خطبة عن (لكل داء دواء، ولكل أزمة مخرج)
ديسمبر 28, 2016خطبة عن (حفظ الله للقرآن والسنة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
ديسمبر 31, 2016الخطبة الأولى ( جاء الإسلام ليحل ويعالج مشكلات الأنام )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة 3
وقال تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)7 : 9 الصف
إخوة الإسلام
عظمة الإسلام تكمن في أنه يقدم حياة تخلو من المشكلات ، في الآخرة في الجنة، وحياة تقل فيها المشكلات في الدنيا. قال تعالى: ” أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ “. (الملك:14)، وقال تعالى: “وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ”. (النحل:89)، وقال سبحانه: ” مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ “. (الأنعام:38).
وهذا المعنى العظيم نطق به الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه عندما دخل على كسرى ملك الفرس، إذ قال له كسرى: “ما الذي جاء بكم؟ فأجابه ربعي: “جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؛ ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة؛ ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام”. وأول حل قدمه الإسلام.. حل مشكلة العقيدة وفسادها.. بعبادة البشر للبشر، وعبادة البشر للصنم والحجر.. قال تعالى : “أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ”. (يوسف : 39). فالإسلام وحد عقيدة المسلمين بعبادة الله وحده لا شريك له وحررهم من عبودية غير الله من الأشجار والأحجار والأصنام ، والجن والملائكة والبشر ، والنجوم والكواكب وغيرها ، نعم حررهم في عقيدتهم تحت كلمة (لا إله إلا الله ، محمد رسول الله) ،فجمع على هذه العقيدة عربهم وعجمهم ، جنهم وإنسهم ، أبيضهم وأسودهم ،لا فضل لعربي على أعجمي ،ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ، قال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات-13]، فكان بلال الحبشي ، وسلمان الفارسي ، وصهيب الرومي ، وغيرهم من سادات المؤمنين ومن سادات أهل الجنة ، وكان أبو جهل وأبو لهب وهم قرشيون ، ولكنهم كانوا في الدرك الأسفل من النار وذلك لعدم إيمانهم بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،وهكذا جاء الإسلام ليحرر العقل من الجهل ، والتقليد الأعمى ، وليحيي الضمائر، وليوقظ الهمم ، والدعوة إلى التأمل والتفكر والاعتبار ،قال الشاعر محمد إقبال: “أيها الشادي بقرآن كريم.. في ركن من البيت مقيم.. قم وأبلغ نوره للعالمين.. قم وأسمعه البرايا أجمعين.. إن تكن في مثل نيران الخليل.. قم أسمع النمرود توحيد الجليل”. ولقد جاء الاسلام بالحلول للمشكلات السياسية ، فكان العرب من قبل متفرقين ، كل قبيلة تحكم نفسها ، لا يجمعهم إمام ولا يقودهم رشيد ، وإنما تقودهم أهواؤهم ورؤساؤهم والعصبية المقيتة، فكانوا يتناحرون ، يسلِب بعضهم بعضا ، ويسترق بعضهم بعضا ، وينهب بعضهم بعضا ، هكذا كانوا في الجاهلية ، فجاء الإسلام فاجتمعوا تحت لواء إمام واحد ، يسوسهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء-92] وجاء الإسلام حربا على الظلم السياسي وطغيان الحاكم واستبداده، ولنا أسوة في قصة موسى عليه السلام مع فرعون. قال تعالى: “وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ” (الشعراء : 10 ،11). وجاء الإسلام وقضى على التفرق، ودعا إلى الوحدة.. وقدمت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج؛ نموذجا عمليا للقضاء على التفتت الداخلي، إذ كان العرب قبل نزول الإسلام متفرقين، فجمعهم الله تعالى بالألفة والمحبة على وحدة الهدف. قال سبحانه: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (103) (آل عمران).
أيها المسلمون
وعالج الإسلام مشكلة المرأة ، فقد كانت المرأة في الجاهلية ممتهنة مبتذلة تحرم من الميراث من ميراث أقربائها ، وكان الرجل يتزوج العدد الكثير ويجور في حقهن ويظلمهن ،فجاء الإسلام وجعل للمرأة نصيباً مما ترك الوالدان والأقربون ، قال تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) [النساء-7]، فجعل المرأة كالرجل في أصل الميراث ،نعم للرجال نصيب وللنساء نصيب ، وإن تفاوت المقدار في ذلك ، قال تعالى : (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا) (7) النساء ، وأباح الاسلام لها أن تتّجر وأن تتملك ، ولها المهر ولها مالها تتصرف فيه بحرية ، فإذا كان هذا المال وصل إليها من طريق حلال فهو مالها ، وأوجب الإسلام نفقتها على أوليائها من الأزواج والآباء والإخوة إلى آخره ، أوجب نفقتها عليهم لأنها قد لا يكون لها مال ، وقد لا تتمكن من الكسب ، فالله أوجب نفقتها على أوليائها ، قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء-34] ،وجعل لهم الرقابة عليهن من الضياع ، ومن جور كلاب الإنس والجن ، الذين يريدون إفساد عرضها ، وجعل الله أولياءها ورجالها حصناً دونها ، يحمونها ويسلمونها لزوجها فيقوم بحمايتها وكفالتها ، فهي مصونة ومعززة ومكرمة ، قال تعالى :(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [النساء-3] ، هذا هو موقف الإسلام من المرأة ، إنه موقف يحميها ، ويحفظها ، ويصونها ، ويحقق لها كرامتها ، ولا تحتاج إلى أنها تبذِل نفسها ، أو تبذِل عرضها ، أو تزاحم الرجال ، وتُخالطهم من أجل لقمة العيش ، لا ، الإسلام كرّمها وصانها ، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالمرأة في خطبة حجة الوداع ، فقال عليه الصلاة والسلام : « وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا » . [البخاري]، ووصّى صلى الله عليه وسلم في آخر حياته بالنساء ، وحذّر من ضياع النساء ، قال عليه الصلاة والسلام : ” وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ » ” [مسلم] ، فإذا أُفلِتت المرأة صارت خطراً يهدد المجتمع ، لأنها حُبالة الشيطان ، فلا بد من ضبطها ، ولا بد من توفير الكرامة لها ، ولا بد من حمايتها ، قال صلى الله عليه وسلم« مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ » [البخاري] ، فالإسلام حل مشكلة المرأة ، بينما المرأة ضائعة عند الكفار يباع عرضها ويشترى ، ويستخدمونها أسوأ استخدام كما نرى في إعلاناتهم
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( جاء الإسلام ليحل ويعالج مشكلات الأنام )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وجاء الإسلام وحل مشكلة الفقر، فجعل للفقراء والمساكين نصيباً في أموال الأغنياء ، ومن امتنع من إخراجه فإن يُؤخذ منه قهراً ، لأنه حقٌ واجبٌ عليه ، وإن استدعى الأمر إلى قتاله فإنه يقاتل ، كما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة ، ولأجل علاج الفقر، حفز الناس على الصدقات ، كل ذلك لأجل إغناء الفقراء الذين لا يقدرون على الكسب ، من المرضى وكبار السن والعجزة والمعاقين ، أما إذا كانوا قادرين على الكسب ، فلا بد أن يكتسبوا ، وأن يحترفوا ، وأن يطلبوا الرزق الحلال من كد أيديهم وعرق جبينهم ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب من وجده قاعداً ويأمره بالكسب وطلب الرزق ويقول ( إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة )، وقال تعالى : (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة-10] ،حتى في الحج أجاز شرعنا الحنيف أن يتاجر أثناء رحلته ي، قال تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة-198] ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض القادرين على الكسب ، ففي البخاري قال صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ ، ثُمَّ يَغْدُوَ – أَحْسِبُهُ قَالَ – إِلَى الْجَبَلِ فَيَحْتَطِبَ ، فَيَبِيعَ فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ » . وفي سنن الترمذي وغيره (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِىَ بِهِ عَنِ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ». فالعطالة والبطالة ليس لها مجال في الإسلام ، فإن كان لا يقدر على الكسب فإنه يُعطى من الزكاة ، ومن الصدقات ، حتى توعد صلى الله عليه وسلم وعيداً شديداً من بات شبعان وجارُه جائع ، هذا إن كان لا يقدر على الكسب ، أما إذا كان يقدر على الكسب فإنه يجب أن يُلزم بطلب الرزق ، ويُقضى على العطالة بذلك ، أمّا أن يجلس ، وينام ، ويترك طلب الرزق ، فهذا ليس من دين الإسلام ، ونهى عنه الإسلام نهياً شديداً ، بل حذر الإسلام من المسألة ، ففي البخاري (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رضى الله عنه – أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَأَعْطَاهُمْ ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ « مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ » ، وفيه : (عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ » . والإسلام عالج مشكلة الجنس والشهوة ، لأن الله جعل في الرجال والنساء غريزة الشهوة ، لحكمةٍ إلهية ، ولأجل بقاء النسل ، ولكنها لا تُهدر بالسفاح ، وإنما تُوضع في النكاح الشرعي ، الذي أحله الله وحث عليه ،قال تعالى: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور-32-33] ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ » . [البخاري] ،
فالإسلام عالج قضية الجنس بالزواج الشرعي ودعا إلى التيسير في ذلك ، ولم يجعلها كالبهائم ، بل عالجها لأجل أن تكون مثمرة ومفيدة للمجتمع ، ولا تكون ضرراً على المجتمع، قال تعالى (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء-32] ، وكذلك الإسلام عالج مشكلة الأمن ، فالأمن ضرورة للمجتمع ، فعالج الإسلام الأمن أولا: بالإيمان قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ) [الأنعام-82]، فأول أسباب الأمن هو الإيمان ، والتوحيد ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، ومن ثم إقامة الحدود على المجرمين والمفسدين في الأرض ، فيُقتل القاتل قًصاصاً ، ويُرجم الزاني إذا كان محصناً ، ويُجلد مائةً إذا كان غير محصن ، ويغرّب عن البلد إلى بلد آخر ، حتى يتوب إلى الله عز وجل ، وتُقطع يد السارق ، وتُقطع أيدي قطاع الطريق، أو يقتلون ، قال تعالى : (أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ) [المائة-33] ، في كل هذا صيانة للأمن ، ولا يجوز أن يمكّن من يعبث بالأمن ، فالإسلام أمر بحفظ الأمن ، ومنع من أن يُخل بالأمن
الدعاء