خطبة عن ( من صور البر بالوالدين )
مارس 12, 2016خطبة عن (صحيح السيرة النبوية وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم) 1
مارس 12, 2016الخطبة الأولى ( بر الوالدين، وكيف تكون بارا بوالديك)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } الاسراء 23 ، وروى البخاري في صحيحه عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا ». قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ « ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ » . قَالَ ثُمَّ أَىُّ قَالَ « الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ »
إخوة الاسلام
إن بر الوالدين من أعظم القربات، وأجلِّ الطاعات، وأوجب الواجبات، أما عقوق الوالدين فهو من أكبر الكبائر وأقبح الجرائم، وأبشع المهلكات؛ وقد قرن الله بر الوالدين والإحسان إليهما بعبادته سبحانه وتعالى, كما قرن شكرهما بشكره ،قال عز وجل:{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} النساء 36 ،. وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الانعام 151 ، وقال عز وجل: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان 14 . وقد قرن النبي صلى الله عليه وسلم عقوقهما بالشرك بالله عز وجل، ففي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ » . ثَلاَثًا . قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ « الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ » . وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ « أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ » . قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ )
أخي وأختي في الإسلام
تذكر فضل والديك عليك. فقد حملتك أمك في أحشائها تسعة أشهر، وهناً على وهن،وعند الوضع رأت الموت بعينها. ولكن لما رأتك بجانبها زالت آلامها، وعلقت فيك جميع آمالها. رأت فيك البهجة والسعادة والحياة ، ثم شغلت بخدمتك ليلها ونهارها، تغذيك بصحتها .طعامك لبنها. وبيتك حجرها. ومركبك يداها وصدرها وظهرها تحيطك وترعاك، تجوع هي لتشبع أنت وتسهر الليل لتنام أنت، فهي بك رحيمة، وعليك شفيقة. إذا غابت عنك دعوتها، وإذا أعرضت عنك ناجيتها، وإذا أصابك مكروه استغثت بها. تحسب كل الخير عندها، وتظن أن الشر لا يصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لحظتك بعينها.. أما أبوك، فهو الذي يكد ويسعى من أجلك، ويدفع عنك صنوف الأذى، ينتقل في الأسفار. ويتحمل الأخطار بحثاً عن لقمة العيش، لينفق عليك ويصلحك ويربيك. إذا دخلت عليه هش. وإذا أقبلت إليه بش، وإذا خرج تعلقت به، وإذا حضر احتضنك.. هذان هما والداك، وتلك هي طفولتك وصباك، فلماذا التنكر للجميل؟ وعلام الفظاظة والغلظة والعقوق وأنت كبير ؟
أيها المسلم الموحد
كيف تكون بارا بوالديك؟ وما جزاء البارين بوالديهم ؟ وما هي صور عقوق الوالدين ؟ وماجزاء العاق في الدنيا والآخرة؟ وكيف تبر والديك وتحسن إليهما بعد موتهما ؟ ذلك وغيره سوف أحاول الإجابة عليه إن شاء الله . وبداية أقول. إن بر الوالدين أعظم أجرا من الجهاد في سبيل الله فقد روى مسلم في صحيحه أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِى الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ. قَالَ « فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَىٌّ ». قَالَ نَعَمْ بَلْ كِلاَهُمَا. قَالَ « فَتَبْتَغِى الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( بر الوالدين، وكيف تكون بارا بوالديك)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
اما بعد ايها المسلمون
بر الوالدين يكون بالإحسان، إليها واللطف والشفقة والرحمة بهما,يكون بتفقد أحوالهما والدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما قال تعالى :(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الاسراء 24 واعلم أن بر الوالدين فيه نوع من الجهاد النفسي والبدني. فقد تجد في معاملة والديك شدة وغلظة .وقد تجد منهم معاملة سيئة . وقد يكونا غير ذلك . فأقول لك. البار بوالديه إما صابرا وإما شاكرا وفي كلا هما له الجنة ..فأنت تبر والديك طاعة لله وليس تقربا للوالدين .ولأن بر الوالدين يدخلك الجنة، فعند الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:(سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ ». وفي سنن النسائي أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ . فَقَالَ « هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ « فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا » ، وقال لقمان لابنه : « يا بني ، من أرضى والديه فقد أرضى الرحمن ، ومن أسخطهما فقد أسخط الرحمن ، يا بني ، إنما الوالدان باب من أبواب الجنة فإن رضيا مضيت إلى الجبار وإن سخطا حجبت ».. ومن بر الوالدين إدخال السرور عليهما .وفي صحيح الأدب المفرد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان، فقال: (ارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما). ونستكمل الموضوع إن شاء الله
الدعاء .