خطبة عن (اترك أثرا طيبا)
مايو 1, 2023خطبة عن (اقبِضني إليكَ غيرَ مفتونٍ)
مايو 2, 2023الخطبة الأولى (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيني وَدُنْيَايَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام مسلم في صحيحه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ».
إخوة الإسلام
من المعلوم أن صلاح الدين والدنيا هو منتهى أمل الأبرار، ومطمح أنفس الأخيار، وهو محطَّ رجائهم، وغاية دعائهم؛ إذ بصلاح الدين والدنيا يستكمل العبد أسباب السعادة، ويستجمع عوامل الفلاح والنجاح، فبصلاح الدين يستعصم الانسان من الزلل، ويسلم من الزيغ، وينجو من الضلال، ومن المؤكد أن صلاح أحوال الدنيا والآخرة في تقوى الله تعالى، قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات:10]، وفي مسند أحمد ،وسنن ابن ماجه، وحسنه الألباني: (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ)، وصلاح أحوال الدنيا والآخرة في العمل بشرع الله تعالى، فشرع الله تعالى جاءَ لصلاحِ الدِّينِ والدنيا، فلا يَرتفِعُ أمرُهُ ونهيُهُ عن المُكلَّفينَ في زَمَنٍ أو مكانٍ دُونَ غيرِهِ إلَّا بإذنِهِ. فالشريعة الإسلامية وافية بجميع الأحكام التي تحتاج إليها الأمم، في تدبير شؤونها وتنظيم حياتها، وهي صالحة لمسايرة هذه الحياة في جميع تطوراتها، ومراحل تقدمها ورُقِيِّها، وتزودها في كل عصر، وكل جيل، بما يكفل لها السعادة، ويسبغ عليها السلام والأمن.
هذا ولا يجوز الفصل بين تشريعِ الله في الدِّينِ والدنيا؛ فكلُّها تكاليفُ دينيَّةٌ أو دنيويَّةٌ، فالدِّينِيَّةُ: كالصلاةِ، والصيامِ، والحَجِّ، والذِّكْرِ، وعِمَارةِ المساجدِ. والدنيويَّةُ: كالبَيْعِ، والنِّكَاحِ، والطَّلَاقِ، والمواريثِ، والأطعمة والأشربة، والحدود، والجنايات، والقضاء. فالإسلام جاء لإصلاح الناس في دينهم ودنياهم، فهو شامل كامل في جميع نواحي الحياة، وكل ما يصدر من المكلفين من اعتقاد أو قول أو عمل فله حكم في الشريعة، وكل تصرف كائنا ما كان، يصدر من فرد، أو جماعة، أو دولة، فإما أن يكون في الشريعة صحيحا، أو فاسدا، ومَنْ فَرَّقَ بين أمور الدين والدنيا؛ فجعَلَ للهِ الحُكْمَ في الأمور الدينيَّةِ، ولغيرِهِ من البشر الحكمَ في الأمور الدنيويَّةِ، فقد كفَرَ؛ لأنَّ الشرعَ كُلَّه لله وحدَهُ لا شريك له، والله تعالى يقول: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف:40]،
أيها المسلمون
وفي هذا الحديث المتقدم يقول فيه صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي): فلأن الدين هو أساس الأمر، وهو أغلى ما نملك، لذا فقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بإصلاح الدين أولاً؛ وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- أيضا كما في سنن الترمذي: (وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا)، وصلاح الدين مداره على صلاح المعتقد، بإخلاص التوحيد لله تعالى، وقوة الإقبال عليه سبحانه، والإعراض عمن سواه، وتحقيق العبودية له، وبصرف جميع أنواع العبادة له سبحانه وتعالى، والنفرة من الإشراك به، حذرًا أن يضل سعيه، ويحبط عمله، ثم التحلي بالفضائل، والتجافي عن الرذائل، فقد أفلح من زكى نفسه، بإصلاح دينه، وطاعة ربه، وقد خاب وخسر، من أهمل نفسه، وخذلها باجتراح السيئات، واقتراف الآثام، وصلاح الدين: يكون أيضا: بمتابعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى : ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ الحشر (7)، وألا نعبد الله رياء ولا سمعة، ولا نعبده بجهل وبدعة، فهناك الكثير ممن يمضي حياته وهو واقع في بدعة أو ضلالة أو جهالة، ويظن أنه على الحق وطريق مستقيم، بينما هو بعيد كل البعد عن الصراط المستقيم. يقول القرطبي رحمه الله: “ومعنى هذا -أي الدعاء بصلاح الدين- أن الدين إن فسد لم يصلح للإنسان دنيا ولا آخرة،
أيها المسلمون
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي): فصلاح الدنيا عماده البسطة في الرزق، ونعمة الأهل والولد، ورفعة القدر، وانشراح الصدر، والبركة في العمر، والصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، وفي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ”، فصلاح الدنيا أن يرزقك الله رزقا طيبا حلالا، وأن يرزقك الله راحة البال، قال تعالى: (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ) (5) محمد، ومن صلاح الدنيا أيضا: أن يرزقك الله التوفيق في الأعمال، فيرزقك بر الدين، وبر الأبناء، ويرزقك الله الزوجة الصالحة، أو زوجا صالحا، ومن صلاح الدنيا أيضا: أن يهيئ الله لك المعاش بلا تعب، ولا قلق، وأن يجنبك الكسب الحرام.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي): فصلاح الآخرة يبدأ من خروج الروح بحسن الخاتمة، وفي حياة القبر والبرزخ يجعلك الله من المنعمين، لا من المعذبين، ففي سنن الترمذي: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ»، وصلاح الآخرة أن يمن الله على المرء فيحشره في زمرة السعداء، ويسكنه منازل الأتقياء، ويحاسب حسابًا يسيرًا، ويمضي على الصراط إلى جنات النعيم مسرعا ،وأن يكون يوم الفزع الأكبر من الآمنين، وأن يدخلك الله الجنة بغير حساب، ولا سابقة عذاب، وأن تلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الحوض، فتشرب من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا، وتدخل الجنة فتكون جارا للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يمتعك الله بالنظر إلى وجهه الكريم .
أيها المسلمون
ونأتي إلى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ): فجاء في ختام هذا الدعاء النبوي العظيم بسؤال الله تعالى أن يجعل هذه الحياة مضمارًا لاستباق الخيرات، وميدانًا للتنافس في الباقيات الصالحات، وهو دليل على أن الأخيار من عباد الله إنما يزدادون من الخير كلما طال بهم العمر، وامتدت بهم الحياة، ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلاَ يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ وَإِنَّهُ لاَ يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلاَّ خَيْرًا»، فالحياة التي يقطع المؤمن أشواطها في الاستزادة من صالح القول والعمل، خير يرغب فيه، ويحرص عليه، وفي سنن ابن ماجه، ومسند أحمد، وغيرهما: (عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِىٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ إِسْلاَمُهُمَا جَمِيعًا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الآخَرِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّىَ. قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّىَ الآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَىَّ فَقَالَ ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ. فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ «مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ» فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً». قَالُوا بَلَى. قَالَ «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ». قَالُوا بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»، وفي سنن الترمذي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ قَالَ «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيني وَدُنْيَايَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ): فهو يدعو الله أن يجعل الموت راحة له من الفتن، والشرور والآثام، بالسلامة من غوائلها، والتردي في وهدتها، لاسيما مع غلبة الضعف، واستحكام العلة، وندرة المعين، وفي موطإ مالك: (عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَدْعُو فَيَقُولُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ وَإِذَا أَرَدْتَ فِي النَّاسِ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ»، فقوله صلى الله عليه وسلم: «وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ» فهذا ليس دعاء بالموت، وإنما المقصود: حينما تتوفني يارب، فاجعل الموت راحة لي من الدنيا وعنائها وتعبها ، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ «مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ قَالَ «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ»
ومن الملاحظ أن هذا الدعاء العظيم، في هذا الحديث النبوي الكريم، قد جمع خيري الدنيا والآخرة، فحقٌ على كل سامع له أن يحفظه، وأن يدعو به بالليل والنهار، لعله أن يوافق ساعة إجابة، فيحصل على خير الدنيا والآخرة، وذلك هو شأن جميع الأدعية النبوية الشريفة، الثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه، في شتى الأوقات، ومختلف المناسبات، فإنها جامعة لكل ما يجلب به الخير، ويدفع الشر، ويبلغ به المراد ، فيجب الحرص على الأخذ بها، والاستزادة منها، إذ هي وسيلة صالحة، وسبب موصل إلى كل خير عاجل أو آجل.
الدعاء