خطبة عن (تاجر مع الله) مختصرة
يناير 4, 2024خطبة عن (ذكر الله تعالى) مختصرة
يناير 4, 2024الخطبة الأولى (حسن الخاتمة) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه بسند صحيح: (عَنْ أَنَسٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ». فَقِيلَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ». وفي مسند أحمد وصححه الألباني: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً عَسَلَهُ» قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ «يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلاً صَالِحاً قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ»
إخوة الإسلام
هذه الأحاديث النبوية الكريمة تدلنا على أهمية حسن الخاتمة ،وقد نبه الله تعالى المؤمنين إلى أهمية حسن الخاتمة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، وقال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]، والطريق إلى حسن الخاتمة: أن يوفق الله العبد قبل موته للتوبة من الذنوب، والإقبال على الطاعات، ومن أراد الله به خيرًا: شرح صدره للإسلام، والعمل بما جاء به سيد الأنام، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ [الأنعام: 125]، فتجد العبد المسلم منشرحَ الصدر في شرائع الإسلام وشعائره، يفعلها بفرح وسرور، أما مَن ضاق صدره عند طاعة ربه فهذا علامةٌ على أن الله لم يُرِدْ له الهداية، ولم يشَرَح صدرُه للإسلام، ومن أراد الله به خيرا : يُوفَّق للتوبة من الذنوب قبل موته، ويُقبِل على عمل الطاعات، ويُقبَض عليها : فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا طهَّره قبل موته)، قالوا: وما طهورُ العبد؟ قال: (عملٌ صالح يُلهِمه إياه حتى يقبضَه عليه)؛ [أخرجه الطبراني في الكبير]. ومن أراد الله به خيرا : فقهه في الدين ففي الصحيحين: (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» ، ومن أراد الله به خيرا: يرزقه الله الرفق في معاملاته ،والرحمة في قلبه، واللين في طبعه وسلوكه: فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ» [أخرجه أحمد]. ومن أراد الله به خيرا: رزقه الله الرفقة الصالحة، والجليس الصالح، والوزير المخلص الناصح، إن نسي ذكَّره، وإن ذكَر أعانه: فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ إِنْ نَسِىَ ذَكَّرَهُ وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ إِنْ نَسِىَ لَمْ يُذَكِّرْهُ وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ » [أخرجه أبو داود]. ومن أراد الله به خيرا: عجل له العقوبة في الدنيا: وذلك بما يصيبه في نفسه وماله وولده، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». أخرجه الترمذي. وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) بَلَغَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوِ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا »، وفي رواية، وفي رواية للبيهقي: (عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلاَحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ (مَنْ يَعْمَلْ سَوْءً يَجُزَ بِهِ) أَكُلُّ سَوْءٍ عَمِلْنَا بِهِ جُزِينَا؟ فَقَالَ :«غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ أَلَسْتَ تَحْزَنُ أَلَسْتَ تَنْصَبُ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ». قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ :«فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ فِي الدُّنْيَا».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (حسن الخاتمة)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين: (عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»، وروى البخاري في صحيحه: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم: « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ »، ومعناه: يبتلِيه بالمصائب ليثيبَه عليها. وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ». وإذا أراد الله بعبد خيرا: زهده في الدنيا وبصره بعيوبه: ففي الحديث: (إذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا، ورغبه في الآخرة ، وبصره بعيوب نفسه) رواه أبو منصور الديلمي،
وإِذَا أَرَادَ اَللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وَاعِظاً مِنْ قَلْبِهِ، فيبصر الحق من الباطل، ويميز بين الصواب والخطإ، وإذا أراد الله بعبد خيرا: شغله بإصلاح عيوب نفسه، ولم يبالي بعيوب الناس: (طوبى لمَن شغله عيبه عن عيوب الناس)؛ (رواه البزار بسند ضعيف)
الدعاء