خطبة عن الدنيا والآخرة ،وقوله تعالى ( وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ )
نوفمبر 11, 2023خطبة عن (عاقبة المترفين)
نوفمبر 12, 2023الخطبة الأولى (شَفَاعَتِي لِمَنْ لاَ يُشْرَكُ بِاللَّهِ شَيْئاً مِنْ أُمَّتِي)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِى لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا»، وروى الإمام أحمد بسند صحيح: (عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-….(وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ مِنْ رَبِّي آتٍ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ قَالَ «فَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ لاَ يُشْرَكُ بِاللَّهِ شَيْئاً مِنْ أُمَّتِي».
إخوة الإسلام
لقد أعطى اللهُ سُبحانَه وتعالى نَبيَّه مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم فضلًا عظيمًا، وكرَّمَه وفضَّلَه على سائِرِ الأنبياءِ في الدُّنيا والآخِرةِ، وقد نالت أُمَّتُه من ذلك الفَضل الكثير، ومن بين ذلك نالت: (الشَّفاعة في الآخِرةِ). فشفاعته صلى الله عليه وسلم هي: (لمن ماتَ لا يشركُ باللهِ شيئًا مِنْ أُمَّتِه) وشفاعته: (لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِه)، وشفاعته: (لِمَنْ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصاً، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ)، وفي الصحيحين: في حديث الشفاعة الطويل: وفيه: (قَالَ صلى الله عليه وسلم: ” ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ). وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (شفاعتي لأهلِ الكبائرِ مِن أمتي). أي: مِن الذينَ قالُوا: لا إِلهَ إلا اللهُ فلا يَدخلونَ بها النارَ، ومَنْ دخلَها فإنَّه سيخرُجُ بِتلكَ الشَّفاعةِ، والمقصودُ مِن الكَبائرِ: الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهيَ كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليهِ في القُرآنِ أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماعِ أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذَنبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِر فيه بشِدَّةِ العقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَد فيه لَعْنُ فاعلِه. وقيلَ: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه. وقد قيلَ: إنَّ شفاعَته صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على خَمْس شفاعاتٍ: الأُولى منها ما خُصَّ بهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن إراحَتِه مِن هَوْلِ الموقفِ وتَعجيلِ الحسابِ. الثانية: ما وردَ في دُخولِ قَومٍ الجنَّةَ بغَيرِ حسابٍ. الثالثة: شفاعتُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيمَن وجبَتْ في حقِّه النارُ. الرابعة: الشفاعةُ فيمَن يدخُلُ النارَ مِن المذنِبينَ،
أيها المسلمون
ولكن، على قدر سعادتنا بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة للموحدين من أصحاب الكبائر، إلا أن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، على ما نراه من صور الشرك، والتي وقع فيها الكثير ممن ينتسبون إلى أمته صلى الله عليه وسلم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويحسبون أنهم مهتدون، وفهم هؤلاء أن الشرك محصور في عبادة الأصنام، والأحجار، والابقار والشمس والنجوم وغيرها، ونسي هؤلاء أن الشرك الأكبر له صور متعددة، فمن صوره: صرف العبادة لغير الله: كدعاء الأموات، والاستغاثة بهم، أو دعاء الملائكة أو الجن أو الأصنام، أو نحو ذلك، أو الصلاة لهم، أو السجود لهم، أو الذبح لهم، تقربًا إليهم، وهم يرجون بذلك شفاعتهم، ويعتقدون أنهم ينصرونهم، أو يشفون مريضهم، ويتقربون إلى الأموات بالنذر، يقول أحدهم: إن شفيت مريضي (يا فلان) فلك علي ذبيحة كذا وكذا، فزيارة المقابر بهذه الصورة الشِّركيَّة، والتي يفعلها بعضُ الجَهَلة، الذين يظنون أن بعض أصحاب القبور يستطيعون أن يشفوا المرضى، أو يقضوا الحوائج، ويطلبون منهم المدد، فإن ذلك شِرْك عظيم. ومن فعل هذا فقد أشرك مع الله غيره، ولا ينال شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، لأن الله تعالى قال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) النساء (116)، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة: 72]، وقال تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]،
فعبادة أصحاب القبور بالاستغاثة بمن فيها من الموتى، أو الطواف بها، وما يلحق بذلك أثناء الطواف من التمسح بها, أو تقبيل أعتابها وتعفير وجوههم في ترابها, أو السجود لها أو عندها، وتراهم يقفون عندها متذللين متضرعين خاشعين سائلين حاجاتهم من شفاء مريض, أو تيسير حاجة, أو الحصول على وظيفة أو ولد، وكل ذلك من الشرك الأكبر، لأن هذه حاجات لا يقدر عليها الأموات، وسؤالها منهم عبادة، لا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى، وفي صحيح البخاري: (عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»، وفي سنن الترمذي: (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «قَالَ اللَّهُ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»
أيها المسلمون
ومن مظاهر الشرك الأكبر: الذبح لغير الله، قال تعالى: {قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسلِمِينَ} (الأنعام: 162 /163), وقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله) (رواه مسلم), فمن ذبح لغير الله تعالى فقد أشرك سواء ذبح لولي, أو لقبر, أو لنبي أو لجني, أو لغيرهم، فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يخبر الناس أن صلاته ونسكه وهو (الذبح) ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله، كما لو صلى لغير الله، وهناك أناس يذبحون للجن حيث أنهم إذا اشتروا سيارة أو سكنوا بيتا جديدا ذبحوا عنده أو على أعتابه ذبيحة خوفا من أن يؤذيهم الجن فيتقربون لهم بها أو يرضونهم بها، وهذه من ذبائح الجاهلية التي لا تجوز وهي شرك بالله.
ومن مظاهر الشرك الأكبر: ظهور التشريعات والقوانين التي فيها تحليل لما حرم الله أو تحريم ما أحل الله: فتحكيم القوانين الكافرة بدلا من التشريعات الإسلامية، أو اعتقاد أن أحدا يملك الحق في التحليل والتحريم غير الله تبارك وتعالى، أو قبول التحاكم إلى غير شرع الله، وكذا من اعتقد أن هناك هديا غير هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحكما خير وأكمل من حكمه وشريعته التي جاء بها. فهذا كله شرك، ففي سنن الترمذي: (عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ « يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ». وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ «أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ»
ومن مظاهر الكفر التي استهان بها الناس: السحر والكهانة والعرافة، قال تبارك وتعالى:{وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحرَ} (البقرة: 102)
ومن صور الشرك: شرك المحبة أو الغلو في محبة المخلوقين. قال تبارك وتعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبٌّونَهُم كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدٌّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَو يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَونَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العَذَابِ} (البقرة: 165)، فمن أحب إنسانا, أو صنما, أو نظاما, أو غيره حتى أصبح يذل له ويقدم طاعته وحبه على حب الله تعالى وطاعته، ويقدم أمره ونهيه على أمر الله ونهيه، وقع في هذا النوع من الشرك بدون أن يشعر، فليحذر المسلم الغلو في محبة أي شيء كان، وليعلم أن كل طاعة وكل محبة يجب أن تكون مقيدة بأن لا تتعارض مع طاعة الله تعالى ومحبته، ولا تقدم أي طاعة أو محبة على محبة الإنسان لله تعالى وطاعته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( شَفَاعَتِي لِمَنْ لاَ يُشْرَكُ بِاللَّهِ شَيْئاً مِنْ أُمَّتِي )
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
إن التعبد لغير الله تعالى بصرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره سبحانه، كدعاء غير الله تعالى من الأموات سواء كانوا أولياء صالحين أو غير ذلك، أو دعاء أصنام, أو أحجار, أو أشجار, أو قبور, أو أضرحة, أو مقامات أو غيرها، واعتقاد أنها تنفع أو تضر، فهذا شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام حتى لو كان صاحبه يعظم الله تعالى ويعبده في نفس الوقت الذي يدعو أو يسأل هؤلاء لأنه يكون والحال هذه قد أشرك مع الله تبارك وتعالى غيره في العبادة, والكفار الذين حاربهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – في مكة كانوا يعظمون الله تعالى ويعبدونه، ومع ذلك لم ينفعهم ذلك، لأنهم كانوا يشركون معه آلهتهم المزعومة، والدليل قوله تبارك وتعالى عن المشركين: {وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُل أفرأيتم مَا تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِن أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ, هَل هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَو أَرَادَنِي بِرَحمَةٍ, هَل هُنَّ مُمسِكَاتُ رَحمَتِهِ قُل حَسبِيَ اللَّهُ عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ} (الزمر: 38)، بل كان كفار قريش الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم يعدون الأصل هو عبادة الله تعالى وتعظيمه، ولكنهم كانوا يدعون, ويذبحون, لآلهتهم المزعومة لتقربهم إلى الله زلفى، كما حكى عنهم الله سبحانه، بقوله تعالى: {وَيَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرٌّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُل أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي ألأَرضِ سُبحَانَه وَتَعَالى عَمَّا يُشرِكُونَ) (يونس: 18)
الدعاء