خطبة عن (القصاص) مختصرة
يناير 3, 2024خطبة عن (هل تبتغي بيتا في الجنة؟)
يناير 3, 2024الخطبة الأولى (اللَّهُ ذُو فَضْلِ عَظِيمِ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (4) الجمعة،
إخوة الإسلام
إن فضل الله تعالى ورحمته بعباده من أجل النعم، ومن أعظم العطايا، فلولا فضل الله تعالى ورحمته ما زكت نفوسنا، ولا طهرت قلوبنا، فالله سبحانه وتعالى عظيم الفضل والعطاء، واسع الكرم والسخاء، يشمل بخيره وفضله الناس أجمعين، قال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (251) البقرة وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبشر المؤمنين بفضله الواسع، فقال سبحانه: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا) (47) الاحزاب. وحينها يحمدونه سبحانه وتعالى على نعمائه، ويشكرونه على عطائه، ويتبعون ما أمرهم به؛ تقربا إليه، وابتغاء مرضاته، قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (174) آل عمران.
وأفضال الله تعالى على عباده المؤمنين في الدنيا والأخرة لا يمكن حصرها، ومن أهم فضائله سبحانه على عباده المؤمنين: نعمة الدين، وأن أرسل إليهم الرسل، فأعظم نعمة هي نعمة الاسلام والإيمان والهداية،
ومن فضل اللهِ ورحمتهِ بالمؤمنين: أنه سبحانه يتفضلُ عليهم بالمغفِرة، قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، وتفضلَ اللهُ عليهم بالعَفو عَنهم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152]،
ومن فضله سبحانه على عباده المؤمنين: أن بشَّرَهُم بالجنَّة، قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ﴾ [الأحزاب : 47]، وأعطاهم فيها مَا يَشاؤونَ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [الشورى: 22].
ومِنْ فضله سبحانه على عباده: تثبيته لهم على هذا الدِّين، وعِصمته لهم من الزَّيغ والضلال؛ واتباع الشيطان، قال سبحانه: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء: 83).
ومِنْ فضله على عباده المؤمنين: تنويره لبصائرهم، وتكفيره لسيئاتهم؛ ومغفرته لذنوبهم؛ وتزكيته لنفوسهم، وأعطاهم فوق ما يستحقون من الثواب؛ قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ) (النساء: 173).
أيها المسلمون
حقا، إن الفضل كلُّه لله؛ يعطي من يشاء فضلاً، ويَمْنع من يشاء عدلاً، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران: 73).
فالْمُؤْمِنُ الموفق يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تبارك وتَعَالَى هو المحسن وهو المنعم، وهل جزاءُ الاحسانِ إلا الاحسان. فعلى المسلم أن يقابل إحسان الله بالإحسان والطاعة والشكر، فموقف الناس من فضل الله عليهم عجيب، قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) غافر: 61
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اللَّهُ ذُو فَضْلِ عَظِيمِ)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
والسؤال: كيف ننال فضل الله تعالى؟، فنقول: إن طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سبب للفوز بفضل الله تعالى، ومرافقة الأنبياء والصالحين في الجنة، قال تعالى:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) (69)، (70) النساء
وننال فضل الله تعالى بالتمسك بكتابه العظيم قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (175) النساء.
ويؤتينا الله سبحانه من فضله بالاستغفار والتوبة، قال تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) هود (3)
ومن أسباب نيل فضل الله تعالى: التقرب إليه بالأعمال الصالحة، قال سبحانه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (22) الشورى
الدعاء