خطبة عن حديث ( أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ )
سبتمبر 9, 2017خطبة عن ( الهدهد وقضية التوحيد)
سبتمبر 9, 2017الخطبة الأولى ( رِفْقاً بِالْقَوَارِيرِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي سَفَرٍ ، وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ لَهُ أَسْوَدُ ، يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ ، يَحْدُو ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ »،وفي رواية عند الإمام أحمد : « يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ». وفي الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ »
إخوة الإسلام
في هذه الأحاديث وغيرها الكثير والكثير ، يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم على طبيعة الأنثى الرقيقة، وينبهنا إلى ضرورة مراعاة ذلك عند التعامل معها ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: « وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ » أو (ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ».، وقد جاء هذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة عندما كان في سفر، وكان معه غلام له أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير». أو (ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ». وأنجشة هو صحابي جليل، فاز بشرف الحداء والتغني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان يحدو بخير خلق الله ومن معه، رضي الله عنهم أجمعين، ومن عجيب أثر الصوت الحسن على الحيوان أن النوق كانت تطرب لسماع حدائه طربا يجعلها تحث السير ،وتقطع المسافات الطوال ،دون أن تحس بالتعب والإرهاق، فتمشي مشيا حثيثا يجعلها تهتز هزا شديدا. وقال أبو عمر في الاستيعاب ( أنجشة هو ذلك العبد الأسود الذي كان يسوق أو يقود بنساء النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع ،وكان حسن الصوت ،وكان إذا حدا اعتنقت الإبل ، فخاف صلى الله عليه وآله وسلم أن يزعج انبعاثُ الناقة للمشي النساء اللواتي على ظهورها، وتكلم صلوات الله وسلامه عليه شفقة بهذا المخلوق الضعيف ،الذي قد يضر به هز الناقة ، أو يزعجه وهو في هودجه ) .
أيها المسلمون
« وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ » أو(ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ».، فوصفه صلى الله عليه وسلم للنساء بالقوارير : وهي المصابيح ذات الزجاج الرقيق ، أو قد يكون المعنى أنهن اللواتي تقر بهن أعيننا، وتسعد بهن أنفسنا، أمهات وأخوات وزوجات ، فهذا يدل على تأكيده صلى الله عليه وسلم على رقة النساء، وخوفه صلى الله عليه وسلم عليهن، ومدحه لصفاتهن ، ووصيته بهن ، وأن المرأة هي السكن وهي الرقيقة الحانية والتي تقر بها العين ، ولذا أوصانا بهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال فيما أخرجه البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ » ، وفي رواية لمسلم: ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا ». فالنساء خلقن من ضلع أعوج ضعيف، يحميه العضد والساعد، ويظل في الكنف والظل، ولا يقوى على تحمل الضرب، وهو دوما إلى جانب القلب، قريب منه يتغذى من دمائه، ويستمع إلى دقاته، بخلاف الرجال الذين خلقهم الله من طين لازب، منبتهم الأرض القاسية، بينما منبت المرأة لحم ودم، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189].
أيها المسلمون
« وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ » أو(ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ». فرويدك أيها الرجل المسلم في التعامل مع المرأة، وفي تقويمها وتربيتها ، فهي الضلع الأعوج الذي لا تستطيع العيش بدونه، ولا تحاول أن تقيمه ،لأنك إن أردت أن تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها. ورويدك أيها الزوج المسلم ، ويا من تجعل من المرأة مجرد خادمة في بيتك ، لا حديث معها إلا الأوامر والنواهي، ولم وكيف؟ فتدخل عابسا وتخرج مكشرا، وتظن أنك بذلك تحفظ هيبتك، وما هي بهيبة، بل هي الابتعاد عن سنة نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم الذي كان أكثر الناس تبسما، وكان خير الناس لأهله. ورويدك أيها الزوج ، ويا من تنهال على زوجتك سبا وشتما لأي سبب ولأي خطأ، فلو عاملك ربك كما تعاملها لأهلكك ورويدك أيها المسلم ، ويا من تضيع حقوق زوجتك، وتتركها الليالي تلو الليالي، لا أنيس لها إلا الليل الموحش، والفراش البارد، وأنت بين أصحابك وأترابك وخلانك ، ورويدك أيها الزوج المتعبد ، ويا من تحملها على عبادتك، وترهقها لتصل إلى زهدك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوقظ عائشة لتصلي معه صلاته من الليل، بل كان إذا أراد أن يسجد غمزها فجمعت رجلها حتى إذا قام مدتها، فوريدك في أهل بيتك، لا تنفرهم من الطاعة، ولا تحملهم على العزائم، فلهن في الرخص ما يناسب أنوثتهن وضعفهن.
أيها المسلمون
وفي الحديث ما يدل أيضا على المكانة السامية للمرأة في الإسلام، الذي عمل على حفظ المرأة وحمايتها مما قد يسيء إليها، وبالتالي انتقاء الأدوار التي تتناسب مع طبيعتها الرقيقة ،ومع سماتها وقدراتها التي تخالف سمات وقدرات الرجال. وفي الحديث أيضا ملمح رائع فالرسول صلى الله عليه وسلم خاف أن تفتتن النساء بالغناء – و الغناء فقط – فاتق الله ايها الرجل في النساء ولا تبادئهن بالكلام الرقيق الناعم المعسول، والذى قد يكون سببا في ولعهن بك ، فقلب المرأة أرق من أن يقاوم مثل هذه الكلمات الرقيقة الحانية التي قد تعنيها انت أو لا تعنيها. فهناك بعض الرجال تتقرب من النساء بالكلمات الحانية الرقيقة ، وإذا تعلق قلب المرأة بهم لاموا عليها هذا التعلق
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( رِفْقاً بِالْقَوَارِيرِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هكذا أمر الإسلام الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه وتعالى أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي ، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» رواه مسلم . ولم يعنف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا من زوجاته أبدًا، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم .فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الأسوة الحسنة الذي يجب على الأزواج أن يقتدوا بسيرته الكريمة العطرة في معاملته لزوجاته، كما قال تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب: 21
الدعاء