خطبة عن ( مرض الكبر وعلاجه)
فبراير 18, 2016خطبة عن ( أقسام الكبر وأنواعه وصوره )
فبراير 18, 2016الخطبة الأولى ( الكبر حرام في الاسلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : “سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ” (الأعراف 146 )،وقال سبحانه : “كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ” (غافر :35)، وأخْرَج مسلم والترمذي عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مِثقالُ ذَرَّة من كِبْر))، فقال رجل: إنَّ الرجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا، ونَعْلُه حَسَنةً، قال: ((إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمالَ، الكِبْر: بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناس)). وفي مسند أحمد : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِى وَالْعِزَّةُ إِزَارِى فَمَنْ نَازَعَنِى وَاحِداً مِنْهُمَا أُلْقِيهِ فِى النَّارِ »
إخوة الإسلام
وهكذا يتبين لنا أن الكبر حرام بالكتاب والسنة المطهرة ،وأن المتكبر هو من شر الناس ، ففي مسند أحمد : ( عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى جَنَازَةٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ فَجَعَلَ يَرُدُّ بَصَرَهُ فِيهِ ثُمَّ قَالَ « يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَاراً – ثُمَّ قَالَ – أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللَّهِ الْفَظُّ الْمُسْتَكْبِرُ ) . وفي صحيح مسلم : (عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((احتجَّتِ النار والجنة، فقالتْ هذه: يَدخُلُني الجبَّارون والمتكبِّرون، وقالت ْهذه: يدخُلُني الضُّعفاء والمساكين، فقال الله لهذه: أنتِ عَذَابي أعذِّبُ بكِ مَن أشاء، ورُبَّما قال: أُصيبُ بكِ مَن أشاء، وقال لهذه: أنتِ رحْمَتي أرحمُ بكِ مَن أشاء، ولكل واحدةٍ منكما مِلْؤُها))؛ وفي صحيح مسلم وسُنن النَّسائي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثة لا يُكَلِّمهم الله يوم القيامة، ولا يُزَكِّيهم، ولا يَنظر إليهم، ولهم عذابٌ أليم: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّاب، وعائلٌ مُستكبر)). وعن أبي هريرة- رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بينما رجلٌ يتبخْتَر في بُرْدَيْنِ وقدْ أعجبتْه نفسُه، خُسِفَتْ به الأرضُ، فهو يتجلْجَل فيها إلى يوم القيامة))؛ مُتفق عليه. وعن ابن عمر أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا ينظر الله إلى مَن جرَّ ثوبَه خُيلاءَ))؛ صحيح مسلم. ورُوِي أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:((مَن تعظَّم في نفسه أو اخْتَال في مِشْيته، لَقِي الله وهو عليه غَضْبان))؛ البيهقي. ورأى ابن عمر رجلاً يجرُّ إزارَه خُيَلاءَ، فقال: “إنَّ للشيطان إخوانًا”، وكرَّرها مرتين أو ثلاثًا. ويُرْوَى أن مُطَرِّف بن عبدالله بن الشِّخِّير رأى المهلب وهو يتَبَخْتَر في جُبَّة خَزٍّ، فقال: يا عبدالله، هذه مِشْية يُبغِضُها الله ورسوله، فقال له المهلب: أما تَعرفني؟ فقال: بل أعرفُك أوَّلُك نُطفة مَذِرَة، وآخِرُك جِيفة قَذِرة، وأنت تَحمل العَذِرَة، فمَضَى المهلب وتَرَك مِشْيته، وكان المهلب مَلِكًا. ومرَّ بالحسن شابٌّ عليه بَزَّة حَسَنة، فدعَاه، فقال له: ابن آدمَ، مُعجَبٌ بشبابه، مُحِبٌّ لشمائله، كأنَّ القبرَ قد وارَى بدنَك، وكأنَّك قد لاقيتَ عمَلك، وَيْحَك داوِ قلبَك؛ فإنَّ حاجةَ الله إلى العباد صلاحُ قلوبهم، والاختيالُ دليلُ فسادها.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الكبر حرام في الاسلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال أبو بكر الصِّدِّيق – رَضِي الله عنه -: “لا يَحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين؛ فإنَّ صغيرَ المسلمين كبيرٌ عند الله – تعالى”. وقال محمد بن الحسين بن علي: “ما دَخَل قلبَ امرئ شيءٌ من الكِبْر قطُّ، إلاَّ نقَص من عقْله بقَدْر ما دَخَل من ذلك؛ قلَّ أو كَثُر”. وقال النُّعمان بن بَشير على المنبر: “إنَّ للشيطان مَصَالِيَ وفُخوخًا، وإن مَصَالِي الشيطان وفُخوخَه البَطَرُ بأَنْعُم الله، والفَخْر بإعطاء الله، والكِبْر على عباد الله، واتِّباع الْهَوَى في غير ذات الله”. وسُئِل سليمان عن السيِّئة التي لا تَنفع معها حَسَنة، فقال: “الكِبْر”.
أيها المسلمون
ولكن ، كيف يعالج المرء الكبر إذا أصيب به ؟ فأقول : علاج الكبر يبدأ أولا بالوعي بهذا الخلق، وضرورة تعديله، ولهذا فإن أول علاج هو معرفة ضرر هذا المرض الخبيث، ثم الاستعاذة بالله سبحانه منه ،قال تعالى “إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ” (غافر 56). فإذا تغيرت نظرته للمرض واتضحت له حقيقته وأصبحت موازينه في الحكم عليه هي موازين الإسلام، اجتهد للتخلص منه فيأخذ حينئذ بخطوات العلاج الأخرى وهي خطوات علمية وعملية. فالعلاج أن يعدل أفكاره عن نفسه، ليكون نظرة صحيحة عن الذات فهو الضعيف الفقير الذليل الذي ما يلبث عمره أن ينتهي في أية لحظة وما يلبث أن يمرض بأصغر وأقل فيروس أو بكتيريا وما يلبث أن ينقطع جهده بأقل مجهود أو عمل!! قال تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ” (فاطر:15)، ونواصل في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء