خطبة عن ( أقسام الناس في حساب يوم القيامة) 1
فبراير 28, 2023خطبة عن (الصدق مع الله ) مختصرة
فبراير 28, 2023الخطبة الأولى ( اللهُ الوَاسِعُ العَلِيمُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة (115)
إخوة الإسلام
(إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ): فالله سبحانه وتعالى واسع قد وسعت رحمته كل شيء، فقال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (156) الاعراف ، ووسع علمه كل شيء، فقال الله تعالى: (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (59) الانعام ،ووسعت قدرته كل شيء، فقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (20) البقرة، وقال تعالى : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (67) الزمر، ووسع ملكه كل شيء، فقال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) البقرة (255)، ووسع غناه كل شيء، ففي الحديث القدسي كما صحيح مسلم : (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ)، وفي سنن الترمذي: (وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إِلاَّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ عَطَائِي كَلاَمٌ وَعَذَابِي كَلاَمٌ إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»،
فهو سبحانه وتعالى واسع عليم، يَسَعُ خَلقه كلهم بالكفاية والإفضال ،والجود والتدبير، وهو واسعٌ بفضله ،فينعم به على مَن أحب، وهو سبحانه وتعالى واسع في كلماته، فلو كان ماءُ البحر مداداً وحبرا للقلم الذي يُكتب به كلمات الله وحكمته، وآياته وعِلمه؛ وشَرعه وقَدَره، لنفد ماء البحر؛ قبل أنْ ينفد ما عند الله من علمٍ وحكمةٍ وآيات، ولو مَدَدنا البحر بمثل ما فيه، أضعافا مضاعفة ، قال الله تعالى: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (الكهف: 109) . والله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، ومِنْ سَعَة مغفرته: أنه يغفر لكلِّ مَنْ تابَ وأناب، مهما بلغت ذنوبه وخطاياه، قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53)، فهو سبحانه وتعالى واسع المغفرة، يغفر ذنوب التائبين مهما عظمت، وفي سنن الترمذي: « قَالَ اللَّهُ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»، وهو سبحانه واسع الجود والكرم والعطاء: يعطي من يشاء فيغنيه، خزائنه لا تنفذ من كثرة العطاء،
واسم الله تعالى الواسع يفتح للعبد أبواب الرجاء والأمل، فكلما ضاقت عليه الأمور، يتذكر اسم الله الواسع، فيتجدد رجاؤه وأمله، فعندما تواجهه المصائب والعقبات ،وتغلق في وجهه الأبواب، فلا يبقى له باب إلا باب الله الواسع، الذي بيده مقاليد كل شيء، فعطاؤه لا حدود له، وكرمه لا نهاية له، ورحمته وسعت كل شيء، ولا يعجزه سبحانه أن يفتح على العبد فتوحات من حيث لا يدري، ويمنحه عطايا فوق التصور والخيال، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اللهُ الوَاسِعُ العَلِيمُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وعلى المسلم أن يتخلق بهذا الاسم: ( اسم الله الواسع)، فيكون المسلم واسعا في العطاء والانفاق في سبيل الله تعالى، لأنه يعلم أن الله سيخلفه، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ – وَقَالَ – يَدُ اللَّهِ مَلأَى لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ – وَقَالَ – أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ)، ويكون المسلم واسعا في عفوه ومغفرته ورحمته، قال تعالى : (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) (40) الشورى، ويكون المسلم واسعا في علمه وأخلاقه، (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ} أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ ،وعلى المسلم أن يكون واسعا في علمه ،فلا يضيقُ في علمه فيكون جاهلًا، وأن يتسع صدره للناس، فيعفو عن المسيء، ويتجاوز عن المخطئ، ليزيده الله تعالى في إحسانه وفضله ورحمته، قال الله تعالى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (133)، (134) آل عمران، وأن يكون المسلم واسعا في صبره وتحمله، قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (155) : (157) البقرة
الدعاء