خطبة عن (علاج الحزن) مختصرة
يوليو 19, 2025خطبة حول معنى قوله تعالى ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ )
يوليو 19, 2025الخطبة الأولى (تعظيم الله) مختصرة 2
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ الواقعة:74
إخوة الإسلام
(العظيم): اسم من أسماء الله الحسنى، فالله تعالى هو صاحِبُ العَظَمَةِ والجَلالِ، والجَمَالِ والكَمَالِ في كُلِّ شيءٍ. فهو عظيمٌ في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وهو عظيمٌ في رحمته، وعظيمٌ في قدرته، وعظيمٌ في حكمته، وعظيمٌ في جبروته وكبريائه، وعظيمٌ في هِبَتِه وعطائِه، وعظيمٌ في لُطْفِه وخبرته، وعظيمٌ في بِرِّهِ وإحسانِه، وعظيمٌ في عِزَّتِه وعَدلِه، فهو العظيمُ المُطْلَق، فلا أحَدَ يُساوِيه، ولا عَظِيمَ يُدانِيه.ومَهْمَا عظَّمَه المعظِّمون، وأثنى عليه المُثْنون، ومَجَّده المُمَجِّدون؛ لا يُحْصُونَ ثناءَه، ولا يعظِّمونه حقَّ عَظَمَتِه، ولا يَقْدِرُونَه حقَّ قَدْرِه. فهو الذي ليس لِعَظَمَتِه بداية، ولا لِجَلالِه نهاية.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يذكِّر أصحابه بعظمة الله وقدرته كلّما مرّ بمظهر من مظاهر عظمته سبحانه؛ وذلك لتربية قلوبهم على تعظيم الله سبحانه وتوقيره، فقد رُوي في مسند أحمد: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر:67]، وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ وَيُحَرِّكُهَا يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ «يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْعَزِيزُ أَنَا الْكَرِيمُ». فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ بِهِ). وفي الصحيحين: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ ، فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ . فَضَحِكَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يقول: (لا إله إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيم، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيم) رواه البخاري. وروى أبو هريرة رضي الله عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبه وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون) رواه أبو يعلى، وروى أبو الشيخ ومحمد بن نصر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ما منهم ملك يقطر دمعه من عينه إلا وقعت ملكا قائما يصلي وإن منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السموات والأرض لم يرفعوا رؤسهم لا يرفعونها إلى يوم القيامة وإن منهم ركوعا لم يرفعوا رؤسهم منذ خلق الله السموات والأرض فلا يرفعونها إلى يوم القيامة فإذا رفعوا رؤسهم ونظروا إلى وجه الله قالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك) وسئل بعض السلف عن عظمة الله تعالى فقال للسائل:(ما تقول فيمن له عبد واحد يسمى جبريل له ست مئة جناح، لو نشر منها جناحين لستر الخافقين)
والمؤمنون بربهم، المتفكرون في خلقه؛ يدركون عظمته، فيقرون بربوبيته، ويخضعون لألوهيته، ويخلصون في عبادته، ولا يشركون معه غيره، لا في محبة، ولا في رجاء ولا في خوف، وهم يتأملون آياته، ويتفكرون في مخلوقاته، فتخشع قلوبهم، وتقشعر أجسادهم، وتفيض بالدمع أعينهم؛ إجلالا لله تعالى وتعظيما وإخلاصا، وتلهج ألسنتهم بذكره عز وجل وتسبيحه وتكبيره وحمده قائلين ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191]
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (تعظيم الله)2
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ومن دلائل عظمة الكبير المتعال، ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة: من تجيز على هذا؟ فيقول عز وجل: من شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك) رواه الحاكم على شرط مسلم.
ومن عظم الله تعالى؛ خضع لهيبته، ورضي بقسمته، ولم ينازع له اختيارا، ولم يرد عليه حقا، وتحمل في طاعته كل مقدور، وبذل في مرضاته كل ميسور. وكلما قوي تعظيم الله تعالى في قلب العبد المؤمن، استصغر العبد نفسه، واستقل عمله؛ ومن عظم الله تعالى عظم شريعته، ووقف عند حدوده، وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32]. ومن عظم الله تعالى قدم محبة الله تعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، على محبة نفسه وشهواته وأهله وولده، ومن عظم الله تعالى أكثر من ذكره؛ وتوكل عليه، واعتصم به، ولم يخف عظماء الخلق؛ لأن تعظيم الله عز وجل في قلبه أقوى من تعظيم المخلوقين،
ومهما عمل الخلق من تعظيم لله تعالى، فإنهم عاجزون عن قدر الله تعالى حق قدره، وتعظيمه كما ينبغي له أن يعظم؛ فحقه عز وجل أعظم، وقدره أكبر، ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].
الدعاء