خطبة عن (قيام الليل وفضائله)
فبراير 21, 2016خطبة عن (النذر وحكمه )
فبراير 22, 2016الخطبة الأولى ( النذر لا يرد قضاء، ولا يدفع شرا، ولا يجلب خيرا)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) (7) الانسان
إخوة الإسلام
اعلموا إخوة الإسلام أن النذر لا يرد قضاء ، ولا يدفع شرا ، ولا يجلب خيرا ، وقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ النَّذْرَ لاَ يُقَرِّبُ مِنِ ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ قَدَّرَهُ لَهُ وَلَكِنِ النَّذْرُ يُوَافِقُ الْقَدَرَ فَيُخْرَجُ بِذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُنِ الْبَخِيلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَ ». وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَنْذُرُوا فَإِنَّ النَّذْرَ لاَ يُغْنِى مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ ». وأن الله لم يثنِ على الناذرين، وإنما أثنى على الموفين، وفرق بين الأمرين، فقوله تعالى: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ﴾ [الإنسان: 7]، معناه أنهم إذا نذروا لله شيئاً لم يهملوه، بل قاموا به،
أيها المسلمون
وماذا عمن تقرب بنذره إلى غير الله ؟ ، وما حكم الإسلام فيمن تقرب بنذره للخلق ونسي الخالق ؟ ،فنقول وبالله التوفيق : إن النذر لغير الله شرك وهو حرام وباطل ولا يجب الوفاء به ، لأن النذر قربى ، والمسلم لا يتقرب بعباداته إلا لله ، ومن تقرب لغير الله ظنا منه أنه يملك نفعا أو يدفع ضرا ، فقد أشرك مع الله غيره ، لذلك لا يجب الوفاء بنذر فيه معصية للحديث المتقدم « مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ » ، ولكن هل الوفاء بالنذر على الفور؟ والجواب إذا كان مقروناً بشرط فهو على الفور، من حين يوجد الشرط يجب الوفاء به، وإذا كان مطلقاً ففيه خلاف، والصحيح وجوب الوفاء به فوراً. ومن عجز عن الوفاء بنذر الطاعة ، فعليه الكفارة ،ففي صحيح مسلم (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ ».. وكفارة اليمين: عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم. فمن لم يجد شيئا من ذلك صام ثلاثة أيام . أما من علق النذر بالمشيئة فقال: لله علي نذر أن أفعل كذا إن شاء الله. ففي النذر الذي حكمه حكم اليمين ليس عليه حنث، وإذا كان فعلَ طاعة، نظرنا إذا كان قصده التعليق فلا شيء عليه، وإذا كان قصده التحقيق أو التبرك وجب عليه أن يفعل، حسب نيته. ومن نذر صوم شهر؟ هل يلزمه التتابع أم التفرقة؟، نعم يلزمه أن يصوم متتابعاً، وقد ذكر أهل العلم أن النذر سبعة أقسام: 1ـ نذر اللجاج والغضب، الذي يخرجه مخرج اليمين للحث على فعل شيء أو المنع منه غير قاصد للنذر ولا القربة، وهذا حكمه حكم اليمين. فإذا لم يوف بنذره لزمته كفارة يمين. 2ـ نذر طاعة وتبرر مثل أن يقول: لله على أن أصوم كذا من الأيام أو إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا أو صوم كذا. فهذا يجب الوفاء به. لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من نذر أن يطيع الله فليطعه” . [رواه الجماعة إلا مسلما] . 3ـ النذر المبهم وهو أن يقول لله على نذر ، فهذا تجب به كفارة يمين عند أكثر العلماء. لما روى الترمذي عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين” وقال هذا حديث حسن صحيح غريب. 4ـ نذر المعصية، وهذا لا يحل الوفاء به إجماعا، كأن ينذر شرب خمر أو أذى مسلم، ويجب على الناذر كفارة يمين، روى هذا عن ابن مسعود وابن عباس وجابر وعمران بن حصين. وهو مذهب أبي حنيفة، لما رواه أحمد وأبو داود “لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين”. [ صححه الألباني] . 5ـ نذر المباح، كلبس الثوب وركوب الدابة، فهذا يخير فيه الناذر بين الوفاء ، والترك مع الكفارة. 6ـ نذر الواجب ، كالصلاة المكتوبة، فلا ينعقد نذره لأن النذر التزام، ولا يصح التزام ما هو لازم له. 7ـ نذر المستحيل كأن ينذر صوم أمس، فهذا لا ينعقد ولا يوجب شيئا.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( النذر )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وماذا عمن نذر لله في طاعة ، ومات قبل الوفاء بنذره ؟ ،والاجابة نسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ لَهُ إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ وَإِنَّهَا مَاتَتْ . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ » . قَالَ نَعَمْ . قَالَ « فَاقْضِ اللَّهَ ، فَهْوَ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ » ،وفي سنن ابن ماجة (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرُ صِيَامٍ فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لِيَصُمْ عَنْهَا الْوَلِيُّ ». وفي مستدرك الحاكم (عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن أمي توفيت وعليها صوم شهرين فقال : صومي عنها، فقالت : إن عليها حجة قال : فحجي عنها قالت : فإني تصدقت عليها بجارية فقال : قد آجرك الله و ردها عليك الميراث )
أيها المسلمون
لقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم يوفون بالنذر ، فقال تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) الانسان 7، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن عدم الوفاء بالنذر من علامات فساد الزمان ، وضعف الدين ، ومعصية رب العالمين ، ففي سنن البيهقي ومسند أحمد واللفظ له (عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِى بُعِثْتُ فِيهِمْ – قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ – ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ يَنْذُرُونَ وَلاَ يُوفُونَ وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ وَيَفْشُو فِيهِمُ السِّمَنُ »
الدعاء