خطبة عن (من أخلاق المسلم: (غض البصر)
يونيو 23, 2018خطبة عن قوله تعالى (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا)
يونيو 30, 2018الخطبة الأولى عن حديث (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنه – قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – رَجُلٌ فَقِيلَ مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ . فَقَالَ « بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ » ، وفي رواية : (فَقَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ)
إخوة الإسلام
بداية : فقد اختلف أهل العلم من شراح الحديث في المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم : (مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ) : فقيل : نام عن صلاة الفريضة أي العشاء أو الصبح ، وقيل : نام عن التهجد وقيام الليل ، – وقيل : يحتمل الصلاتين جميعا : صلاة الفرض ، وصلاة الليل ، وأرجح الأقوال : أن القصود بها هي صلاة الصبح أو (الفجر) . كما اختلف العلماء الأفاضل في معنى : (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ)، أي : بول الشيطان في أذن من نام حتى فاتته الصلاة ، ولهم في ذلك أقوال وآراء ، ومنها : الاول : أن يقال بأن هذا مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقل أذنه وأفسد حسه , والعرب تكني عن الفساد بالبول ،الثاني : ان يقال بأن الأمر هو على حقيقته . قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول . الثالث : أن يقال بأن ذلك هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر . الرابع : أن يقال بأن معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر . الخامس : هو أن الأمر كناية عن ازدراء الشيطان به . السادس : هو ان يقال بأن المعنى أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول , إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه
أيها المسلمون
وصلاة الفجر صلاة عظيمة المنزلة ،وجليلة القدر، وينال من ورائها العبد كل خير ، فهي الصلاة المشهودة ،والتي رُتب عليها أحكام وفضائل ، وجاءت فيها الآثار الكثيرة لمكانتها وعلو قدرها ، قال الله تعالى : (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (78) الاسراء ،ومن فضائل صلاة الفجر : أنها تعدل قيام ليلة كاملة، فقد روى مسلم في صحيحه :( أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ». ومن فضائل صلاة الفجر : أن الله يحفظه بحفظه ، ويشمله بعنايته ولطفه : ففي صحيح مسلم (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ». وذمة الله ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا ، ولكنها ذمة ملك الملوك ،ورب الأرباب ،وخالق الأرض والسماوات ومن فيها، فذمة الله التي تحيط بالمؤمن بالحماية له في نفسه وولده ودينه وسائر أمره فيحس بالطمأنينة في كنف الله وعهده وأمانه في الدنيا والآخرة ، ويشعر أن عين الله ترعاه . ومن فضائل صلاة الفجر : أن صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة: ففي سنن ابن ماجة وغيره (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »، وقال الله تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) 12 الحديد ، وقال الله تعالى : (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (8) التحريم ،والنور على قدر المشي إلى الصلاة في الظلمة ،فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة، عظم نوره ،وعّم ضياؤه يوم القيامة ، ففي المستدرك للحاكم ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يغطي نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يغطي فوق ذلك ومنهم من يغطي نوره مثل النخلة بيمينه حتى يكون آخر من يغطي نوره على إبهام قدمه يضيء مرة وينطفئ مرة )
ومن فضائل صلاة الفجر : دخول الجنة لمن يصلي الفجر في جماعة : ففي الصحيحين (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». والبردان : هما الفجر ، والعصر ، كما روى مسلم في صحيحه أن (رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ». يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ. ومن فضائل صلاة الفجر : أن لك تقريرا مشرفا يرفع لرب السماء عنك يا من تصلي الفجر جماعة ، ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ». ومن فضائل صلاة الفجر : أن ركعتي الفجر خير من الدنيا : روى مسلم (عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ».أَيْ : أَجْرُهُمَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا ،وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ بِالدُّنْيَا الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا أَثَاثُهَا وَمَتَاعُهَا ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى التَّرْغِيبِ فِي فِعْلِهِمَا ومن فضائل صلاة الفجر : أن الرزق والبركة لمن صلى الفجر جماعة : فهذا الوقت وقت البركة في الرزق ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا » رواه الترمذي وغيره ،ومن فضائل صلاة الفجر : أن من صلى الفجر في جماعة كتب من الأبرار ، ففي المعجم الكبير للطبراني (عن أبي أمامة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن) ،فإذا أردت أن تزِن إيمان الرجل ومدى صدقه وإيمانه، فانظر إلى حاله مع صلاة الفجر، فإن كان ممن يَشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فذلك مؤشر على قوة إيمانه، وإذا كان لا يشهدها مع الجماعة، فهذا برهان على خللٍ في إيمانه وقسوة قلبه، واستسلامه لنفسه وهواه، وانهزامه أمام نفسه، وإذا كان الرجل يشهد صلاة الفجر، فلنَشهد له بالإيمان؛ فهي المحك على صدق إيمان العبد؛ لأنه حقَّق أكبر انتصار وهو انتصاره على نفسه، وتغلُّبه على لذة النوم والفراش.
أيها المسلمون
ولكن للأسف ، فمن الظواهر السيئة ، والبوادر الخطيرة ، والتي تُنذر بالخطر والعقوبة، وتَبعث على الخوف ، وتستدعي منا الوقوف والتأمُّل، ما نراه من تخلُّف كثيرٍ من المصلين عن صلاة الفجر، وأدائها في غير وقتها، ولعل السبب في ذلك الغفلة عن أهمية الصلاة عمومًا، ومنها صلاة الفجر، وكذلك السهر الطويل والعكوف على أجهزة اللهو الساعات الطوال، ولنعلم جميعا : أنه كما للمحافظ على صلاة الفجر جماعة فضائل وأجور وكنوز ، فإن لمن ضيعها آثارا مدمرة وعقوبات مخيفة : أولها : الاتصاف بصفات المنافقين : فقد قال الله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء (142) ، وروى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لَيْسَ صَلاَةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً يَؤُمُّ النَّاسَ ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلاً مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لاَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاَةِ بَعْدُ » ،ويقول الصحابي الجليل ابن مسعود : ( لقد رأيتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق ) ، ويقول بن عمر : كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر أسأنا به الظن . ومن العقوبات لمن تهاون في صلاة الفجر : أن الويل والغي لمن ترك صلاة الفجر : قال تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (4) ،(5) الماعون ،وقال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (59) مريم ومن العقوبات لمن تهاون في صلاة الفجر: أن يبول الشيطان في أذنيه كما في الحديث المتقدم ، ومن العقوبات لمن تهاون في صلاة الفجر: أن الخبث والكسل طوال اليوم لمن نام عن صلاة الفجر، ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ . فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ » ، ومن العقوبات لمن تهاون في صلاة الفجر: كسر الرأس في القبر ويوم القيامة : فقد روى البخاري في صحيحه حدث (سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي الرُّؤْيَا قَالَ « أَمَّا الَّذِى يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ »، ومن العقوبات لمن تهاون في صلاة الفجر: يمنع الرزق وبركته: قال ا بن القيم : (ونومة الصبح تمنع الرزق ،لآنه وقت تقسم فيه الأرزاق ) ، ورى بن عباس ابناً له نائما نوم الصبح فقال له : قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية: عن حديث (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن العقوبات لمن تهاون في صلاة الفجر: وهي أشد العقوبات علي الإطلاق ؛ فالمتهاون في صلاة الفجر قد يحرم من النظر إلى وجه الله تعالى يوم القيامة والدليل علي ذلك ما رواه البخاري ومسلم (حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِى حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَقُولُ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ « أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ». يَعْنِى الْعَصْرَ وَالْفَجْرَ ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا )، قال العلماء في هذا الحديث إشارة إلى أن من لا يحافظ علي صلاتي الفجر والعصر يُحرم من لذة النظر إلى وجه الله الكريم –
أيها المسلمون
فيا أيها المسلم: لا تفرط في الصلاة عامة ،وصلاة الفجر خاصة ،وشمر عن ساعد الجد واستعن بالله ، وأقدم إليك بعض الأمور والأسباب التي تساعدك على أداء صلاة الفجر في جماعة ، ومنها : أولها : نم مبكراً ، واترك السمر ، فالنوم المبكر فيه خير ، والكلام بعد صلاة العشاء ورد النهي عنه ، وثانيها : احرص على آداب النوم: كالنوم على طهارة ،وأداء ركعتي الوضوء ،والمحافظة على أذكار النوم ،والاضطجاع على الشق الأيمن ،ووضع الكف الأيمن تحت الوجه ،وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما أستطاع من الجسد بهما ،وغير ذلك من الآداب وادع الله أن يوفقك للقيام ، واضبط المُنَبِّه أو “الموبايل”، أو أطلب من أحد الجيران أو الأصدقاء أو أهل بيت أن يوقظك ، ثالثها : ابذر الخير تحصد الخير : فمن قام عقب أداء طاعة من صلة رحم ،أو بر والدين وإحسان إلى جار ،أو صدقة سر, أمر بمعروف، أو نهي عن منكر ،أو سعي في حاجة مسلم، كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر . رابعها : عدم الإكثار من الأكل والشرب : فأن كثرة الأكل وخاصة في وجبة العشاء ، تولد ثقلا في النوم ،بل حتى الطاعة تقل ،والخشوع يذهب ،لأن من أكل كثيرا ،شرب كثيرا فتعب كثيرا ،فنام كثيرا ،فغفل كثيرا ،فخسر كثيرا . خامسها: ابتعد عن المعاصي في النهار، كي تستطيع أن تقوم للصلاة ، وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها ، بالبعد عن النظر الحرام ،وكذلك اللسان ،والسمع ،وسائر الاعضاء ،فمن نام على معصية ارتكبها ،عوقب بالحرمان من شهود الفجر ،ولأن من أساء في ليله ،عوقب في نهاره ،ومن أساء في نهاره ،عوقب في ليله . سادسها : لا تنسى عاقبة الصبر ،فمن عرف حلاوة الأجر ،هانت عليه مرارة الصبر، والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة ،فمن سهر الليالي ،بلغ المعالي ،ومن استأنس بالرقاد ،استوحش يوم المعاد ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة. سابعها : استشعار فضل صلاة الفجر، وما ورد في أدائها من الأجر ، وما ورد في ذمِّ تاركها مع الجماعة، ومُؤخرها عن وقتها من الزجر والتوبيخ ، ثامنها : العلمُ بأن المتخلف عن صلاة الفجر ربما يوصَف بالنفاق، فعلى المسلم أن يَحرص على أن ينفيَ عن نفسه صفة المنافقين،
الدعاء