خطبة عن حديث ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ)
يوليو 15, 2017خطبة عن الصحابي (النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ)
يوليو 15, 2017الخطبة الأولى الهدايا : (تَهَادُوا تَحَابُّوا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) (35)،(36) النمل ، وفي الصحيحين : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا ، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ »، ورَوَاى الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { تَهَادَوْا تَحَابُّوا } ، وفي سنن الترمذي بسند فيه ضعف : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ وَلاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ شِقَّ فِرْسِنِ شَاةٍ »
إخوة الإسلام
الهدية : هي ما يعطى بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به. وهي تُقدَمَّ ولا يراد بها بدل، وليست في مقابل ثمن، أو سلعة، أو نحو ذلك، بل هي ما يقدم بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة؛ والهدية سنة نبوية، ومَظْهر حب، ومبعث أُنْس، تـُقرِّب البعيد، وتصل المقطوع ، وتشق طريق الدعوة إلى النفوس، وتفتح مغاليق القلوب، وتبذر المحبة بين الناس، وقد حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على تشريع كل ما مِن شأنه أن يؤلف القلوب، فالهدية من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي حض عليها حيث قال: ( تَهَادُوا تَحَابُّوا ) رواه البخاري في الأدب المفرد، ومالك، وصححه الألباني ، والهدية من أعظم الأسباب التي تحبب المؤمنين بعضهم إلى بعض، وهي سببٌ عظيمٌ للتآلف بين القلوب، وشيوع المودة والألفة والترابط بين أفراد المجتمع المسلم
هدايا الناس بعضهمُ لبعضٍ تولـد في قـلوبهـم الوصـالا
وتزرع في الضمير هـواً ووداً وتكسوهُ إذا حضروا جمالا
فالتهادي بين الناس أمر مرغب فيه شرعاً وعادة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقبلُ الهدية ويُثيبُ عليها» (رواه البخاري). فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم ـ يهدي، ويقبل الهدية ـ القليل والكثير ـ، ويثيب عليها، ويرغب فيها، وكان يقول: ( لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ أو كراع لَقَبِلْتُ ) رواه البخاري ، وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الهدية من خير العمل عند الله، وأنها تعدل في أجرها عِتق الرقبة، فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً وَرِقاً أَوْ ذَهَباً أَوْ سَقَى لَبَناً أَوْ أَهْدَى زِقَاقاً فَهُوَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ ». رواه أحمد . وإذا كانت الهدية مِفتاحاً من مفاتيح القلوب، فقد أهدى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقبل هدية الكافر، فعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ قال: ( غزونا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبوكَ ، وأَهْدَى ملكُ أَيْلَةَ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بغلةً بيضاءَ ، وكساهُ بُرْدًا ) رواه البخاري . وقد أرشدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى مكافأة المُهْدِي، فعَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا ) رواه البخاري . وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ أَهْدَى لَكُمْ فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ فَادْعُوا لَهُ ». رواه أحمد . ولا ريب أن الهدية الحسنة هي الهدية التي يدفعها المُهدِي لا ليقابَل بمثلِها، بل يرجو ثوابها من الله فحسب، مثل ما كان يهديه النبي – صلى الله عليه وسلم -، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَاشْتَرَى مِنِّى بَعِيراً فَجَعَلَ لِي ظَهْرَهُ حَتَّى أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا قَدِمْتُ أَتَيْتُهُ بِالْبَعِيرِ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ وَأَمَرَ لِي بِالثَّمَنِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ لَحِقَنِى. قَالَ قُلْتُ َدْ بَدَا لَهُ. قَالَ َلَمَّا أَتَيْتُهُ دَفَعَ إِلَىَّ الْبَعِيرَ وَقَالَ « هُوَ لَكَ ». فَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ فَأَخْبَرْتُهُ. قَالَ فَجَعَلَ يَعْجَبُ. قَالَ فَقَالَ اشْتَرَى مِنْكَ الْبَعِيرَ وَدَفَعَ إِلَيْكَ الثَّمَنَ وَوَهَبَهُ لَكَ قَالَ قُلْتُ َنعَمْ. ) رواه أحمد ، وقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الرجوع في الهدية، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ » رواه البخاري .. والذي يجوز له أن يرجع في هبته الوالد إذا أهدى لولده شيئاً، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِىَ الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعَ فِيهَا إلاَّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِى وَلَدَهُ ) رواه احمد وللهدايا آداب : فمن آداب الهدية ومستحباتها : أن تُخلص النيَّة لله في هديتك. • أن تدعو ربَّك بأن يبارك فيها؛ حتى تكون مفتاحًا لقلب من أهديتَ إليه. ومن آداب الهدية: أن تتناسب الهدية مع الشخص المُهدى إليه؛ فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير، وهدية الرئيس تختلف عن هدية المرؤوس، ونحو ذلك. ومن آداب الهدية: عدم التكلُّف فيها، وكلٌّ على قدر استطاعته. • ألا تكون رشوة؛ لنهي الشرع عن ذلك. ومن آداب الهدية: اختيار الوقت المناسب؛ فلا تأتِ لمن تريد أن تهدي إليه في آخر الليل، وهو وقت نومه، فتُوقظه، وتخبره أن عندك هدية تريد أن تسلِّمه إياها . ومن آداب الهدية: أن تقدِّمها ببشاشة، ونفس طيِّبة. • الإثابة عليها، والإعطاء بدلاً منها. ومن آداب الهدية : شكر المُهدي، والدعاء له. ومن آداب الهدية: عدم ردِّ الهدية التي لا شبهة فيها؛ لأنَّ فيه كسرًا لقلب المُهدي، وإساءة له.
أيها المسلمون
وإذا كانت الهدية من أعظم الأسباب التي تحبب المؤمنين بعضهم إلى بعض، وهي سببٌ عظيمٌ للتآلف بين القلوب، وشيوع المودة والألفة والترابط بين أفراد المجتمع المسلم ، فمن الأولى أن يهدي الإنسان للأقرب فالأقرب، ولمن له حقوق عليه، فالوالدان أحق الناس بالهدية في حياتهما، فهي جزء من حقهما عليه، ومهما قدم لهما فلن يوفي شيئاً من حقهما. والهدية بين الزوجين لها الأثر الطيب، فهي تقوي العلاقة الزوجية، وتزيد المحبة والأنس والمودة، وتزيد رباط العشرة بينهما، ويا ليت الأزواج ينتبهون لها، فكم أزالت الهدية من المشاكل، وكم أبعدت من عداوة، وكم تسببت في زوال الهموم من بيت الزوجية، وكم قوت المحبة بينهما. وأحق الناس بالهدية بعد الزوجين هم الأقارب، وكم نرى أثر تلك الهدايا التي تقدم في بعض المناسبات الأسرية والتي تزيد روابط الرحم بينهم. وكذلك بين الجيران يبدأ بالأقرب كما في حديث عائشة عند البخاري أنها قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ:(إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا) ، والهدية تختلف بحسب مقامها وزمانها، وبحسب من يستفيد منها، فلا يلزم أن تكون عينية فقد تكون الهدية توجيهاً، أو نصيحة ،أو حكماً شرعياً أو لفتة علمية. وبعض الناس إذا أهدى لأحد هدية وحصل بينهما مشاحنة أو مشكلة ذكّره بهديته وطلب إرجاعها له، وهذا العمل لا يليق بالمسلم الذي يبتغي وجه الله فيما يقدمه، ومما يجب أيضاً تجنبه في الهدية، المنّة بها فإن هذا من اللؤم وقلة المروءة. فقد قال تعالى : { قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (البقرة: 263، 264). كما يجوز قبول الهدية من الكافر، فعن أبي سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ» زَادَ: فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً سَمَّتْهَا فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ (ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ) (رواه الترمذي). وكذلك يجوز إهداء المسلم للكافر، فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “رَأَى عُمَرُ حُلَّةً عَلَى رَجُلٍ تُبَاعُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْتَعْ هَذِهِ الْحُلَّةَ تَلْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْوَفْدُ فَقَال:(إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، قَالَ: إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ). وعلى أن لا يترتب عليها إخلالٌ بعقيدة الولاء والبراء، وبالتالي تحرم الهدايا للكفار إذا كانت مرتبطةً بعقائدهم الباطلة، كالهدايا المرتبطة بأعيادهم الدينية تعظيماً لها، فيُخشى على من فعل ذلك الكفر، فيحرمُ على المسلم أن يعظم شعائر الكافرين. كما يجوز أخذ الهدية ممن يتعامل بالربا وغيره ممن يكتسبون من المال الحرام.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( تَهَادُوا تَحَابُّوا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن ضوابط الهدية في ذاتها أنها إن كانت حراماً كالخمر والخنزير والصلبان والشعارات الدينية لغير المسلمين ونحو ذلك، فلا يجوز شرعاً إهداؤها ولا قبولها. وإن كان يحرم استعمالها في حالٍ دون حالٍ كالحرير مثلاً، فيجوز قبولها والتصرف فيها بالبيع أو الإهداء ونحوهما. ومن ذلك الهدايا على سبيل الرشوة وهي باب واسع ومتشعب، وقد انتشرت بصور كثيرة في أيامنا هذه بشكل خطير، وتساهل فيها الآخذ والمعطي، وقد (لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ) (رواه أحمد). كما يحرم ما يأخذه القاضي أو الوالي ليغيّر حكم الله عز وجل، فإن ما أخذه سحت وغلول، ويحرم أيضاً ما أعطي للرجل بسبب الأعمال التي أوكلت له من قبل الوالي أو السلطان، فقد قال صلى الله عليه وسلم:(أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعِرُ..) (رواه البخاري). ومن ذلك ما يأخذه بعض الناس من هدايا تعطى له حين يستخدم جاهه في شفاعة خاصة، وهو ما يسميه العلماء أخذ الأجرة على الشفاعة، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ شَفَاعَةً فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنَ الرِّبَا) (رواه الطبراني). وأيضاً: ما يهديه الموظف لرئيسه في العمل، وما يهديه الطالب لأستاذه في المدرسة، وما تهديه الطالبة لمدرستها، فكل هذا من الهدايا المحرمة ، هذه هي الهدية ، وتلك هي أهدافها ، وصورها ، وآدابها ، وما يجوز منها وما لا يجوز ، ألا 🙁 فتَهَادَوْا تَحَابُّوا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ )
الدعاء