خطبة عن ( الاسلام ومفهوم العلمانية)
أبريل 9, 2016خطبة عن ( من علامات الساعة الكبرى والصغرى)
أبريل 12, 2016الخطبة الأولى ( تحكيم شرع الله )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ..اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ايها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته وهو اصدق القائلين : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) (40) يوسف، وقال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ( 208)، (209) البقرة، وفي صحيح البخاري (عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّمَا مَثَلِى وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَاءَ . فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا ، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا ، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ ، فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي ، فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ »
إخوة الإسلام
إن بعض المنتسبين للإسلام لا يريدون شرع الله أن يحكمهم، ولا يريدون دين الله أن يمكن في الأرض ..ولكن يريدون شرع البشر.. وقوانين غير المسلمين أن تكون هي الحاكمة .. وهذا إن دل فإنما يدل على خلل إيماني خطير…ويبين ما وصل إليه حال بعض هؤلاء المسلمين..من انسلاخ من دينهم .. فالدين عند هؤلاء هو مجرد النطق بالشهادتين فقط .. وليس له أحكام أو قواعد. .فهؤلاء لا يعلمون عن الإسلام إلا اسمه ، والله تعالى هو القائل : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة (208) ، فمن المعلوم أن الذي خلق الخلق هو الله .. فالأرض أرضه.. والملك ملكه.. والحكم حكمه.. والأمر أمره ..والشرع شرعه.. والإسلام دينه الذي ارتضاه لنا .. والاسلام معناه .. الاستسلام لله … والانقياد لشرع الله … والرضى بحكم الله .. هذا هو جوهر الإسلام ومعنى الاسلام …فعباد الله في أرض الله.. يجب أن يحكموا بشرع الله ..مهما علا صوت المبطلين ..فالله هو الذي خلقنا.. وهو الذي يعلم ما يصلحنا يقول سبحانه: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك (14) ، ويقول سبحانه: (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ) البقرة (140)، فلا بد ان تكون كلمة الله هي العليا وحكم الله هو المطبق.. وشريعة الاسلام هي السائدة والحاكمة ،روى الإمام أحمد (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِب الأَرْضِ خَيْرٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ». وفي مسند أحمد : ( عَنِ النَّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَعَلَى جَنْبَتَىِ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعاً وَلاَ تَتَفَرَّجُوا وَدَاعِى يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْتَحَ شَيْئاً مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ وْالصَّرِاطُ الإِسْلاَمُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِى عَلِى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِى مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِى قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ». نعم . إن الأمن والطمأنينة والسعادة في الدنيا قبل الآخرة لن تكون إلا بتطبيق شرع الله في ارض الله.. وإلا فهو الشقاء والنكد.. والفوضى والسلب والنهب والهرج والمرج ..ولنعتبر بالدول التي تسمى اليوم متقدمة فكم معدلات الجريمة فيها من قتل وسلب ونهب وسرقة وزنا وغيرها.. إن الوحشية حقا هي في ترك الحبل على الغارب للمجرمين يعيثون في الأرض فسادا وإن الأمن لن يتحقق إلا بتطبيق شرع الله.. مع الإيمان والرضا بحكمه في كل شئون حياتنا .قال وقوله الحق في كتابه العزيز (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) الانعام (82) ،.. أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك بل آمنوا بالله إيمانا مطلقا.. فرضوا بكل ما جاء منه.. قبلوا حكمه ..ورضوا شرعه في كل شئون حياتهم كما أمرهم بذلك ربهم بقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة (208) .. وقوله سبحانه 🙁 قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (161): (164) الانعام ،وقال الله تعالى : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) الانعام (164)
اخوة الاسلام
إن الآيات القرآنية في وجوب الحكم بشرع الله.. والزجر والنهي عن تركه كثيرة جدا فمن ذلك قول الله سبحانه: ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) (114 ): (117) الانعام، وقوله جل شأنه:( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف (40) … فتطبيق شرعه.. وتنفيذ حكمه ..عباده ..لا يجوز صرفها لغيره ..يقول تعالى :( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) يوسف (67)، وقوله سبحانه:(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) الشورى (10) . وعاب الله سبحانه. .على قوم يزعمون أنهم آمنوا وهم يتحاكمون إلى الشيطان والباطل والطاغوت فقال سبحانه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا … وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) النساء (60) ، (61) ..ثم يقول سبحانه: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ.. حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ.. ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء (65) … وأنكر على من يتبع شرائع لم يأذن بها الله بقوله سبحانه: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى (21) ..
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (تحكيم الشريعة )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد …وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وبين لنا سبحانه أن كل من يجادل في أحقية شرع الله وحدوده وأحكامه أنه من أولياء الشيطان وأن جداله بوحي من الشيطان وأننا إن أطعناهم في ترك شرع الله والرضا بفرائض البشر وقعنا في الشرك.. قال الله سبحانه في ذلك:( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ.. وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) الانعام (121) ، فمن أعظم البدع في العصر الحديث.. والتي يروج لها أعداء الإسلام . بأنه بوسع المسلم أن يتحاكم إلى شريعة غير شريعة الله ..من القوانين الوضعية،.. والتي هي من تأليف البشر من أصحاب الاهواء.. وترك ما شرع الله عز وجل في كتابه العزيز .. ويقولون .. إن الشريعة الإسلامية جاءت لتطبق في عصر الرسول فقط … ولا تتفق مع العصر الحالي… ونقول لمثل هؤلاء الأفاكين .. انظروا ماذا قال الله تعالى لسيدنا داود عليه السلام ..قال تعالى 🙁 يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) ص (26) .. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلاَةُ وَسَيُصَلِّى أَقْوَامٌ لاَ دِينَ لَهُمْ.
أيها المسلمون
لماذا يخاف بعض المسلمين من تطبيق شرع الله ؟؟.. إن الذين يخافون من تطبيق شرع الله هم الفسدة والمخالفون لشرع الله ودينه .. فاللصوص يخفون أن تقطع أيديهم .. وأهل الفاحشة يخافون أن يرجموا . وأهل القتل والفساد .. يخافون من القصاص ..وهكذا ..أما المسلم المؤمن فلا يخاف شيئا من ذلك لأنه لا يفعل أمرا يخالف الدين أو يوجب العقوبة ..بل يقوم بما أوجبه الله عليه .. ففي مسند الامام احمد (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِى « يَا مُعَاذُ أَتَدْرِى مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً أَتَدْرِى مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ». قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ». والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهذا يدل على أن العبادة تقتضي: الانقياد التام لله تعالى، أمرًا ونهيًا واعتقادًا وقولًا وعملًا، وأن تكون حياة المرء قائمة على شريعة الله، يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله، ويخضع في سلوكه وأعماله وتصرفاته كلها لشرع الله،…وقد روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه ظن أن عبادة الأحبار والرهبان إنما تكون في الذبح لهم، والنذر لهم، والسجود والركوع لهم فقط ونحو ذلك، فعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِى صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ. قَالَ :« أَجَلْ وَلَكِنْ يُحِلُّونَ لَهُمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَحِلُّونَهُ وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَهُ فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ ». وهكذا يتبين لكم : أن تحكيم شرع الله والتحاكم إليه مما أوجبه الله ورسوله، وأن الرضا بشرع الله ودين الله وحكم الله هو مقتضى العبودية لله والشهادة بالرسالة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإعراض عن ذلك أو شيء منه موجب لعذاب الله وسخطه في الدنيا والاخرة . ألا .. فدافعوا عن دينكم .. ولا ترضوا به بديلا .. ولا تسمحوا لأعوان الشيطان أن يبعدوكم عن دينكم وسنة نبيكم . فاللهم انصر دينك وحكم فينا كتابك ، اللهم انصر دينك ودين رسولك .. وحكم فينا شرعك وحكمك ولا تجعلنا من أتباع الشياطين
الدعاء