خطبة عن (هل تبتغي بيتا في الجنة؟)
يناير 3, 2024خطبة عن (أنواعُ الصَّدَقَة) مختصرة
يناير 4, 2024الخطبة الأولى (اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (8)، (9) الصف،
إخوة الإسلام
فالكافرون والمنافقون يُريدون أن يبطلوا الحق الذي بُعِثَ به النبي محمد صلى الله عليه وسلم- والله مظهر الحق، ولو كره الجاحدون المكذِّبون. فأعداء الإسلام اتفقوا على هدف واحد، وهو القضاء على هذا الدين، ووقف انتشاره، ولهم في ذلك وسائل شتى، فمن الحروب العسكرية، الى الضغوط السياسية، وإلى الحروب الفكرية، وتشوية مبادئ الإسلام ورموزه، والتركيز في الهجوم والسخرية بالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، إلا أن محاولاتهم فاشلة، فقد وعد الله تعالى المؤمنين بأنَّ نوره سوف يخرج، وأنَّ دينه سوف يظهر، ولو كره الكافرون، ولو جدّ أعداء الدين في اطفاء النور المبين، فالله تعالى سوف يُظهره، رغم أنوف الكافرين الضَّالين؛ وفي مسند أحمد: (عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ». وفيه أيضا: (قَالَ صلى الله عليه وسلم «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ وَلَيَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ»،
فإنه لعجيب أمر هذا الدين الاسلامي، فهو محفوظٌ بحفظِ اللهِ -تعالى- له، فمعَ الضَعْفِ الذي يعيشُ فيه المسلمونَ اليوم، إلا أنه لا يزالُ الناسُ يدخلونَ فيه أفواجاً؛ الغنيُ منهم والفقيرُ، والصغيرُ والكبيرُ، والرجالُ والنساءُ فمن يظن أنه باستطاعته محاصرة دعوة الله، أو محاولة القضاء عليها؛ فهو واهم عاجز. إنها دعوة الحق سبحانه، ونور الله جل في عُلاه، يحفظها بقدرته، ومُتمُّ نورها بحكمته، ولو كره الكافرون المبغضون الحاقدون.
ولا بد أن توقن أخي المسلم، أنه رغم هذا الضعف الذي تراه، فإن فجر الإسلام قادم بإذن الله، وما يجرى حولنا من تدافع وتمايز يؤكد هذه الحقيقة القرآنية، والبشارة النبوية، ومن ضعف يقينه بهذه الحقيقة فليراجع نفسه، ويُجدد إيمانه. قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ (51) [غافر]، وقال ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الإِسْلامَ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ». فأبشروا وأملوا، واثبتوا وابذلوا، وانتظروا وعد الله الحق، (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) الكهف (98).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد: (قَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ». ثُمَّ سَكَتَ)
فإلى كل من يدين بدين الإسلام، وترخص روحه لنصرة نبي الرحمة والعدالة والسلام. انصر دينك من خلال اتباع الكتاب والسنة، فدينَ الله منصورٌ لا محالَة، بك أو بغيرك، ولكنك مسئول يوم القيامة: ماذا قدمت لدين الله؟، ففي صحيح ابن حبان : (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)، فالقيامَ بنُصر الدين فريضةٌ، لذا، وجَبَ على كلِّ واحد منَّا أن يبذُل جهدَه في سبيل نُصرتِه، وكلُّ مسلمٍ يستطيعُ أن يُقدِّم لهذا الدين، وينصره ويؤيده ويدعو إليه، فبلغ هذا الدين لمن جهله أو غفل عنه، ففي سنن الترمذي: (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ). فلا عذر لمسلم يستطيع خدمة دينه ثم يتقاعس عن ذلك أو يتخاذل، فإذا كان أهل الباطل يدعون إلى باطلهم، فيجب أن يسعى أهل الحق لنصرة ذلك الحق، بالدعوة إليه، والدفاع عنه، ونصرة الدين مجالاتها متعددة: فالتزامك بشرع الله، وتربية أولادك على الإسلام، مِن أعظم النصرة للدين. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو نصرة للدين، وتعلُّم الدين وتعليمه للناس هو نصرة للدين، والدعاء والتضرع إلى الله أن ينصر الاسلام والمسلمين ويعزهم، هو نصرة للدين، والتزام المرأة بشرع الله في لباسها، وحشمتها وحياؤها وطاعتها لزوجها، وتربية أولادها على أخلاق الاسلام هي نصرة للدين، نصرتك للحق، ووقوفك ضد الباطل هو نصرة للدين، وهكذا، فنصرة الدين مجلاتها أكثر من أن تعد، فكن ناصرا لهذا الدين، الدعاء