خطبة عن (جدد إيمانك)
فبراير 12, 2025خطبة عن (يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا)
فبراير 13, 2025الخطبة الأولى (تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (12): (14) المؤمنون، وقال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (99) الانعام.
إخوة الإسلام
إن الله تبارك وتعالى هو الخلاق العليم، خلق الخلق، وجعل لكل نوع قدرًا، وتنوعت مخلوقات الله في أوزانها، وطعومها، وألوانها، وأعمارها، ومنافعها، وأوصافها، وأحجامها، قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان:2]، ومن هذه المخلوقات الذكر والأنثى، والصغير والكبير، والطويل والقصير، والقوي والضعيف، ومنها النافع والضار، والسائل والجامد، والعذب والمالح، والساكن والمتحرك، والناطق والصامت، فخلق الله عظيم محكم، ولا يستطيع مخلوق أن يخلق مثله، فضلاً على أن يخلق أحسن منه،
والخلق كلهم عاجزون عن خلق أي شيء ولو كان صغيرًا، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 73- 74]. والله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو الذي بدأ الخلق، وهو القادر على إعادته، فله وحده القدرة الكاملة، وله العزة الكاملة، والتدبير الكامل، وله الحكمة الواسعة، والقوة النافذة، فبعزته أوجد هذه المخلوقات، وأظهر المأمورات، وبحكمته أتقن ما صنعه، وأحسن فيها ما شرعه، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الروم: 27]. فما أعظم قدرة من خلق فسوى، وما أجهل البشر بعظمته وقدرته، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون:17]،
والمؤمن يرى ربه في كل شيء، وفي كل وقت، يرى دلائل قدرته، وعجائب صنعته، فيستدل بها عليه، فهو يراه في المجرات الكبرى، والذرات الصغرى، وكلما اتسع مجال علمه اتسع أفق رؤيته لربه، قيل لأحدهم: هل رأيت الله؟، قال نعم: رأيته في بديع خلقه، وفي تنسيق ملكه، وفي عظيم سننه التي تسير الكون، وتحرك الأفلاك، وتنظم البحار والرياح، فإبداع هذا الكون يقر لله بالوحدانية، قال الله تعالى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (17): (20) الغاشية
أيها المسلمون
والإنسان هو المخلوق المفكر المعلم في هذا الكون، قال الله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (31): (33) البقرة، فالإنسان هو الذي يستطيع تسخير جميع الكائنات الأخرى لخدمته، وذلك بما وهبه الله من قدرات فريدة، وخلق الله الانسان في أحسن صورة، فكرّمه في خلقه، وفي صورته، وفي وظيفته، فتبارك الله الذي عدّله وركّبه، تبارك الله أحسن الخالقين، وفي صحيح مسلم: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ قَالَ «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»، فخضَع وذلَّ وانقادَ للهِ سُبحانه وتعالى هذا الوَجهُ؛ فاللهُ تعالَى هو الَّذي صوَّرَه، وشقَّ سَمْعَه وبصَره، وجَعَلَ له مَلامِحَ يُعْرَفُ بها، وفتَحَ فيه العَينَينِ والأُذُنَينِ، وأعْطاهما الإدْراكَ بالبَصَرِ والسَّمْعِ؛ فالله تعالى هو المُستحِقُّ للعِبادةِ والسُّجودِ والخضوعِ له، فتَبارَك اللهُ وتقدَّسَ وتعالَى وتَسامَى؛ فإنَّه الخالِقُ المُنفَرِدُ بالإيجادِ مِن عدَمٍ، والتَّصويرِ على أحْسنِ صُورةٍ، وهو سُبحانه «أحسنُ الخالقينَ» المُصوِّرين والمُقدِّرين.
ويقول الله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، (20) (21) الذاريات، وقال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (4) التين، وقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (6): (8) الانفطار، فتفكُر الإنسان في نفسه، يدعوه إلى وحدانيّة الله، فالتّنوع الحاصل من إنسان لآخر؛ سواء باللّون، أو الشّكل، أو اللّغة، أو الطّبائع والعادات، ومراحل تكوّنه في رحم أمّه، فيكون نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة، ثم عظاماً يكسوها لحماً، وما هذه المظاهر إلّا لتذكير الله -تعالى- للإنسان بها، لعلمه أنّ الإنسان قد ينساها، فجاءت هذه المظاهر، لتُنير له طريق الهداية المستقيم، فيسير عليه، مُستخدماً ما ميّزه الله -تعالى-به من العقل والحكمة عن غيره من المخلوقات، فيتفكّر ويتأمّل عظمة الله -تعالى- وقدرته، وإبداعه في خلقه، وكلّما نظر الإنسان ،وتفكّر في الخلق مِن حوله، عرف معنى عظمة الله تعالى، ويتحقّق تعبّد الله تعالى- بعظمته، من خلال تواضع الإنسان أمام هذه العظمة، وتعظيم أمر الله -تعالى-، وأمر رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وطاعتهما فيما أمرا به، وتعظيم شعائر الله، وكذلك بتعظيم رُسله وكتبه، والتّوبة، والاستغفار عند الخطأ، والإقرار بنعمه، وحبّه وخوفه ورجائه، والاستعداد للقائه، وحسن الظنّ به، وذلك يدفع إلى تحقيق ربوبيّة الله -تعالى- وألوهيّته، قال ابن تيمية -رحمه الله-: “فإذا عرف العبد أنّ الله ربّه وخالقه وأنه مفتقر إليه محتاج إليه؛ عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله، وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع إليه ويتوكل عليه”.
أيها المسلمون
كل ما يحيط بنا في هذا الكون الواسع، هو دليل قاطع على قدرة الله سبحانه وتعالى، فهناك ارتباط وثيق بين سعة الكون، وعظمة خالق هذا الكون، فالذي خلق هذا الكون العظيم، بكل ما فيه من تفاصيل وانسجام، لا يكون إلا عظيماً ومبدعاً، فلنتأمل في السماء وجمال بنائها وتنظيمها، وجعلها سبع سموات، وأوحى لكل سماء أمرها ودورها، قال تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (12) فصلت، وقال تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (27): (33) النازعات،
ولنتأمل وننظر في الأرض: فقد خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وبسطها تسهيلاً لإقامة الإنسان الحياة على الأرض، ولضمان معيشة سوية، وحياة كريمة للإنسان، أخرج الله سبحانه وتعالى منها الماء، فيتكون لدينا الأنهار، وينابيع المياه، وأنبت فيها الزرع والنبات حتى يقتات عليها كل شيءٍ حي، قال تعالى: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (10): (13) الرحمن، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} (الأعراف:185) .وقال تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} (عبس: 25-32).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
ولنتأمل الجبال الشامخة، بقممها العالية، باختلاف ألوانها، وتباين أحجامها، وأطوالها وصخورها، وهي تمر مر السحاب، وكأنها تلهم البشرية: أنه بعلو الهمة، ومواصلة السير تكتسب المعالى، قال تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل:88). وتنبثق من الجبال الشلالات، التي تنهمر منها أعذب المياه، فتخطف القلوب والأنظار، بألوانها الفضية، وخطوطها المنسدلة والمتناسقة، وهذه الأمواج تتلاطم على ضفاف السواحل والمحيطات، وقد شببها الله تعالى بالجبال لأشكالها الهرمية المدببة.
ولنتأمل الأنهار، وهي تنهمر بمائها العذب، الذي تنشر به من خير الله على الإنسان والحيوان، يصاحبها خرير المياه الذي يرخي الأعصاب، ويجعل السامع ملئ بالسلام والإسترخاء والطمأنينة، وتجود بالأسماك الشهية، والحيوانات المائية المتنوعة، فسبحان من أودع الأسرار في الأنهار، لتتحفنا بكنوزها وجمالها.
ولنتأمل تلك الحيوانات، التي تنافس بعضها البعض في الجمال، وإتساق الألوان وإبداع الخلقة، قال تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) النحل: (5) : (8)،
ولننظر إلى الطيور، فنرى الببغاوات الملونة، والطاووس بكبريائه يجر ذيله، والغزلان برقتها وخفتها، والفراشات بألوانها الزاهية، تتنقل بين الأزهار لتمتص الرحيق، والنمور بألوان جلودها الخلابة، والأسود بهيبتها وشراستها، والزرافات بأعناقها الطويلة الشامخة، وثيابها الملونة المرقعة، والقطط برقتها وجمالها، وغيرها الكثير.
وانظر إلى هذه الدواب، صغيرها وكبيرها، فيها القوي والضعيف، والضار والنافع، خالقنا وخالقهم، ورازقنا ورازقهم، هو ربنا وحده سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [هود: 6]. فمظاهر الجمال في هذا الكون لا يمكن حصرها، وهي علامة على قدرة الله الفائقة، وحسن وجمال صنعته، فالله جميل يحب الجمال، فهذا خلق الله الذي أتقن كل شيء صنعا، فتبارك الله أحسن الخالقين.
الدعاء