خطبة عن قوله تعالى (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)
يوليو 21, 2018خطبة عن قوله تعالى (صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً)
أغسطس 25, 2018الخطبة الأولى حديث : ( لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه بسند صحيح (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ « لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ». ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ». قَالَ ثُمَّ تَلاَ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ) ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ». ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ». قُلْتُ بَلَى يَا نَبيَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : « كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ». فَقُلْتُ يَا نَبيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ :« ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ».
إخوة الإسلام
هذا الحديث أصل عظيم ، وقاعدة من قواعد الدين ، لأنه تضمن الأعمال الصالحة التي تدخل العبد الجنة ، وتباعده عن النار، وهذا أمر عظيم ؛ لأنه من أجل دخول الجنة ،والنجاة من النار ،أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب ، لذلك فقد سأل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الأعمال التي تدخل الجنة وتباعد من النار ، وهذا هو غاية الفوز ، فقد قال الله تعالى : ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) [ آل عمران : 185 ] ، وفي سؤال الصحابي معاذ ما يدل على علو هِمَم الصحابة رضوان الله عنهم ، فلم يقل: أخبرني بعمل أكسب فيه مالا أو جاها ، أو ما أشبه بذلك، بل قال: “أَخبِرنِي بِعَمَلٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني من النارَ …” أي يكون سبباً لدخول الجنة ، والبعد عن النار. وكانت إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مبينة لعظم السؤال وأهميته ، وعظم الغاية والهدف ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ ) ، وفي رواية أحمد : (لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ) ،والمعنى : لقد سألت عن شيء ذي أهمية وعظمة، وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار ؛وهذا هو الفوز العظيم والفلاح الكبير ،وقد قال الله عزّ وجل: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (آل عمران: الآية185) ،ولهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عظيم، ولكنه من رحمة الله وفضله “وَإِنهُ ليَسيرٌ عَلى مِنْ يَسرَهُ اللهُ عَلَيه” – وصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال ،فإن الدين الإسلامي مبني على اليسر، قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: 185) ،والدين الاسلامي مبني على السماحة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو يبعثهم إلى الجهات: “يَسِّروا ولا تُعَسِّروا، بَشِّروا وَلاَ تُنَفِّروا” رواه البخاري ،وقال صلى الله عليه وسلم : “فَإِنَمَا بُعِثتُم مُيَسِّرين وَلَم تُبعَثوا مُعَسِّرين” رواه البخاري ، وقال صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ..) رواه البخاري ،فالطريق إلى دخول الجنة ، والنجاة من النار سهل وميسور ، ولكن لمن يسره الله عليه ، فبدون تيسير الله له ، فهو طريق صعب عسير ، لأن الجنة حفت بالمكاره ، والنار حفت بالشهوات ، ومن البدهي أن الأشياء العظيمة تحتاج إلى مشقة في الوصول إليها وتحقيقها ؛ فلذلك قال صلى الله عليه وسلم : ” وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ” أي : سهلٌ ميسور على من سهله الله عليه ؛ ثم أخبره صلى الله عليه وسلم بقوله (تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا )، فأصل دخول الجنة هو توحيد رب العالمين ، والقيام بطاعته ،امتثالاً لأمره ،واجتنابًا لنهيه ، ومخلصًا له الدين ، وقوله صلى الله عليه وسلم ” تَعبُدَ اللهَ” بمعنى تتذلل له بالعبادة حباً وتعظيماً، ، ولا تعبد الله وأنت تعتقد أن لك الفضل على الله، فتكون كمن قال الله فيهم : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ) (الحجرات: 17) وقوله صلى الله عليه وسلم “لا تُشرِك بِهِ شيئاً” ، أي لا تشرك به شيئاً ،لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً،ثم قال صلى الله عليه وسلم : (وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ) ،ومعنى : (وتقيم الصلاة) : فإقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة الأركان والواجبات والشروط ومعنى :(وتؤتي الزكاة)؛ أي: تخرج الزكاة المفروضة بأن تدفعها لمستحقيها، ومعنى : (وتصوم رمضان)؛ أي: شهر رمضان، والصوم هو التعبد لله تعالى، بالإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومعنى : (وتحج البيت)؛ أي: تقصد البيت الحرام، وهو الكعبة، لأداء المناسك.
ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم : «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ». فقوله صلى الله عليه وسلم : “أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبوَابِ الخَيرِ” أي مسائل الخير، وأعمال البر والطاعة التي تحقق لك هذا الهدف، وتبلغك هذه الغياية، والجواب: بلى، ولكن حذف للعلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: “الصَّومُ جنةٌ” أي وقاية ومانع، يقي ويمنع صاحبه في الدنيا، ويقي ويمنع صاحبه في الآخرة. أما في الدنيا : فإنه يقي ويمنع صاحبه من تناول الشهوات الممنوعة في الصوم، ولهذا يُنهى الصائم أن يقابل من اعتدى عليه بمثل ما اعتدى عليه، حتى إنه إذا سابه أحد أو شاتمه يقول: إني امرؤ صائم.، وأما في الآخرة : فهو جُنَّةٌ من النار، يقيك من دخول النار يوم القيامة ، ويكون الصوم حجابا وحاجزا وحصنا ووقاية من عذابها . ثم قال صلى الله عليه وسلم : “وَالصَّدَقَة تطفئ الخَطيئَة كَمَا يطفئ المَاءُ النَّارَ” فالصدقة مطلقاً سواء الزكاة الواجبة أو التطوع ،و سواء كانت قليلة أو كثيرة. “تطفئ الخَطيئَة” أي خطيئة بني آدم، وهي المعاصي والذنوب والآثام . “كَمَا يطفئ المَاءُ النَّارَ” فالماء يطفئ النار بدون تردد، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم الأمر المعنوي بالأمر الحسي. ثم قال صلى الله عليه وسلم : “وَصَلاةُ الرّجُل في جَوفِ اللَّيلِ” أي : وصلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة، وجوف الليل هو وسطه ، ثم تلا صلى الله عليه وسلم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:16-17] ، فاستشهد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية على فضيلة قيام الليل، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم : « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ». فقوله صلى الله عليه وسلم : « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ».، والمعنى : هل أخبرك (بِرَأْسِ الأَمْرِ) : أي عن الشأن الذي سألتني عنه ، ورأس الأمر هو الاسلام ، وهو أن يسلم العبد لله تعالى ظاهراً وباطناً بقلبه وجوارحه ، والإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، وبالإسلام يعلو الإنسان على شرار الخلق من الكفار والمشركين والمنافقين . ” وَعَمُودُهُ ” أي : عمود الإسلام ” ، قال “الصَّلَاةُ” لأن عمود الشيء ما يبنى عليه ، ولا يستقيم إلا به ،وإنما كانت الصلاة عمود الإسلام ، لأن تركها عمدًا يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر ” وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ” والسنام ما علا ظهر البعير ، وذروته أعلاه ، وإنما ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله ،لأن فيه إعلاء لكلمة الله ، وبه يعلو المسلمون على أعدائهم . قال الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139) ، وقال عزّ وجل: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ) (محمد:35) ، وفي الصحيحين 🙁عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً ، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ « مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ، فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ثم قال صلى الله عليه وسلم : “أَلاَ أُخبِرُكَ بِمَلاك ذَلكَ كُله” ملاك الشيء ما يملك به، والمعنى ما تملك به كل هذا. “قُلتُ: بَلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: فَأَخذ بِلِسانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَليكَ هَذا” فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال: “كُفَّ عَليكَ هَذا” أي لا تطلقه في القيل والقال، ولا الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وغيرها ،“قُلتُ: يَا نَبيَّ الله وَإِنَّا لَمؤاخِذونَ بِما نَتَكَلّم بِه” الجملة خبرية لكنها استفهامية والمعنى: أإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ يعني أن معاذاً رضي الله عنه تعجب كيف يؤاخذ الإنسان بكل ما يتكلم به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حثاً على أن يفهم: “ثَكِلَتكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذ” أي فقدتك، وهذه الكلمة يقولها العرب للإغراء والحث، ولا يقصدون بها المعنى الظاهر، وهو أن تفقده أمه، لكن المقصود بها الحث والإغراء. فقال: يا معاذ “وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النارِ عَلى وجُوهِهم، أَو قَالَ: عَلَى منَاخِرهِم” هذا شك من الراوي “إِلا حَصائدُ أَلسِنَتِهم” أي ما يحصدون بألسنتهم من الأقوال. فلما قال هذا الكلام ،اقتنع معاذ رضي الله عنه ،وعرف أن ملاك الأمر كف اللسان، لأن اللسان قد يقول الشرك، وقد يقول الكفر، وقد يقول الفحشاء، فهو ليس له حد. وقال ابن رجب : والمراد بحصائد الألسنة : جزاء الكلام المحرم وعقوباته ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيرًا من قول أو عمل حصد الكرامة ، ومن زرع شرًّا من قول أو عمل حصد غدًا الندامة
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية حديث : ( لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن فوائد المستخلصة ، والدروس المستفادة من هذا الحديث : أولا : حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، ثانيا :علو همة معاذ بن جبل حيث لم يسأل عن أمور الدنيا، بل عن أمور الآخرة ، ثالثا : إثبات الجنة والنار، والإيمان بهما أحد أركان الإيمان الستة ، رابعا : أن العمل الصالح يدخل الجنة ويباعد عن النار ، خامسا : أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله تعالى التيسير في أمور دينه ودنياه، لأنه من لم ييسر الله عليه ، فإنه يصعب عليه كل شيء. سادسا : أن أغلى المهمّات وأعلى الواجبات عبادة الله وحده لا شريك له، أي التوحيد. سابعا : بيان فضل النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم ،حيث يأتي بما لم يتحمله السؤال لقوله: “أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ” وهذا من عادته أنه إذا دعت الحاجة إلى ذكر شيء يضاف إلى الجواب أضافه ، ثامنا : بيان حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم، وما أكثر ما يمر علينا من حسن تعليمه صلوات الله وسلامه عليه، لأن حسن تعليمه من تمام تبليغه وذلك بقياس الأشياء المعنوية على الأشياء الحسية ، تاسعا : أن رأس الأمر -أي أمر الدنيا والآخرة- الإسلام. والإسلام هوما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم، إذ بعد بعثته لا إسلام إلا ما كان على شريعته ، عاشرا : أن الصلاة عمود الدين، والعمود لا يستقيم البناء إلا به. الحادي عشر : أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، والذروة هو الشيء العالي، لأنه إذا استقام الجهاد فمقتضاه أن المسلمين تكون كلمتهم هي العليا ، الثاني عشر : أن ملاك الأمر كله كف اللسان، وبيان خطورة اللسان، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة من غضب الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار، الثالث عشر : التعليم بالقول وبالفعل، لقوله: “أَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا” ،ولم يقل: كفّ عليك لسانك، بل أخذ بلسانه وقال: كفّ عليك هذا،
الدعاء