خطبة عن قوله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)
ديسمبر 16, 2017خطبة عن (الحمد لله: معناها، ومنزلتها، وفضائلها)
ديسمبر 16, 2017الخطبة الأولى (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام أحمد مي مسنده (قَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ » ،وفي الصحيحين : أن (حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ » . قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ » . قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » . قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ « هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » . قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ »
إخوة الإسلام
في هذا الحديث الشريف يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من الواجب على المسلم: لزوم جماعة المسلمين، والتعاون معهم في أي مكان ، فمتى وجد المسلم جماعة تدعو إلى الحق صار معهم، وأعانهم وشجعهم وثبتهم على الحق ، وجماعة المسلمين هي التي تهتم بإعلاء كلمة الله وإعزاز دينه، وإقامة الحجة لله على أهل الأرض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود ومواساة الضعفاء ، ورفع الظلم، وجماعة المسلمين لها مواصفات وشروط شرعية. فمن شروطها ومواصفاتها: أن يكون تحاكمها إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون أمرها منضبطاً منتظماً، وأن لا تقع فيها الخلافات والتنازع، وأن تكون مستمسكة بإعلاء كلمة الله وإعزاز دينه، مقدمة لذلك على مصالحها الخاصة فهذه هي جماعة المسلمين.ومَتَى لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ جماعة ولا إِمَام ، وَافْتَرَقَ النَّاس أَحْزَابًا ،فَلَا يَتَّبِع المسلم أَحَدًا فِي الْفُرْقَة ،وَيَعْتَزِل الْجَمِيع إِنْ اِسْتَطَاعَ ذَلِكَ خَشْيَةَ مِنْ الْوُقُوع فِي الشَّرّ ،وعليه أن يلزم الحق وهو الجماعة، ولو كان واحداً، وإذا لم يجد من يدعو إلى الحق، لا دولة ولا جماعة ،لزم الحق وحده ،واستقام عليه، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه لعمرو بن ميمون : (الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك). ففي هذه الحالة أنت الجماعة ولو كنت وحدك . والمراد من اعتزال الناس زمن الفرقة: ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في [الفتح] عن الطبري أنه قال: (متى لم يكن للناس إمام ، فافترق الناس أحزابًا ،فلا يتبع أحدًا في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك، خشية من الوقوع في الشر). ولا يخفى على كل لبيب، وذي عقل سديد – أن الفتن في هذا الزمان تطل علينا برأسها، وقد ظهرت ظهورًا واضحًا في هذا الزمان، فقد تداعت فيه كل الأمم الكافرة على هذه الأمة الاسلامية ، بل وتداعى كل صاحب فكر ضالٍّ منحرف وملحد على أهل السنة والجماعة.وإذا سأل سائل: هل يوجد في هذا الزمان إمام للمسلمين لنلتزمه ونسير على خطاه ،طاعة لله ورسوله ؟ الاجابة : للأسف .. لا يوجد الآن إمام للمسلمين ، ولكن هناك كما قال رسول الله واخبر (ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ) ، فولي أمـر المسلمين ، والذي تجب علينا طاعته ، والسمع والطاعة لأمره ،هو الوالي الذي يتولى أمر دين المسلمين ، لأن هذا هو أمر المسلمين ،فليس للمسلمين أمر غير دينهم ، فبالدين صاروا أمة ، وبه تحققت شخصيتهم، وبه وُجــد كيانهم السياسي ، وأما من يتولى أمرا آخر غير دين الاسلام ، كالذي يحكم بغير ما أنزل الله ،أو يحكم بالنظام الدستوري العلماني ، أو بالنظام الديمقراطي الليبرالي ،أو يحكم بالفكر القومي الإشتراكي ، أو غير ذلك مما هو سوى النظام الإسلامي المحتكم إلى شريعة الله تعالى ، فهذا ليس وليا لأمر المسلمين ، فكيف يُولى هذا أمر أمة الإسلام ، وقد تولى أمرا غير أمرها؟ ، وكيف يسمى بولي أمر المسلمين وهو يحكم بغير الاسلام ؟، وكيف يسمى أميرا للمؤمنين ، وهو يخالف أمر الله ورسوله ؟ ولهذا وردت النصوص الواضحة الجلية الآمرة بطاعة ولاة الأمر بقيد إقامة الدين كما في الحديث الصحيح السابق الذي رواه الامام مسلم :« إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ – حَسِبْتُهَا قَالَتْ – أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ». نعم ، (يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ) ، أما إذا قادنا بغير كتاب الله فلا سمع ولا طاعة وهناك شاهد آخر يوضح لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ولي أمرنا هو من يقيم الدين فينا ، ويحكم الشرع فينا ، ففي صحيح البخاري(أن رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ ، لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلاَّ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ »، ففي قوله صلى الله عليه وسلم (مَا أَقَامُوا الدِّينَ ) ، فولي أمرنا هو من يقيم فينا الدين ، والدين هو الكتاب والسنة الصحيحة واجماع المسلمين .فالحكم بكتاب الله ، أي تحكيم الشريعة ، وإقامة الدين ، شرط في صحة ولاية من تولى أمر المسلمين ، والذي تجب عليهم طاعته والسمع له فهناك ملوك وحكام ورؤساء جبريون ، وهم ليسوا بأئمة للمسلمين ، فالكثيرون منهم حكموا بغير الدين ، وخالفوا أمر سيد المرسلين ،نعم ، فهؤلاء الملوك والحكام والرؤساء الجبريون ، قد والوا ومالوا ووادوا الكافرين ، وساروا على سياساتهم وخططهم لهدم هذا الدين ، تحت مسميات مختلفة ، ودعاوى باطلة ،والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (51) ،(52) المائدة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم يسأل الصحابي الجليل (حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ) رضي الله عنه ، يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » ، ويفهم من قوله صلى الله عليه وسلم : (وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » ،أن يستمسك المسلم بحبل الله ، ويعتصم بدينه ، ويلتزم بشرعه ، ولا يحيد عن الكتاب والسنة ، حتى يتوفاه الموت وهو على ذلك .فنحن نعيش في زمن كثرت فيه الفتن، فلا تكاد تطلع شمس يوم جديد، إلا ويرى المسلم أنواعا من الفتن ،وقد عمت البلايا والمحن ،والنوازل والكروب والخطوب الجسام ،والأمة الإسلامية تعيش أحوالا عصيبة ،قد تكون أحرج أيام مرت بها عبر التاريخ , فهي في ضعف , وهوان , وفرقة , واختلاف, وتناحر, وتشاجر, وجاهليات , وعصبيات , وتسلط الأعداء عليها ,ومؤامرات تدبر تلو المؤامرات ،فالمصائب كثيرة ،والجراحات عميقة ، والمصاب جلل , وكل ذلك بسبب ما آل إليه حال المسلمين ،من ضياع وتشتت ،واختلاف وتفرق ،وبعد عن منهج الإسلام الحق ،وتفشي المنكرات بأنواعها في بلاد المسلمين.
أيها المسلمون
وفي مثل هذه الحالة التي تعيشها الأمة ، قال صلى الله عليه وسلم: ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه أبو داود وصححه الألباني ،فحين يكثر الشر والفساد ، وتظهر البدع والفتن ، يكون أجر التمسك بالسنة أعظم ، ومنزلة أصحاب السنة أعلى وأكرم ، فإنهم يعيشون غربة بما يحملون من نور وسط ذلك الظلام ، وبسبب ما يسعون من إصلاح ما أفسد الناس . يقول النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 إِنَّ الإِسلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، فَطُوبَى لِلغُرَبَاءِ . قِيلَ : مَن هُم يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الذِينَ يَصلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ ) “السلسلة الصحيحة” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 َإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْر ، الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، – وَزَادَنِي غَيْرُهُ – قَالَوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟! قَالَ : أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ) رواه الترمذي ، ألا فتمسكوا بدينكم ، لتموتوا عليه ،وتبعثوا عليه ، وتدخلوا به الجنة، ولا تفرطوا في دينكم ، فإن الفتن الآن شديدة ، والصوارف عن الإسلام متعددة، دعاة الضلال من كل ناحية ، يريدون أن يرتد المسلمون عن دينهم ، ويحاولون أن يصدوهم عنه ، قال تعالى : (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة 217، ألا فأحرصوا على دينكم، وحذروا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وعليكم بالحذر والتحذير ، فإن الصوارف والفتن كثيرة .
الدعاء