خطبة حول معنى الحديث ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي )
مايو 22, 2021خطبة حول قوله تعالى ( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )
مايو 22, 2021الخطبة الأولى ( النُّورُ ينبلِجُ من بطونِ الظُلماتِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (19): (24) فاطر
إخوة الإسلام
من سنن الله وحكمته : إخراجِ الشيءِ من ضِدِّه، فالفَرَجُ يَخْرجُ من الضِّيقِ ، والعُسرُ من اليسر ، والنُّورُ ينبلِجُ من بطونِ الظُلماتِ ، والحياةُ من الأمواتِ ، ومن المعلوم أنَّ الناسَ كانت في ضيقِ ظلماتِ الوثنيةِ والعنصرية والاستبدادِ لقرونٍ طوالٍ، قبل بزوغِ فجر الإسلام، فكان ظهورُهُ صلى الله عليه وسلم نوراً بعد ظلام ، وفرجاً بعد ضيق. ،وعندما جاءَ الملك جبريلُ (عليه السلام ) أولَ مرةٍ لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، طلبَ منه القراءةَ ، وضمه ثلاث مرات حتى بلغَ منه الجهد، فقد روى البخاري في صحيحه: (أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَتْ كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ – قَالَ وَالتَّحَنُّثُ التَّعَبُّدُ – اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ بِمِثْلِهَا ، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهْوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مَا أَنَا بِقَارِئٍ » . قَالَ « فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجُهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي . فَقَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيِةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجُهْدُ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي . فَقَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجُهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي . فَقَالَ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) » . الآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ ( عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ ..) ،فالعالمُ في ضيق وجهدٍ ينتظرُ الفرجَ، والرسولُ الكريمُ في غار ضيق يتعبدُ منتظراً الفرجَ، ثمَّ بعدَ كلِّ هذا الضيقِ والجهد يأتي جبريلُ لرسولنا الكريم فيضغطُهُ ويضمه ثلاث مرات حتى يبلغَ منه الجهد! فلم؟ ، وما الحكمة من ذلك ؟ ،الحكمة من ذلك هو : بيان أهمية ما هو مقبل عليه صلى الله عليه وسلم ، وثقل ما سوف ينزل عليه ، وأن الفرج يأتي بعد الضيق ، واليسر بعد العسر ، والنور بعد الظلام ، والإيمان بعد الكفر ، والهدى بعد الضلال ، والثبات بعد الزيغ .والحكمة من ذلك أيضا : أن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعلم الناس من بعده ، أن الوحي ظاهرة حقيقية ، خارجة عن ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومستقلة عن شخصيته، فلا يخيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توهم ، أو تخيل أو…، فأمر الوحي هو أمر عظيم ، جليل ، ثقيل ، مهيب ، إنه جاء في اليقظة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو في كامل حضوره النفسي ، والذهني ، وصفائه ، ونقائه ، وهو في أكمل حالاته ، وأحسنها – صلى الله عليه وسلم – والذي جاء له ورآه – صلى الله عليه وسلم – وأحس به لما ضمه إليه ضما شديدا وسمعه هو عظيم الملائكة ، وسفير الله إلى خلقه ، وأمينه على وحيه جبريل – عليه السلام -، وإنما غط – عليه السلام – رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أي ضمه ضمة عنيفة ،ثلاث مرات ،لينبهه ، ليكون في كامل ترقبه لاستقبال تلك الآيات العظيمة ، التي جاءه بها من رب العالمين تبارك وتعالى، ولينبهه ويبين له ، أن هذا الأمر العظيم الذي يراه ويشاهده ويسمعه هو أمر حقيقي من أمور اليقظة ، وليس تخيلا ولا مناما ولا جنونا حاشاه – صلى الله عليه وسلم – بل هو أمر حقيقي من أمور اليقظة ، وفي هذا رد قوى واضح كالشمس على الغربيين وأسلافهم من المتفرنجين من صنوف المستشرقين الذين يتشدقون ويتحذلقون فيفلسفون زندقتهم وإلحادهم وتكذيبهم بما أنزل الله – تعالى – من الوحي على نبيه ومصطفاه سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -. فهم يقولون في أمر الوحي : إنه ليس أمرا حقيقيا ، هو أمر نفساني يتعلق بنفس محمد – صلى الله عليه وسلم – ويقصدون أن هذا الوحي من قبيل الفيوضات النفسانية والعبقرية الشخصية، ولذلك يطلقون تلك العبارة الغامضة عبقرية محمد – صلى الله عليه وسلم -. يطلقون هذه العبارة بسوء نية ومقصودهم هذا المعني بكل ما يحمله من تكذيب بالوحي ، وإلا فالعبارة في ظاهرها صحيحة فسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – في شخصيته الذاتية هو في كامل العبقرية، إنه يمثل الكمال البشري ولكن ما جاء به وحي منزل من رب العالمين تبارك وتعالى، نزل به الروح الأمين جبريل – عليه السلام – علي قلب سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين. فأمر الوحي أمر حقيقي من أمور اليقظة ، إنه وحي من رب العالمين وقد ظهر جبريل مرة أخرى لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولكن هذه المرة علي صورته الحقيقية العظيمة التي خلقه الله عليها ، ويحدثنا الصادق الأمين النبي المصطفي – صلى الله عليه وسلم – بنفسه عن ذلك فيقول كما جاء في صحيح البخاري :من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه : أن (رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْىِ « فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِى سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِى قِبَلَ السَّمَاءِ ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ..) ، وفي مسند أحمد : (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَرَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ إِلاَّ مَرَّتَيْنِ أَمَّا مَرَّةً فَإِنَّهُ سَأَلَهُ أَنْ يُرِيَهُ نَفْسَهُ فِي صُورَتِهِ فَأَرَاهُ صُورَتَهُ فَسَدَّ الأُفُقَ وَأَمَّا الأُخْرَى فَإِنَّهُ صَعِدَ مَعَهُ حِينَ صَعِدَ بِهِ..) ، وقوله – صلى الله عليه وسلم : (الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِي بِحِرَاءٍ ) يدل على ترقبه – صلى الله عليه وسلم – لأمر الوحي وانتباهه له وحضوره بكامل حواسه وذهنه وذكائه – صلى الله عليه وسلم – فها هو يعرف الملك ويزداد تعرفا عليه إذ يراه هذه المرة بصورته الحقيقية، وكان انقطاع الوحي عنه صلى الله عليه وسلم حتى حزن حزنا شديدا برهانين واضحين ودليلين قطعيين على أن الوحي ظاهرة خارجة عن ذاته صلى الله عليه وسلم تمثلت بنزول جبريل عليه السلام عليه، وليس الوحي أخيلة نفسية، ولا إشراقا روحيا إذ لو كان كذلك لما كان هذا الضم أولا، ولما كان الحزن منه صلى الله عليه وسلم (لانقطاع الوحي) عنه ثانيا. وقد قال الله تعالى تأكيداً لهذا المعنى: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (الشورى:52) .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( النُّورُ ينبلِجُ من بطونِ الظُلماتِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد: ” كمَّل الله له من مراتب الوحي مراتب عديدة : إحداها: الرؤيا الصادقة، وكانت مبدأ وحيه – صلى الله عليه وسلم -، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (فعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا النَّاسَ ، فَقَالَ : هَلُمُّوا إِلَيَّ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ فَجَلَسُوا ، فَقَالَ : هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ جِبْرِيلُ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لاَ تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَلَيْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَأْخُذُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ) رواه البزار. الثالثة: أنه – صلى الله عليه وسلم – كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا. الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده عليه، فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد، وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاء الوحي مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها . الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك في [ النجم: 7، 13] . السادسة: ما أوحاه الله وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها. السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك، كما كلم الله موسى بن عمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعا بنص القرآن، وثبوتها لنبينا – صلى الله عليه وسلم – هو في حديث الإسراء ” .
إنَّ لحظة نزول الوحي عليه – صلى الله عليه وسلم- أعظم لحظة مرت على الأرض في تاريخها الطويل، إذ كانت ميلاداً جديداً للبشرية، فببعثته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كَمُلَ للبشرية دينها، وتم للإنسانية نعيمها، فكان الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده جميعاً، ولن يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه، قال الله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } (المائدة: 3)
أيها المسلمون
فسُبحانَ من يُخرجُ النورَ من الظلماتِ … والهُدَى من الضَلالِاتِ … والأحياءَ من الأموات، واليُسرَ من العُسرِ، فهو الذي أخرجَ الماءَ مطفئ النَّارِ، وأخرجَ الدواءَ من أذيال العقاربِ وأنيابِ الحيات ، وأخرج الخصوبةَ من دمار الفيضانات ، ولبناً سائغاً للشاربينَ من بينِ فَرْثٍ ودمٍ ، وسَكَرَاً حُلواً وثمرات، وفاكهةً كثيرةً وأعناباً من طِينٍ كَدِرْ، وأراضٍ سبخةٍ مالحات ، وعَسلاً مُختلِفاً ألوانُه فيه شِفاءٌ للناس من بُطونِ حَشراتٍ مؤذياتٍ ، وقُطناً وحريراً ناعماً من دِيدَانٍ وشرنقات ، وماءً عذْباً فُراتاً من أرضٍ جُرزٍ مالحات . ثُمَّ أَخْرَجَ خَيرَ أُمَّةٍ أخرجتْ للناس من بين قبائلَ مُتشاكِسَاتٍ مُتناحراتٍ ، ودينَ التوحيدِ من بُطونِ الشِركِ والوَثَنيَّاتِ .
الدعاء