خطبة عن (الصلاة : منزلتها وأحكامها )
أبريل 17, 2016خطبة عن ( من ثمرات وفوائد اليقين بالله)
أبريل 20, 2016الخطبة الأولى ( الوسائل المعينة على تقوية اليقين بالله وثباته)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (2 ) : (5) البقرة
إخوة الإسلام
حديثنا عن اليقين وثمراته والوسائل المعينة على تقوية اليقين بالله وثباته ، فمن وفوائد اليقين بالله تعالى : – أن اليقين يزيد المسلم قرباً من ربه وحباً ورضى. – وأن اليقين هو لب الدين والمقصود الأعظم. – وأن اليقين يزيد العبد خضوعاً وخشوعاً لربه – جل وعلا-. – وأن اليقين يورث التوكل على الله والزهد فيما عند الناس من متاع الدنيا الزائل. – وباليقين يسلك السائر إلى الله تعالى طريق السلامة إلى دار السلام. – وأن اليقين يضع صاحبه دائماً في موضع الإخلاص والصدق. – وباليقين يكسب المسلم العزة والرفعة، والبعد عن مواطن الذلة والضعف. – والمتحلي بصفة اليقين يدرك مناه في الآخرة. ومن ثمرات اليقين: التوكل على الله عز وجل: ولهذا قرن الله بينه وبين الهدى، فقال تعالى: ( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ) [12] {[إبراهيم] . وقال تعالى : (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ) [79]{[سورة النمل] . والحق هنا هو اليقين- ومن ثمرات اليقين أنه يحمل صاحبه على مباشرة الأهوال، وركوب الأخطار: وهو يأمر بالإقدام دائماً، وانظر إلى حال علاء الدين خوارزم شاه- وهو من قادة المسلمين الكبار- كان عالماً بالفقه والأصول، يقول عنه الذهبي:’ أباد ملوكًا، واستولى على عدة أقاليم، وخضعت له الرقاب’. ووصفه ابن الأثير في ‘الكامل’ بقوله:’ كان صبورا على التعب وإدمان السير، غير متنعم ولا متلذذ’. وقال عنه: إنه كان يبقى أربعة أيام على ظهر فرسٍ لا ينزل، إنما ينتقل من فرس إلى فرس- الفرس يتعب! وهو لا ينزل أربعة أيام، فإذا تعب فرس انتقل منه مباشرة إلى ظهر الفرس الآخر
أيها المسلمون
وهناك وسائل وأسباب تساعد المؤمن على تقوية اليقين وثباته ومنها : أولاً : تدبر القرآن الكريم ، وبخاصة آيات توحيد الله تعالى وآيات عظمته ، فإن معرفة الله عز وجل وتعظيمه في النفوس من أنفع الأسباب لتقوية اليقين . ثانياً : مداومة قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمطالعة في سنته، ومعرفة أخباره صلى الله عليه وسلم الدالة على دعوته وشفقته على أمته وصبره وجهاده من أعظم ما يقوي اليقين . ثالثاً : قراءة نصوص الوعد والوعيد ، الواردة في الكتاب والسنة ، والتأمل في أوصاف الجنة وأوصاف أهلها ، وأوصاف النار – أعاذنا الله منها – وأوصاف أهلها ، وقراءة وفهم ما يدل على ما في القبر من أهوال عظيمة ، رابعاً : القراءة فيما ثبت من قصص الأنبياء وأخبارهم ، وبخاصة الآيات التي أيدوا بها من الله تعالى ، ومنها المعجزات ، وكذلك صبرهم وثباتهم في مواجهة أقوامهم كل ذلك يقوي اليقين ، . خامساً : معرفة أشراط الساعة ، ما وقع منها وما لم يقع ، وتكرار قراءة النصوص الدالة عليها وما تتضمنه من أهوال : كالدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ويأجوج ومأجوج والخسوف والدخان وطلوع الشمس من مغربها والدابة ، والنار التي تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى محشرهم .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الوسائل المعينة على تقوية اليقين بالله وثباته)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومما يقوي اليقين في القلب ، ويثبت العبد عليه : دعاء الله تعالى والإلحاح بالدعاء بأن يقوي اليقين في قلبه، ويثبت قلبه على الدين ، كما جاء في الحديث السابق ذكره : «سلوا الله اليقين والمعافاة… » (أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، ومن أعظم ما يقوي اليقين ويثبت العبد عليه : النظر والتفكر في آيات الله الكونية ومخلوقاته العظيمة ، في السماوات والنجوم والكواكب ، والأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار وأشجار وحيوانات ونحو ذلك ، وتأمل تدبير الله لذلك كله ومعرفة عظمة الله تعالى وعظيم قدرته ، يقول الله تعالى : ” اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ” (الرعد: 2)، ويقول سبحانه : ” وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ ” (الأنعام: 75) .
أيها المسلمون
إن نعمة الإيمان واليقين لا تعدلها نعمة لأن الذي من الله عليه باليقين فإنه يذوق حلاوة الإيمان ويلتذ بالطاعة ويأنس بذكر الله ويبتعد عن المعصية ويستغل حياته برضا واطمئنان وسكينة وانشراح ،فاليقين عبادة عظيمة وعمل من أجل أعمال القلوب التي هي الأساس وأعمال الجوارح لها تبع لقول النبي : ((إنما الأعمال بالنيات)) والقلب هو ملك الجوارح وهي له تبع فإن صلح صلحت ، سائر الجوارح وإن فسد فسدت ، والعناية بأعمال القلوب مهمة وعظيمة ، فإذا صلحت القلوب صلح الحال وحصل الصدق مع الله ، ونال العبد درجة اليقين .
الدعاء