خطبة عن قوله تعالى ( وَاللهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُونَ)
سبتمبر 2, 2017خطبة عن ( من هو العبدُ الرباني؟)
سبتمبر 2, 2017الخطبة الأولى ( اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) (85) النساء ، وروى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ قَالَ « اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا ، وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ »
إخوة الإسلام
لقد حرص الإسلام على أن يسود التعاون والتلاحم بين المسلمين ، ومما يحقق هذا المعنى ( الشفاعة ) فيما بينهم ، فالشفاعة : هي التوسط للغير ؛ لجلب منفعة أو دفع مضرة . ويكون التوسط ابتغاء وجه الله تعالى ،وفي غير معصية لله تعالى ،ولا في حد من حدوده بعد أن يبلُغ الإمام. أما الوساطة في حدِّ الله بعد بلوغ الإمام، أو في معصية من معاصيه، أو مع رِشوة أو هديَّة، فهي الشفاعة السيئة التي نهى الله ورسوله عنها، وحمَّل صاحبَها كفلاً منها! لأنها تُجرِّئ الناس على ارتكاب المحارم، واقتحام المآثم، والتلاعب بدين الله تعالى.أما الشفاعة في الحدود التي لم تبلُغ الحد، أو في الحد قبل أن يبلُغ الحاكم، ولا سيما الشفاعة لأرباب المروءة والحياء، الذين لم يستمرئوا العيوب، ولم يُصِرُّوا على الذنوب، فإنها تدخل في سَتر العورات، وإقالة العثرات، والإصلاح بين الناس، وتلك من مكارم الأخلاق. ففي سنن أبي داود (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَعَافَوُا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ » ،ولقي الزبير – رضي الله عنه – سارقًا فشفع فيه، فقيل له: حتى يبلُغ الإمام، فقال: إذا بلغ الإمام فلعن الله الشافع والمُشفَّع . أما كلُّ ما جاء عن المعصوم – صلى الله عليه وسلم – من فضائل الذَّب عن المسلم والسَّتر عليه والإغضاء عنه وما إلى ذلك من نَجْدةٍ ومروءةٍ ودفاع – فموضعه ولا ريب في غير حدود الله إذا بلغت الإمام، أو نائبه من الحكام.
أيها المسلمون
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم ، يقول -صلى الله عليه وسلم-: ((اشْفَعُوا)) وهذا يدل على أن الشفاعة بين المسلمين مندوبة، وأما قوله -عليه الصلاة والسلام-:(( فَلْتُؤْجَرُوا)) أي تنالوا الأجر والثواب على شفاعتكم من الله ، وهذا موافق لقوله -تبارك وتعالى-: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}[النساء:58]، فهو يؤجر سواء أكان الأمر المطلوب قد تحقق تحصيله أو لم يتحقق، فأجره على الله، ويكون قد بذل الأسباب، وأعان أخاه المسلم، وحصل بذلك على الأجر، وقوله صلى الله عليه وسلم :(( وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ ))، أي: أن ما قدره الله-عز وجل- كائن، فإنه سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وقد جعل لقضاء الحوائج أسبابا. والعلماء قد قسموا الشفاعة إلى أقسام : القسم الأول : شفاعة محرمة لا تجوز : وهي أن يشفع لشخص وجب عليه الحدّ بعد أن يصل إلى الإمام ، فإن هذه الشفاعة محرمة لا تجوز ؛ والشاهد على ذلك قصة المخزومية ففي الصحيحين واللفظ لمسلم : (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَأُتِىَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَكَلَّمَهُ فِيهَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ». فَقَالَ لَهُ أُسَامَةُ اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِىُّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاخْتَطَبَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ « أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَإِنِّي وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ». ثُمَّ أَمَرَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقُطِعَتْ يَدُهَا) ،وفي مسند أحمد 🙁 أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ ) ، وفي موطإ الامام مالك(قَالَ الزُّبَيْرُ : إِذَا بَلَغْتَ بِهِ السُّلْطَانَ فَلَعَنَ اللَّهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفِّعَ. ) ، أما القسم الثاني : أن يشفع في شيء محرم ، مثل أن يشفع لإنسان معتدٍ على أخيه ، فأعرف مثلاً أن هذا الرجل يريد أن يخطب امرأة مخطوبة من قبل ، والمرأة المخطوبة لا يحل لأحد خطبتها ، فذهب رجل ثان إلى شخص وقال : يا فلان أحب أن تشفع لي عند والد هذه المرأة يزوجنيها ، وهو يعلم أنها مخطوبة ، فهنا لا يحل له أن يشفع؛ لأن هذه شفاعة في محرم . فالشفاعة في المحرم تعاون على الإثم والعدوان ، وقد قال الله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة: 2 . أما القسم الثالث : الشفاعة في شيء مباح فهذه لا بأس بها ، ويكون للإنسان فيها أجر ، مثل أن يأتي شخص لآخر فيسوم منه بيتاً ويقول له هذا الثمن قليل ، فيذهب السائم إلى شخص ثالث ، ويقول : يا فلان اشفع لي عند صاحب البيت لعله يبيعه عليّ ، فيذهب ويشفع له ، فهذا جائز ؛ بل هو مأجور على ذلك ، ومن أعجب الشفاعات الحسنة وأروعها، وأحبِّها إلى الله ورسوله، وأرجاها في القَبُول – شفاعة الأخ المسلم لأخيه في الغيب، وما نفع أخٌ أخاه بمِثل شفاعة أو بدعوة يدعو له بها في ظهر الغيب؟ ،وتلك خلَّةٌ من خلال الملائكة المقرَّبين؛ قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]. وفي صحيح مسلم : ( إِنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ : « دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ». ولا يتنبَّه لهذه الشفاعة العجيبة الرائعة إلا الأخيار الأبرار، ممن لهم في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة، فقد ضرب – صلوات الله وسلامه عليه – أعلى الأمثال في الشفاعة بأمَّته والدعاء لهم بظهر الغيب في أشدِّ الأوقات وأحرجها، وأولاها بالتشفي والانتقام! ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، وقدوة طيبة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يشفع للآخرين ، ومن أمثلة شفاعته صلى الله عليه وسلم : شفاعته – صلى الله عليه وسلم – في وفد هوازن: فبعد ليال من غزوة الطائف قَدِم عليه – صلوات الله وسلامه عليه – وفد هوزان مُستشفعين به أن يردَّ إليهم نساءهم وأبناءهم فقال لهم : ((أما ما لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم))، ثم شفع لهم عند أصحابه أن يردُّوا عليهم سَبيَهم، فقَبِل شفاعتَه المهاجرون والأنصار ، وقالوا: ما كان لنا فهو لله ورسوله، وامتنع جماعة من الأعراب، فقال – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن تمسَّك منكم بحقه فله بكلِّ إنسانٍ ست فرائض من أول سبي أُصيبه))، ففرحوا واستجابوا ،ومن أمثلة شفاعته صلى الله عليه وسلم شفاعته في بريرة: وهي أَمَةٌ كانت تخدُم أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – وكانت عائشة تُعينها على تحريرها من الرقِّ، فلما عُتِقت وهي تحت زوجها مُغيث، وكان عبدًا لآل المغيرة من بني مخزوم – أضحى لها الخيار، بحكم دين الحرية والسماحة، أن تُفارِقه، وقد فعلت، فكان مغيثٌ يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيلُ على لحيته، وفي صحيح البخاري : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِى ، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – لِعَبَّاسٍ « يَا عَبَّاسُ أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا » . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لَوْ رَاجَعْتِهِ » . قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي قَالَ « إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ » . قَالَتْ لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أقسام الشفاعة : الشفاعة يوم القيامة : والتي يعطيها الله للأنبياء والشهداء والصالحين من المؤمنين ، وقد يشفع الإنسان في جيرانه وأهل بيته، والطفل يشفع في أبويه، وأهمها الشفاعة العظمى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون، وذلك حينما يشتد الأمر على أهل الموقف، وتدنو الشمس من الرؤوس، كما تشفع الملائكة ويشفع رب العالمين ،ففي صحيح مسلم : « فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ نَهْرُ الْحَيَاةِ فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَلاَ تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ أَوْ إِلَى الشَّجَرِ مَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ وَمَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ ». فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ قَالَ « فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِى رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ثُمَّ يَقُولُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ. فَيَقُولُونَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. فَيَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا. فَيَقُولُ رِضَايَ فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ».
أيها المسلمون
وللشفاعة في الخير والبر فوائد وثمرات كثيرة، فمن ثمرات الشفاعة :حب الله للعبد : وذلك إن كان الشافع مؤمناً, شافعاً في خير لأخيه المؤمن عن إخلاص, فإنه يشمله بإذن الله برحمته ، ومن الثمرات الطيبة والشفاعة بالخير: ـ حب الناس للعبد ودعاؤهم له: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ } أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ .ومن ثمرات الشفاعة في الخير ـ كسب الأجر العاجل والآجل : قال تعالى : (( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا وَهُمْ مّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )) [ النمل : 89 ] ،وفي الصحيحين : (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ ،قَالَ « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً ، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ) ، ومن الثمرات أيضا جريان ثواب الشفاعة بعد موت صاحبها دون انقطاع: فكم حصل بفضل الله ثم الشفاعات الحسنة من الدلالة إلى صدقة جارية مثل المساهمة والاقتراح وتسهيل وتذليل العقبات أمام المشاريع الخيرية والتي تزخر بها المجتمعات الإسلامية ككفالة الأيتام والأرامل وغيرها, والدلالة والمعاونة عليها
الدعاء