خطبة حول الحديث ( إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ)
يناير 4, 2025خطبة عن (موقف المسلم من الفتن)
يناير 7, 2025الخطبة الأولى (الْإِيمَانُ وَالاِسْتِقَامَةُ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (30) فصلت، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (13)، (14) الأحقاف، وفي سنن الترمذي: (عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ «قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ». وفي مسند أحمد: «قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ».
إخوة الإسلام
(الإيمان): هو التصديقُ والإذعانُ، دون شك أو ريبة، وهو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وهو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح والأركان، والتأثر الصادق بقدرة الله، واجلاله، والثقة بعدله وتدبيره، وبعلمه المحيط ،
أما (الاستقامة): فهي الإقرار بالحق، والاستمرار في العمل على مقتضاه، بالتزام الطريق المستقيم، الذي رسمه الله في كتبه، وبينه على ألسنة رسله (عليهم السلام)، وبها يكمل في الإنسان جانب الإيمان العملي، بفعل الخير والصلاح، فالاستقامة: هي التزام المنهج الذي لا عوج فيه ولا التواء، وقد عبر عنه القرآن الكريم (بالصراط المستقيم)، فالاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدين القويم، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك،
ومن الاستقامة: استقامة القلب على التوحيد، فمتى استقام القلب على معرفة الله، وعلى خشيته وإجلاله، ومهابته ومحبته وإرادته، ورجائه ودعائه والتوكل عليه، والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، فالقلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك، استقامت جنوده ورعاياه، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل:97. قال ابن كثير رحمه الله: “هَذَا وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِمَنْ عَمِلَ صَالِحًا وَهُوَ الْعَمَلُ المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنْ بَنِي آدَمَ وَقَلْبُهُ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، بِأَنْ يُحْيِيَهُ اللَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً فِي الدُّنْيَا، وَأَنْ يَجْزِيَهُ بِأَحْسَنِ مَا عَمِلَهُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ)، ومِن مظاهر وعلامات استقامة القَلْب: محبَّة المسلمين، وتوقيرهم وإجلالهم لله تعالى – ومِن مظاهر عدم استقامةِ القلب: (الكِبْرُ والتَّرَفُّع على الآخرينَ)؛ ففي صحيح مسلم: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ».
أيها المسلمون
وقال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود:112] فذكر سبحانه شيئين بعد الاستقامة: لزوم التوبة، ومجافاة الطغيان، لأن الذي يعرض للعبد ويحرفه عن الاستقامة: إما الذنب، وإما البدعة أو الغلو، لذا قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا} [الأنعام:161]، و(قِيَمًا) أي: أي معتدلاً مستقيماً لا عوج فيه، ولا غلو فيه ولا جفاء، ولا جحود فيه ولا جمود، ولا إفراط ولا تفريط، ولا اعوجاج، إنما هو أمر مستقيم شرع معتدل، وسط في كل شيء.
وروى الامام أحمد في مسنده وصححه الألباني: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلاَ يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»، فاستقامة الإيمان لا تتم إلا باستقامة الجوارح من اللسان وغيره، واستقامة الجوارحِ مرهونة باستقامة القلب، بأنْ يكونَ ممتلئاً مِنْ محبَّةِ الله، ومحبَّة طاعته، وكراهة معصيته، فأعظم ما يراعى في الاستقامة بعد استقامة القلب: استقامة اللسان؛ لأنه ترجمان القلب، والمعبر عنه، ولهذا أمر النبي ﷺ باستقامة القلب، ووصى باستقامة اللسان، فلا يستقيم الإيمان حتى يصلح القلب، ولا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها العلم بالله وأسمائه وصفاته، وعظمته ومحبته وخشيته، والخوف منه، ورجاء ما عنده، والتوكل عليه، هذه حقيقة التوحيد، ولأن الاستقامة ركن يشمل الدين كله، لذلك قصرت همم الخلق أن يمسكوا بكافة أطرافه، فعَنْ عمر بن الخطاب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: “لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْحَنَايَا، وَصُمْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَالْأُوْتَارِ، ثُمَّ كَانَ الِاثْنَانِ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ الْوَاحِدِ، لَمْ تَبْلُغُوا الاسْتِقَامَةَ “أي الاستقامة الكاملة، وفي سنن ابن ماجه: (عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ». ولذلك قيل: “الاستقامة لا يطيقها إلاَّ الأكابر لأنَّها الخروج عن المعهودات، ومفارقة الرُّسوم والعادات، وهي الخصلة الَّتي بها كملت المحاسن”.
أيها المسلمون
ومن لوازم الاستقامة: استقامة اللسان، ففي سنن الترمذي: (عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ «قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَىَّ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ «هَذَا». وعن معاذ رضى الله عنه قال: يا رسول الله أوصني قال: «اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كله؟ قال: هذا وأشار إلى لسانه» (رواه ابن أبى الدنيا بإسناد حسن)،
واللسان ذلك العضو الصغير، ما أخطره وما أقدره، وما أجل شأنه وما أعظم أثره، فهو الذي يصور الواقع، ويترجم عن مشاعر النفس، وخواطر القلب، وأفكار العقل، ومن أمر هذا اللسان أنه إذا استقام، يكون أداة خير، ومصدر توجيه وإصلاح، وإن اعوج، يكون مصيبة من مصائب الدنيا، ونكبة من النكبات، التي يصعب فيها العزاء، فإن أناساً تستقيم ألسنتهم ، وتطيب كلماتهم، فيصبحون كالرياحين الناضرة، تهفوا إليهم أفئدة الناس، وتتعلق بها أرواحهم وأشباحهم، وإن أناساً تنحرف ألسنتهم حتى تصبح كالأفاعي المتحركة داخل أفواه ،فيفر الناس من أصحابها فرار السليم من الأجرب، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العاقبة الوخيمة لانحراف اللسان، ففي سنن الترمذي: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ»، وفيه أيضا: (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ…ثم قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ». ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ». قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»،
واستقامة اللسان تتحقق بعدة أمور، ومنها: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه: كطلب منفعة، أو دفع مضرة، أو نصرة حق، أو إزهاق باطل، أما الكلام بلا داع فيكون لغواً يتنزه عنه المؤمنون، لأن الله يصفهم بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون 3]، وقال تعالى: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق 18]،
فيا حسرة وندامة أولئك الذين يثرثرون في أحاديثهم، ويتزيدون في كلامهم، ويسرفون فيما يحتاج إلى الإيجاز، وليت هؤلاء يتذكرون ما ينسب إلى عمر رضى الله عنه أنه قال: (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به)، ويقول تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَامًا كَاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون} [الانفطار10/12]، ويقول تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة 263]، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب70]، ويقول تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ} فاطر:10.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الْإِيمَانُ وَالاِسْتِقَامَةُ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
والعبد إذا آمن بالله تعالى، وأخلص العمل لربه، واستقام على شرعه، فله سعادة الدارين، ومن أعظم ما يناله من نعيم الدنيا: أن يرزقه طمأنينة النفس، وانشراح الصدر، وصلاح البال، والإقبال على طاعة الله، ويمن عليه بصلاح قلبه، وقوله، وعمله، ويكفيه الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وإذا مات على ذلك: انجاه من فتنة القبر، وإذا بعثه هوَّن عليه الحساب، ووفَّى له أجره مضاعفا، وبدل سيئاته حسنات، ثم يدخله الجنة برحمته، فيسعد فيها، فلا يشقى، ويحيا فيها فلا يموت، ويجد فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) فصلت:30-32.
فإن لم يكن في الاستقامة إلا طمأنينة النفس وصلاح الأحوال لكفى، بل يبشر الله عباده المستقيمين على دينه بأعظم بشارة تتمناها النفس وهي الخلود في نعيم الجنة (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف:13-14] فنفى الله عنهم الخوف من المستقبل، والحزن على ما سلف ومضى، ووعدهم بالجنة.
الدعاء