خطبة عن حديث ( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ )
سبتمبر 11, 2021خطبة عن ( القرآن الكريم : إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ )
سبتمبر 11, 2021الخطبة الأولى ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام الترمذي في سننه بسند حسنه ، وصححه الألباني 🙁 عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا »
إخوة الإسلام
في هذا الحديث النبوي الكريم يقول صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ) ، أي : من أصبح آمنا في مسكنه ومنزله ومن حوله ، فتوفَّر له الأمانُ على نفْسِه ، وعلى أهلِه وجَماعتِه، وفي طريقه ومسلكه ، (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ) ، فهو آمن من أن يقتله أحد، أو يسرق بيته لصوص، أو ينتهك عرضه المجرمون ، فالأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها، فهؤلاء الذين يعيشون في بلاد يختل فيها النظام والأمن ، أو الذين يشهدون الحروب الطاحنة التي تهلك الحرث والنسل، فهم غير آمنين ، لأنهم ينامون على أزيز الطائرات ، وأصوات المدافع، ويضع الواحد منهم يده على قلبه ، ينتظر الموت في أي لحظة، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. ففي هذه الآية وعد الله المؤمنين بالأمن إن حققوا التوحيد ، وأخلصوا الإيمان، وعملوا الصالحات، وقال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]. وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (62) :(64) يونس
أيها المسلمون
ثم نأتي إلى قوله صلى الله عليه وسلم : (مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ) ، أي: تَحصَّلَت له العافيةُ في الجسَدِ ، فسَلِم مِن المرَضِ والبلاءِ ، وأصبح صحيحًا سالمًا من العلل والأسقام، وقد روى الإمام أحمد في مسنده : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ » ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه صباحًا ومساءً هذه العافية في دينه ودنياه ونفسه وأهله وماله، وأمر أصحابه بذلك، روى الإمام أبوداود : (عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِى وَحِينَ يُصْبِحُ: « اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي » ، وروى الترمذي في سننه : (أَنَّ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ : « سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ ». وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكثير من الناس مفرط ومغبون في هذه النعمة، روى البخاري في صحيحه : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – : « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » ، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اغتنام الصحة قبل المرض، روى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس – رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ غَدًا ». وفي صحيح البخاري :(وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ) .
أيها المسلمون
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ) ، أي: وتوفَّر له رِزقُ يومِه ،وما يَحتاجُه مِن مَؤونةٍ وطعامٍ وشرابٍ يَكْفي يومَه ، ففي قوله صلى الله عليه وسلم (عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ) : لأن الإنسان لا يدري هل يعيش بعد يومه هذا أم لا، فعنده ما يؤمّن يومه الذي هو فيه، وأما اليوم الثاني والثالث يأتي الله بأرزاقها ، وهو لا ينسى عباده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قال الله تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (6) هود ، ونعمة الطعام من نعم الله العظيمة، قال الله تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ (3) ،(4) قريش ،وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله من الجوع، روى أبو داود في سننه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ ». وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه الكفاف، أي مقدار ما يكفيه، فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا ». وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ) أي: فكَأنَّما مَلَك الدُّنيا ، وجمَعها كلَّها؛ فمَن توَفَّر له الأمانُ ، والعافيةُ ، والرِّزقُ ، فلا يَحتاجُ إلى شيءٍ بعدَ ذلك، فكان كمَن ملَك الدُّنيا، وجمَعها، وعلى العبدِ أنْ يحَمْدَ اللهَ تعالى ويشُكرَه على هذه النِّعمِ. وقال المناوي رحمه الله : ” يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه ،حيث توجه ، وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ، فقد جمع الله له جميع النعم ، التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصيته ، ولا يفتر عن ذكره ،فقد قال القائل :
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ * ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب
وقد اجتمع لكثير من الناس أضعاف أضعاف ما ذكر في هذا الحديث، ومع ذلك ، فهم منكرون لها، محتقرون لما هم فيه، فهم كما قال الله تعالى : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) (83) النحل ، وقال تعالى: ﴿أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ (71) النحل ، ودواء هذا الداء أن ينظر المرء إلى من حرم هذه النعم، أو بعضها، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ » ، قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا ، طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ، ظهرت له نعمة الله تعالى عليه ، فشكرها ، وتواضع ، وفعل فيه الخير) ، وروى مسلم في صحيحه : (أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا قَالَ نَعَمْ. قَالَ أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ ، قَالَ فَإِنَّ لِي خَادِمًا ، قَالَ : فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ). ، وفي هذا المعنى قال الشاعر:
إذا اجتمع الإسلام والفوت للفتى وأضحى صحيحًا جسمه وهو في أمنِ
فقد ملك الدنيا جميعًا وحازها وحق عليه الشكر لله ذي المنِّ
فمن جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث توجه، وكفاف عيشه بقوت يومه، وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، وفي هذا دليل أيضا على أنه بدون حصول هذه النعم ، فالإنسان يكون متقلباً بين عدم الراحة والاستقرار، ولا يستطيع أحد العيش بدون هذه الثلاث،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي هذا الحديث فوائد عدّة ، نجملها فيما يلي : أولا : أن المسلم يطلب من الله عز وجل العفو والعافية، فلم يُعطَ أحدٌ شيئًا خيرًا منها، في الدّنيا والآخرة ، والعافيّة تكون في الدّين والدنيا ،والأهل والمال، ثانيا : أن نعمة الأمن تُعدُّ من أعظم وأَجَلّ النّعم، وتلك المجتمعات التي تفقدُ الأمن تكونُ فاقدةً لمعنى الحياة لا محالة، فينهبه الناهبون ،ويقصّر فيه المقصرون، حتى يتشتت بين المطامع والأهواء، وقد كان اوّل دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام عندما هبط إلى وادي مكّة : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) ابراهيم 35، ثالثا : رِضى المؤمن بما قسم الله له : فالرضى نعمةٌ من أجَلِّ النّعم وأحسنها، فيرضى العبد عن الله، غير كاره بما أقرّهُ قضاؤه سبحانه، فيأتمر بأمره ، وينتهي عن نهيه، ويسلّم كل أموره لله ، ويجعلها خالصةً له، فترضى بذلك نفسه ، ويطمئن قلبه، وبالتالي فإنّه يَعْجل لربه طالبًا مرضاته، والمسلم الحق يرضى بما أعطاه الله له ، وإن لم يعطه فلا يقنط ويسخط ، وإن ابتُلي جعل من البلاء منفعةً؛ لأنّه يعلمُ أنّ البلاءَ يجعلُ القلبَ قويًا. رابعا : سعادة أهل الإيمان في الدنيا: فللسّعادة مصادر ومنافع لا يعلمها إلّا المُؤمنون، وتكون بالإيمان بالله تعالى والعمل الصالح، والإيمان بالقدر خيره وشرّه، ونيل العلم الشرعي ؛ فالعلماءُ يَعرفون أنّ في علمهم سعادة، إضافةً إلى الإكثار من قراءة القرآن الكريم ، وذكر الله عز وجل، فبذكر الله تطمئنُ القلوب، وانشراح الصّدر وسلامته من الأحقاد، والإحسان إلى الناس، مع عدم التّعلق بالدّنيا والاستعداد ليوم الرحيل. خامسا : في الحديث إشارة إلى أن المؤمن عليه ألا يحمل هم المستقبل، فإن أمره بيد الله، وهو الذي يدبر الأمور، ويقدر الأقدار، وعليه أن يحسن الظن بربه، ويتفاءل بالخير
الدعاء