خطبة عن (القاضي شريح) من أعلام التابعين
أكتوبر 27, 2018خطبة عن (التواضع) من أخلاق المسلم
أكتوبر 27, 2018الخطبة الأولى ( إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) المؤمنون 51 وَقَالَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) »البقرة 172. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ».
إخوة الإسلام
الدعاء هو روضة القلوب ، وهو أنس الأرواح ؛ وهو صلة بين العبد وربه ، به تستجلب الرحمات ، وتفرج الهموم ، وتزول الكربات، وتقضى الحاجات ، وتبلغ المنازل ، ومن عظيم شأن الدعاء ، وعلو مكانته ، أن جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل العبادة ولبها ، ففي سنن الترمذي قال صلى الله عليه وسلم : « الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ »، وفي رواية « الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ » ،وإذا كان للدعاء هذه المكانة العظيمة ؛ وتلك المنزلة الرفيعة من الدين ، فينبغي على العبد المؤمن أن يأتي بالأسباب التي تجعل الدعاء مقبولا عند الله تعالى ، ومن جملة تلك الأسباب : الحرص على الحلال في الغذاء ،واللباس ، وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، حينما تلا قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) البقرة 172. كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى حقيقة مهمة وهي : (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ) والمعنى : أنه سبحانه وتعالى منزه عن كل نقص وعيب ، فهو الطيب الطاهر المقدس ، المتصف بصفات الكمال ، ونعوت الجمال ، ومادام هو سبحانه كذلك ، فإنه تعالى: (لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا )، فهو سبحانه إنما يتقبل من الأعمال ما كان صالحا طيبا مطهرا، خالصا من شوائب الشرك والرياء ، كما قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) الكهف ،وهو سبحانه وتعالى لا يقبل من الصدقات والأموال إلا ما كان طيبا ، ومن كسب حلال ، لذلك جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم أن (أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ – وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ – إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ ». وهو سبحانه وتعالى أيضا لا يقبل من الأقوال إلا الطيب ، كما قال تعالى :{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ( فاطر : 10 ) .وحتى يتحقق للمؤمن هذه الطيبة التي ينشدها ، فإنّه ينبغي عليه أن يحرص على تناول الطيب من الرزق ، كما قال تعالى :{ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } المؤمنون 51 ، فإذا امتثل المسلم ما أُمر به ، حصل له من الصفاء النفسي ،والسمو الروحي ،ما يقرّبه من ربّه، فيكون ذلك أدعى لإجابة دعائه .
كما يجب على العبد أن ينأى بنفسه عن كل ما حرّمه الله تعالى عليه ،من مطعم أو مشرب أو ملبس ، لأن الحرام سيورده موارد الهلاك ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) البقرة 267. ويستحب الإنفاق من أطيب المال ،قال الله تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) آل عمران 92. وأما الصدقة بالمال الحرام فغير مقبولة كما في صحيح مسلم عن ابن عمر قَالَ : (إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ ) ،ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ أَوْلَى بِهِ) رواه أحمد وغيره ،وفي مسند أحمد ، يقول صلى الله عليه وسلم : (وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاَ مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ وَلاَ يَتَصَدَّقَ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ وَلاَ يَتْرُكَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ ». فالمؤمن كله طيب : قلبه ، ولسانه ، وجسده ، بما يسكن في قلبه من الإيمان ، ويظهر على لسانه من الذكر ، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة ،وقد ورد عن سلفنا الصالح رحمهم الله ، ما يدل على حرصهم على تلك المعاني السامية ، فعن ميمون بن مهران رحمه الله أنه قال : ” لا يكون الرجل تقيا حتى يعلم من أين ملبسه، ومطعمه، ومشربه ” ،ويقول وهيب بن الورد : ” لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أم حرام ” ويقول يحيى بن معاذ : ” الطاعة خزانة من خزائن الله ، إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال ” .
أيها المسلمون
ثم ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلا عظيما ، لرجل قد أتى بأسباب إجابة الدعاء ، غير أنه لم يكن يتحرّى الحلال الطيب فيما يتناوله ، فهذا الرجل : أولا : (يُطِيلُ السَّفَرَ) ، والسفر بمجرّده يقتضي إجابة الدعاء ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ » رواه الترمذي و غيره ، والمسافر يحصل له في الغالب انكسار نفس نتيجة المشاق التي تعتريه في سفره ، وهذا يجعله أقرب لإجابة دعائه . ثانيا 🙁أَشْعَثَ أَغْبَرَ) ، وهذا يدل على تذلّله وافتقاره ، بحصول التبذّل في هيئته وملابسه ، ومن كانت هذه حاله كان أدعى للإجابة ؛ إذ أن فيه معنى الخضوع لله تعالى ، والحاجة إليه ، ثالثا : (يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ) ، والله سبحانه وتعالى كريم لا يرد من سأله ، روى الترمذي وغيره ، (عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِى إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ » ،رابعا : ما ورد من إلحاحه في الدعاء ومناجاته لربه: (يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ) ، وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء ؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر ما يدعو به ثلاثا ، ففي مسند أحمد (عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ – قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلاَثاً وَيَسْتَغْفِرَ ثَلاَثاً). فهذه أربعة أسباب لإجابة الدعاء ، وقد أتى بها هذا الرجل كلها ؛ ولكنه مع الأسف ، فقد أتى بمانع واحد ،فهدم هذه الأسباب الأربعة كلها، فقال صلى الله عليه وسلم : (وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ،وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ،وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ،وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ) وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكسب الحرام فقال صلى الله عليه وسلم : (يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ إِنَّهُ لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلاَّ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ » رواه الترمذي وحسنه ، وفي مسند احمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : « مَنِ اشْتَرَى ثَوْباً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً مَا دَامَ عَلَيْهِ ». قَالَ ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَالَ صُمَّتَا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ. وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، لاَ يُبَالِى الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلاَلِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ » ،ثم قال صلى الله عليه وسلم : مستفهما ،ومستنكرا ومستبعدا: (فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) أي : كيف يستجيب الله دعاءه ؟، وهل تنتظرون أن يكون من هذا حاله ،أن يكون مستجاب الدعاء ؟؟ وقد حُكي أن إبراهيم ابن أدهم، مر بسوق البصرة فاجتمع الناس إليه، وقالوا له: يا أبا إسحاق ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟!. قال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء :الأول: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. والثاني: زعمتم أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته. والثالث: قرأتم القرآن فلم تعملوا به. والرابع: أكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها. والخامس: قلتم إنَّ الشيطان عدو لكم ولم تخالفوه. والسادس: قلتم إنَّ الجنة حق ولم تعملوا لها. والسابع: قلتم إنَّ النار حق ولم تهربوا منها. والثامن: قلتم إنّ الموت حق ولم تستعدوا له. والتاسع: انتبهتم من النوم فاشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم. والعاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم..
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أهم الدروس والعبر التي نستلهمها ونستخلصها من هذا الحديث النبوي الكريم : أولا: أن الله سبحانه وتعالى طيب ،ومنزه عن النقائص والعيوب كلها ، فله سبحانه الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ،ومتصف بكل صفات الجلال والجمال والكمال، ثانيا : أن الله تعالى طيب، ويحب من عباده أن يكونوا طيبين في أعمالهم ، وأقوالهم واعتقاداتهم، ثالثا : كما يحب الله من عباده أن يكونوا طيبين ، فلا يكونوا بخلاف الطيب وهو الخبيث سواء بأقوالهم أو أفعالهم أو اعتقاداتهم ، فالله تعالى وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يحل الطيبات ، ويحرم الخبائث ، قال الله تعالى : (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) (الأعراف 157). رابعا : ومما يستنبط من الحديث الأمر في التعامل المالي بالحلال ، والحذر من التعامل بالحرام ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نبه أن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً ، وجعل صفة مشتركة بين الرسل والمؤمنين أنهم لا يأكلون إلا الطيبات من الرزق ، وبناء عليه فلا يقبل عطاء أو صدقة من كسب حرام ، خامسا : أن التعامل بالمال الحرام أكلاً ولباساً وتغذية مانع لإجابة دعاء الداعي مهما ،توفرت أسباب الإجابة من السفر ، والتبذل ، ورفع الأيدي ، والإلحاح ، وغيرها . قال بعض السلف : (لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي) . سادسا : من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى ،ويستعين به على تحقيق المطالب الدنيوية والأخروية الدعاء ، وإذا حرم المسلم إجابة دعائه حرم خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة . سابعا : ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعض آداب الدعاء ، والتي هي من أسباب الإجابة ، وهي : إطالة السفر ، رفع الأيدي في الدعاء ، والإلحاح على الله عز وجل بذكر ربوبيته ، ثامنا : وفي الحديث دلالة على أن طلب الرزق والانتفاع بالطيبات من سنن المرسلين ،فقال صلى الله عليه وسلم : ( وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ،فَقَالَ تعالى :( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) المؤمنون 51 ،وَقَالَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) »البقرة 172.
الدعاء