5, 2016الخطبة الأولى ( من صفات الفرقة الناجية )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه وأبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ». وفي رواية لابن ماجه (عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ « الْجَمَاعَةُ ».
إخوة الإسلام
قوله صلى الله عليه وسلم (وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ « الْجَمَاعَةُ ». فتمسّك أخي بما كان عليه سلفُ الأمّة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ووعدَهم الجنّة، وشهد لهم بالإيمانِ الكامل، وعُضَّ على ذلك بالنواجِذ، ولا تغترَّ بكثرةِ الهالكين، ولا تستوحِش من قلّةِ السالكين. ومِن صفاتِ هذه الفرقةِ الناجية الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر والدّعوة إلى دين الله بالحِكمة والموعظة الحسنة وتبليغُ الحقِّ للناس، قال الله تعالى: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) [آل عمران:110]، وروى مسلم في صحيحه (فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». ويقول تبارك وتعالى: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) [يوسف:108]. فالفرقة الناجية هي التي لا تقدم كلام أحد مهما كان وكائنًا من كان على كلام الله ورسوله، ولا تقبله، بل ولا ترضى عنه بأي حال من الأحوال عملاً بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الحجرات:1]، كما أنها لا تتعبّد إلا لكلام الله ورسوله المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، ولا تخضع وترضخ إلا له، أما غيره من البشر مهما علت رتبته وعظم منصبه وقويت سلطته فهو عرضة للخطأ كما قال الإمام مالك رحمه الله: “ليس أحد بعد النبي إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم “،كما أنها تحترم الأئمة المجتهدين رحمهم الله، وتأخذ من أقوالهم جميعًا ما وافق الحق عملاً بوصاياهم جميعًا بالأخذ بالحديث الصحيح وترك كل ما يخالفه. الفرقة الناجية هي التي تدعو المسلمين لتوحيد الصفّ والكلمة على ضوء العقيدة الصحيحة السليمة من كلّ شائبة والمتمثّلة بسنة رسول الله وأصحابه من بعده والمستقاة من الكتاب والسنة، وتنكر كل الطرق المبتدعة والأحزاب الهدامة التي فرقت الأمة الإسلامية وابتدعت في الدين ما لم يأت به الله ورسوله، وابتعدت عن التمسك بكتاب الله عز وجل والسنة الصحيحة وعمل أصحاب الرسول. الفرقة الناجية هي التي تحيي سنة رسول الله في عبادتها وسلوكها وحياتها وفعلها ومنهجها وتصرفاتها حتى أصبح أفرادها هم الغرباء بين أقوامهم كما أخبر عنهم رسول الله بقوله كما في رواية مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ». فالفرقة الناجية من الثلاث وسبعين هي الطائفة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في صحيح مسلم : (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( صفات الفرقة الناجية )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي الحديث عن الفرقة الناجية أقول للعلماء أذكر لكم منها : قال النووي في شرح مسلم: «وأما هذه الطائفة فقال البخاري : هم أهل العلم . وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري مَن هم . وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث و قال النووي: ويُحتَمل أن هذه الطائفة مفرَّقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعانٌ مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهَّاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض».وفي فتح الباري: «ويجوز أن يجتمعوا في البلد الواحد، وأن يكونوا في بعضٍ منه دون بعض، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضِهم أوَّلاً فأوَّلا، إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد ، فإذا انقرضوا جاء أمر الله». ويقول ابن تيمية في الفتاوى: الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ بِأَنَّهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَهُمْ الْجُمْهُورُ الْأَكْبَرُ وَالسَّوَادُ الْأَعْظَمُ . وبذلك يتَبَيَّن ممّا سبَق أن الفرقة الناجية هم مُعظم أُمَّة الإسلام ، لأن الله يقول : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) آل عمران 110 . وهم المُوَالُون للصحابة و يحرصون أن يكونوا على ما كانوا عليه ، فالصحابة هم المُطَبِّقون والناقلون للكتاب والسنّة ، وفي مُقدّمة الجميع الطائفة الظاهرة في كل زمان ، من العلماء الربانيين والمحدّثين والمجاهدين والمجدّدين
الدعاء