خطبة عن (ما بعد غزوة أحد: الآثار والنتائج)
يوليو 13, 2016خطبة عن(هزيمة المسلمين في أحد: الأسباب والنتائج)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى ( من البطولات في غزوة أحد )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) (آل عمران)
إخوة الإسلام
وفي غزوة أحد استشهد عدد كبير من المسلمين منهم .عم رسول الله (حمزة بن عبد المطلب) قتله وحشي ..يقول وحشي بعد أن أسلم .. كُنْتُ عَبْدًا لآلِ مُطْعِمٍ فَقَالَ لِى ابْنُ أَخِى مُطْعِمٍ : إِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّى فَأَنْتَ حُرٌّ فَانْطَلَقْتُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعِى حَرْبَتِى . إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ هَزَزْتُ الْحَرْبَةَ حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا ثُمَّ أَرْسَلْتُهَا فَوَقَعَتْ بَيْنَ ثَنْدُوَتَيْهِ وَنَهَزَ لِيَقُومَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَقَتَلْتُهُ ثُمَّ أَخَذْتُ حَرْبَتِى مَا قَتَلْتُ أَحَدًا وَلاَ قَاتَلْتُهُ فَلَمَّا جِئْتُ عَتَقْتُ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرَدْتُ الْهَرَبَ مِنْهُ أُرِيدُ الشَّامَ فَأَتَانِى رَجُلٌ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا وَحْشِىُّ وَاللَّهِ مَا يَأْتِى مُحَمَّدًا أَحَدٌ يَشْهَدُ بِشَهَادَتِهِ إِلاَّ خَلَّى عَنْهُ فَانْطَلَقْتُ فَمَا شَعَرَ بِى إِلاَّ وَأَنَا وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ أَشْهَدُ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ فَقَالَ :« أَوَحْشِىٌّ؟ ». قُلْتُ : وَحْشِىٌّ. قَالَ :« وَيْحَكَ حَدِّثْنِى عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ». فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُ كَمَا حَدَّثْتُكُمَا فَقَالَ :« وَيْحَكَ يَا وَحْشِىُّ غَيِّبْ عَنِّى وَجْهَكَ فَلاَ أَرَاكَ ». فَكُنْتُ أَتَّقِى أَنْ يَرَانِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُسَيْلِمَةَ مَا كَانَ وَابْتُعِثَ إِلَيْهِ الْبَعْثُ ابْتُعِثْتُ مَعَهُ وَأَخَذْتُ حَرْبَتِى فَالْتَقَيْنَا فَبَادَرْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ فَإِنْ كُنْتُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَشَرَّ النَّاسِ).. وقد قدم الكثير من المؤمنين بطولات في غزوة احد : ومن هذه البطولات .صبر صفية عمة رسول الله على مقتل أخيها حمزة.. فأَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ تَسْعَى حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى – قَالَ – فَكَرِهَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَرَاهُمْ فَقَالَ « الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ ». قَالَ الزُّبَيْرُ فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّى صَفِيَّةُ – قَالَ – فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِىَ إِلَى الْقَتْلَى – قَالَ – فَلَدَمَتْ فِى صَدْرِى وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً قَالَتْ إِلَيْكَ لاَ أَرْضَ لَكَ. قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَزَمَ عَلَيْكِ – قَالَ – فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا فَقَالَتْ هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لأَخِى حَمْزَةَ فَقَدْ بَلَغَنِى مَقْتَلُهُ فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا). وفي هذه المعركة ظهرت بطولات المسلمين وشجاعتهم .. ومن أؤلئك .أنس ابن النضر.. شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ أُحُدٍ – قَالَ – فَاسْتَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ يَا أَبَا عَمْرٍو أَيْنَ فَقَالَ وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ – قَالَ – فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ – قَالَ – فَوُجِدَ فِى جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ بَيْنِ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ – قَالَ – فَقَالَتْ أُخْتُهُ عَمَّتِىَ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ فَمَا عَرَفْتُ أَخِى إِلاَّ بِبَنَانِهِ .وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ :(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الاحزاب 23 ، قَالَ فَكَانُوا يُرَوْنَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِى أَصْحَابِهِ .ومنهم حنظلة .فأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ صَاحِبَكُمْ تَغْسِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ يَعْنِى حَنْظَلَةَ فَاسْأَلُوا أَهْلَهُ مَا شَأْنُهُ ». فَسُئِلَتْ صَاحِبَتُهُ فَقَالَتْ : خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ حِينَ سَمِعَ الْهَائِعَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم« لِذَلِكَ غَسَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ ».
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( من البطولات في غزوة أحد )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن هذه البطولات والدعوات المستجابة أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد : ألا تأتي ندعو الله ؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال : يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده فأقاتله فيك و يقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه ،فقام عبد الله بن جحش ثم قال : اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك و يقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي و أذني فإذا لقيتك غدا قلت : يا عبد الله فيم جدع أنفك و أذنك ؟ فأقول فيك و في رسولك فيقول : صدقت ،قال سعد بن أبي وقاص : يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار و أن أذنه و أنفه لمعلقان في خيط ) .. ومن هؤلاء عمر بن الجموح أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِى بِرِجْلِى هَذِهِ صَحِيحَةً فِى الْجَنَّةِ وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِى بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِى الْجَنَّةِ ». فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- بِهِمَا وَبِمَوْلاَهُمَا فَجُعِلُوا فِى قَبْرٍ وَاحِدٍ).. ومن هؤلاء سعد بن الربيع لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ يَأْتِينِى بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِىِّ ». فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ بَعَثَنِى إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لآتِيَهُ بِخَبَرِكَ. قَالَ فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّى السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّى قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ طَعْنَةً وَأَنِّى قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِى وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لاَ عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ قُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَوَاحِدٌ مِنْهُمْ حَىٌّ.).. ثم صلى رسول الله على شهداء أحد ودفنوا في.. فَقَالَ « أَشْهَدُ عَلَى هَؤُلاَءِ مَا مِنْ مَجْرُوحٍ جُرِحَ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَدْمَى اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ انْظُرُوا أَكْثَرَهُمْ جَمْعاً لِلْقُرْآنِ فقَدِّمُوهُ أَمَامَهُمْ فِى الْقَبْرِ ».. وكانت امرأة من الأنصار من بني ذبيان فقد أصيب زوجها وأخوها يوم أحد ، فلما نعوا لها قالت : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيرا ، يا أم فلان ، فقالت : أرونيه حتى أنظر إليه ، فأشاروا لها إليه ، حتى إذا رأته قالت : « كل مصيبة بعدك جلل » ونواصل الحديث في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء