خطبة عن (غزة وجهاد الدفع) مختصرة
نوفمبر 7, 2023خطبة عن (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)
نوفمبر 9, 2023الخطبة الأولى (تساؤلات حول الأحداث) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (139)، (140) آل عمران
إخوة الإسلام
في ظل ما تشهده المنطقة العربية والإسلامية من أحداث، نسمع كثيرا بعض التساؤلات، وهي تحتاج إلى إجابات شافية، لكي يكون الناس على بينة من الأمر، ومن هذه التساؤلات: ما أسباب هذه الحرب الدائرة بين اليهود والفلسطينيين؟،هل هي حرب من أجل الأرض؟ أم ماذا؟، والحقيقة أنها حرب دينية، بين الاسلام واليهود، وهذا ما قاله نائب في الكونجرس الأمريكي، وهذا ما أخبرنا به القرآن، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة: (120)، فدولة اسرائيل قامت على أرض فلسطين على أساس ديني، فهي عندهم أرض الميعاد، وهي وطن اليهود الذي اختاره الرب لهم، فقد جاء في كتبهم المحرفة “لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون شعباً خاصاً فوق جميع الأمم التي على وجه الارض”، فهم يعتقدون أنهم “شعب الله المختار” اختارهم الله ليصلحوا العالم، فنَظْرةُ الْيَهُودِ لغَيرِهِم مِنَ الأُمَمِ، نَظْرَةٌ دونيةٌ يَرَونَ أَنَّ بَاقِي الأُمَمِ إِنَّمَا خُلِقَتْ لِخدْمَتِهِم، وأنهم لَيْسَ عَلَيْهِم سَبِيلٌ فِي استباحةِ دماءِ غَيرِ الْيَهُودِ، وأَكْلِ أَمْوَالِهم. لذا فهم لا يريدون أن يُنعم الله سبحانه وتعالى على أحد غيرهم؛ وهذا ما حملهم على معاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يكرهون الاسلام والمسلمين، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة (82)،
فما يراه العالَمُ اليوم من أحداث وجرائمَ على أيدي الصهاينة المعتدين بحق أهلنا في غزة إنما هي أفعالٌ ناجمةٌ عن مبادئَ عقديَّة، ودوافع دينية، تقول كتبهم: (لا تشفق أعينكم ولا تعفوا عن الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، واقتلوا للهلاك)، بينما اسلامنا يأمرنا بخلاف ذلك، فيوصي أبو بكر الصديق الجيش: (لا تقتلُنَّ شيخًا فانيًا، ولا ضرعًا – ضعيفًا – صغيرًا، ولا امرأة، ولا تهدموا بيتًا، ولا تقطعوا شجرًا مثمرًا، ولا تعقرُن بهيمة إلا لأكلٍ، ولا تحرقوا نخلاً). فالواجب على أهل الإسلام أن ينتبهوا لهذه الأمور العظيمة، وأن ينتصروا لدينهم وعقيدتهم، وأن يعادوا ويبغضوا من أمرهم الله بمعاداتهم وبغضهم، ويعلموا أن الحرب بيننا وبينهم هي حرب دينية، بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والكفر والإيمان ،وسوف تستمر هذه الحروب حتى يأذن الله تعالى، ففي صحيح مسلم: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (تساؤلات حول الأحداث)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
أما السؤال التالي: فهو قول البعض: إذا كنا نحن على الحق وهم على الباطل، والله على كل شيء قدير، فلماذا لا ينصرنا الله تعالى على أعدائنا، ولماذا نرى هذا القتل والدمار وأنا أسألهم لماذا لم يمنع الله تعالى كفار قريش من تعذيب المسلمين في مكة؟، أليس الله بقادر على أن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده بدون قتال؟، فأقول:
لله سبحانه وتعالى سنن أوجدها في الحياة الدنيا، ومنها سنة الابتلاء، فنحن في دار الابتلاء، فيبتلي الله العباد بما تكرهه نفوسهم، بالفقر والمرض وموت الأحبة، ومنها: القتال فيما بينهم، فالرسول وأصحابه خاضوا الحروب، وتحملوا في سبيل ذلك الشدائد، وفقدوا أرواحهم، فيرفع الله بذلك درجات المؤمنين، ويعذب الكافرين، قال تعالى: (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (4): (6) محمد، وقال تعالى:(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (139)، (140) آل عمران ،
ومن سنن الله: تمييز أهل الحق الصادقين، من مدعي الإسلام الكاذبين، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (214) البقرة، وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (142) آل عمران، فبهذا القتال بين الحق والباطل الذي نراه اليوم يتبين صدق المؤمنين، وكذب المدعين،
وأيضا: الله تعالى حكيم، يضع الأشياء في مواضعها، فهو سبحانه إنما يمنح نصره لمن ينصره، قال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) (40) الحج، ويخذل من عصاه: قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) {الشورى:30}.
فقبل أن نقول متى نصر الله؟ يجب علينا أن نحقق نحن أسباب النصر في أنفسنا، ونكون على يقين أن الله تعالى ينصر المؤمنين، ولو بعد حين، فقد يتأخر النصر لحكمة يريدها الله والله يعلم وأنتم لا تعلمون، والله تعالى لا يُسأل عما يفعل وعلينا التسليم لحكمه.
الدعاء