خطبة عن اتباع الهوى الأسباب والنتائج والعلاج (فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى)
أغسطس 24, 2019خطبة حول حديث (اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ)
أغسطس 24, 2019الخطبة الأولى ( خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الح مد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه بسند حسن ، وصححه الألباني : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ ».
إخوة الإسلام
من الأمور المهمة ، والتي سعى الدين الإسلامي إلى تحقيقها ،وايجادها في مجتمعات المسلمين ،التآلف ،والتآخي ،والتراحم ،والترابط بين أفراد المجتمع المسلم، فقوة المجتمع ومكانته ، تأتي من خلال قوة أفراده وترابطهم ، وتوثيق الصلات بينهم ، وشرائع الإسلام حرمت كل وسيلة تفضي إلى التفرق، وعدم الاجتماع والاختلاف، وعدم الائتلاف ،حتى ما يكدر النفوس ويفضي إلى التنافر، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات:12]، وفي هذا الحديث المتقدم ، يحثنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على التآلف والتآخي والتراحم والترابط بين الأصدقاء والجيران فيما بينهم، فيقول صلى الله عليه وسلم : (خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ ) ، فمن أعظم نعم الله ـ جلَّ وعلا ـ على عبدِه أن يَرزُقَه صاحبًا ناصحًا أمينًا صادقًا عاقلًا، يتَّقي اللهَ فيه، ويكون له عونًا على طاعة الله ،وعلى اجتنابِ معاصيه، ويعلِّمه وينصحه ويُرشِدُه وينبِّهُه إلى أخطائه حتَّى يَترُكَها، ويشجِّعه على فعل الخير، ويَحُوطُه من ورائه ،ويُمِيطُ عنه الأذى، ويعينه على مصالحه الدِّينيَّة والدُّنيويَّة، ويعيش في كَنفه آمنًا مطمئنًّا، وعن عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه قال: «عليك بإخوان الصِّدقِ فعِشْ في أكنافهم ـ يعني في ظِلالهم وجوانبهم ـ؛ فإنَّهم زيْنٌ في الرَّخاء، وعُدَّةٌ في البلاء» رواه ابن أبي الدُّنيا ، فالأخ الصَّادق هو من يرغِّبكَ في طاعة الله، وينهاك عن معصيته، فلا يغُشُّك ولا يخونك، بل يعاملك بالنُّصح والصِّدق والأمانة والوفاء، ويعلِّمك إذا جهلتَ، ويذكِّرُك إذا نسِيتَ، ويَنصَحُك إذا أخطأتَ، ويستر عيبَك، ويحفظ سِرَّك، ويَحمي عرضَك، فهو يَعرفُك في السَّرَّاء والضَّرَّاء، ويزورك في الرَّخاء والبلاء، ويعينك على البرِّ والتقوى، ويمنعك من الإثم والعدوان، قال ذو النُّون المصري رحمه الله: «بِصُحْبَةِ الصَّالِحِينَ تَطِيبُ الْحَيَاةِ، وَالْخَيْرُ مَجْمُوعٌ فِي القَرِينِ الصَّالِحِ، إِنْ نَسِيتَ ذَكَّرَكَ وَإِنْ ذَكَرْتَ أَعَانَكَ» ،فلا يجمعُ بينك وبينه إلَّا المحبَّةُ في الله والسَّعيُ في مرضاته، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «سبعة يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ… و رَجُلَانِ تَحَابَّا في الله اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وتَفَرَّقَا عَلَيْهِ» متفق عليه، فتحاببُهما وتآلُفُهما يدور عَلَى طاعة الله ونيلِ رضاه، وجودًا وعدمًا اجتماعًا وتفرُّقًا. فينبغي للعاقل أن يحرصَ على هذا النَّوع من الإخوان والأصدقاء ،ويبحثَ عنهم، فقد صاروا في هذا الزَّمان عملة نادرة ، وكنزا ثمينا ، وصاروا من أعزِّ الأشياء وجودًا، وأصعبها تحصيلًا ،وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله: “ما أُعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخ صالح؛ فإذا رأى أحدكم ودّاً من أخيه فليتمسّك به”. وقال الحسن البصري –رحمه الله-: “إخواننا أحبّ إلينا من أهلنا وأولادنا؛ لأن أهلنا يذكّروننا بالدنيا، وإخواننا يذكّروننا بالآخرة”.
أيها المسلمون
والإحسان وبذل الخير للأصحاب ، ينقسم إلى عدة أمور ، نذكر لكم منها: أولاً: كف الأذى: فالأذى أعلى مراتبه الظلم ،وأدلة النهي عنه كثيرة في حق كل مسلم، ففي صحيح مسلم : (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ ».وفي الصحيحين : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلاَ يُسْلِمُهُ ) ، أي لا يقع منه ظلم ولا يمكّن أحداً من ظلم أخيه إن استطاع ، ثانياً: ومن صور الإحسان إلى الأصحاب : بذل الندى: وهو ما تعارف عليه من مكارم الأخلاق شرعاً وعرفاً – إذا لم يخالف الشرع – تبذله لصاحبك تأليفاً لقلبه ،وتحبيباً له وهو بادئ ذي بدء في النية، ففي صحيح البخاري (عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ » ، ثالثاً: ومن صور الإحسان إلى الأصحاب : تحمل الأذى: وهذا من أثقل الأمور تحملاً على النفس، وهي صفة ملازمة للأنبياء والعظماء ،ولا يتحملها إلا مؤمن لعظم أجرها في الآخرة
أيها المسلمون
ثم نأتي إلى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم : (وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ ) ،فالجار هو مَن جاورك، سواءٌ كان مسلماً أو غير مسلم، والجيران يتفاوتون من حيث مراتبهم، فهناك الجار المسلم ذو الرحم، وهناك الجار المسلم، والجار المشرك ذو الرحم، والجار غير المسلم الذي ليس برحم، وهؤلاء جميعاً يشتركون في كثير من الحقوق ويختص بعضهم بمزيد منها بحسب حاله ورتبته. وقد اهتم ديننا الإسلامي بالجار، وبالغ في الوصاية به، وفي التسامح معه، بل أعطاه حقوقاً تشبه حقوق الأقرباء، ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ » ، بل ومن لوازم الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر، الإحسان إلى الجار، فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ) ، كما جعل الإسلام الاهتمام بالجار من أساسيات أخلاق المسلم، وأنه كلما انتشر خيرك للجار كلما ازداد لك الأجر، وثبتت لك البركة، كما جاء في الحديث المتقدم (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ ». فكانت الخيرية لمن كان سباقاً للإحسان إلى جاره، وذلك لأن الجار لما كان مأمورا بالإحسان إلى جاره كان المتمسك به مستوجباً للثواب، فمن كان أكثرهم حظاً من ذلك كان أعظمهم ثواباً عليه فكان عند الله خيرهم في الضيافة. وفي المقابل ،فقد عد الاسلام الجار الذي لا يأمن جيرانه شره ناقص الإيمان، ففي البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ » . قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « الَّذِى لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ » (أي غوائله وشروره) وعندما يقرأ المسلم بعض النصوص التي تبين حق الجار وتوضح ما يجب له يزداد يقينا وثقة بهذا الدين حيث يتجلى له كماله وشموليته وصلاحيته لكل زمان ومكان، وأن ليس للبشرية غنى عنه، ومنها قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) (36) النساء ، ففي هذه الآية الكريمة يأمر الله عز وجل بالإحسان للجار سواء كان ذا قرابة أم لا ،وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري : (عن أبي هريرة قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعلُ، وتصدقُ، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا خير فيها، هي من أهل النار”. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصدق بأثوار، ولا تؤذي أحداً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هي من أهل الجنة ” . أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الآداب والضوابط التي جعلها الإسلام للعلاقة بين الجيران : تعاهدهم بالطعام إذا كانوا محتاجين : فلا يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً إذا بات شبعان وجاره جائع، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ ). وقد كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق امرأة الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، عندما جاءا من مكة إلى المدينة في حالة هجرة وحالتهما صعبة، وكان عليهما إنشاء بيت جديد وأسرة في مكان غريب، فليس الأمر سهلاً، مع قلة ما في أيديهما، فقد خرجا بلا مال مهاجرين إلى الله ورسوله، فتقول أسماء موضحة أن مما سهل عليها المعيشة : أنه كان لها جارات صدق يخبزن لها، يساعدنها في الخبز والعجن، (جيران من الأنصار نسوة صدق) كن يساعدنها. ومن الآداب والضوابط التي جعلها الإسلام للعلاقة بين الجيران : كف الأذى عنه: فقد روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ » ، ومن الآداب والضوابط التي جعلها الإسلام للعلاقة بين الجيران : ستره وصيانة عرضه: فعن الْمِقْدَاد بْن الأَسْوَدِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ « مَا تَقُولُونَ فِى الزِّنَا ». قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأَصْحَابِهِ « لأَنْ يَزْنِىَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِىَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ ». قَالَ فَقَالَ « مَا تَقُولُونَ فِى السَّرِقَةِ ». قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِىَ حَرَامٌ. قَالَ « لأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ ». ومن الآداب والضوابط التي جعلها الإسلام للعلاقة بين الجيران : تفقده وقضاء حوائجه: فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم» (صحيح الترغيب)، والصالحون كانوا يتفقدون جيرانهم ،ويسعون في قضاء حوائجهم، فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر، وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول، ولما ذبح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاة، قال لغلامه: “إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي” عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِى قَالَ « إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا » رواه البخاري ،وإيصال الخير إلى الجار يكون بكل الطرق، فإذا استعانك فأعنه، وإذا استقرضك فأقرضه، وإذا مرض فعده، وإذا أصابه خير فهنئه، وإذا أصابته مصيبة فعزه، وأظهر السرور بما أسره، واصفح عن زلاته، ولا تطلع على عوراته، واستر ما انكشف لك منها، ولا تضايقه، ولا تطرح القمامة أمام بابه، ولا تضيق عليه الطريق، فحري بالمسلم ألا يؤذي جيرانه وان يرعى حقوقهم، ويصون اعراضهم ،وليعلم أن الاعتناء بالجار وحقوقه من صفات أهل الإيمان،
الدعاء