خطبة عن مسئولية البيان للأمة وقوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)
فبراير 8, 2020خطبة عن لا تقلق ولا تخف (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا)
فبراير 8, 2020الخطبة الأولى ( مَنْ أُعْطِىَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه بسند حسنه : (عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَنْ أُعْطِىَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى فَقَدْ شَكَرَ وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَهُ كَانَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ »
إخوة الإسلام
لا يستغني الناس في هذه الحياة الدنيا عن بعضهم البعض، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده ، فهو سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه، كما إنه سيأخذ منهم بعض ما يحتاج هو إليه ، ومِن حسن أخلاق المسلم : حفظ المعروف ،ورد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان, والمكافأة للمعروف بمثله ، أو أحسن منه ، والدعاء لصاحبه ، قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن:60)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ) (رواه أحمد وصححه الألباني). والنفس بطبعها تحب مَن أحسن إليها، وتحب حفظ الجميل ، ورده لمَن يستحقه، فهذا كعب بن مالك -رضي الله عنه- لما بُشِّر بتوبة الله -تعالى- عليه انطلق مسرعًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرحًا بذلك، فقال عن نفسه: “دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللهِ مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ. فَكَانَ كَعْبٌ لَا يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ” (متفق عليه). وقد علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أصْحابَه مكارِمَ الأخْلاقِ، ومن ذلِك تَعليمُهم الشُّكْرَ والثَّناءَ على مَن صنَعَ لهم مَعروفًا ، ففي هذا الحَديثِ المتقدم يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “مَن أُعطِيَ عطاءً”، وفي رِوايةٍ: “مَن أُبلِيَ بَلاءً”، أي: مَن أخَذَ عَطاءً من أحَدٍ، “فوجَدَ”، أي: فوَجَدَ ما يُكافِئُ بهِ مَن أعْطاه العَطاءَ، “فلْيَجْزِ بهِ”، أي: فليُجازي مَن أعطاه العَطاءَ بما وجَدَ عنده كمُكافَأةٍ له على العَطاءِ، “فإن لم يجِدْ”، أي: فإنْ لم يجِدْ مَن أخَذَ العَطاءَ شيْئًا يُكافِئُ بهِ مَن أَعطاهُ العَطاءَ، “فلْيُثْنِ بهِ”، أي: يُثْنِ عليه بسَببِ هذا العَطاءِ، وهو مِن الثَّناءِ والشُّكرِ والعِرْفانِ بهذا العَطاءِ، “فمَن أَثْنى بهِ”، أي: فمَن شَكَر صاحِبَ العَطاءِ ومدَحَه عليهِ وأَثْنى عليهِ خيرًا، “فقدْ شكَرَه”، أي: فقد اعتَرَف له بحَقِّه وفضْلِه ولم يُنكِرْه عليه، “ومَن كتَمَه”، أي: ومَن لم يَشكُرْ صاحِبَ العَطاءِ ويمْدَحْه عليهِ ويُثْني عليهِ خيرًا، “فقدْ كفَرَه”، أي: لم يعتَرِفْ له بحَقِّه وفضْلِه، وأنكَرَه عليه. فشكرَ من أحسنَ إليك هذا مبدأٌ إسلاميٌ أصيلٌ، ويعتبر من مكارم الأخلاق، وإن من أحسن الشكر أن تقول لمن أحسنَ إليك: ”جزاك الله خيراً “، ففي سنن الترمذي :(عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ » ، وفي رواية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجلُ لأخيه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء» (رواه عبد الرزاق في المصنف والحميدي في المسند وصححه العلامة الألباني). ، قال المباركفوري: “«جزاك الله خيراً» أي خير الجزاء أو أعطاك خيراً من خيري الدنيا والآخرة. «فقد أبلغ في الثناء» أي بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه، ففوض جزاءه إلى الله ليجزيه الجزاء الأوفى. وقال عمر رضي الله عنه: “لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه: جزاك اللهُ خيراً، لأكثرَ منها بعضُكم لبعضٍ” (رواه ابن أبي شيبة في المصنف). وقال بعضهم إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء”
أيها المسلمون
وكون الإنسان يشكو من أعطاه، فهذا أمر واضح وليس فيه إشكال، وأما أن يخبر الناس أنه حصل له كذا وكذا، وأنه أعطي من فلان، فهذا إذا كان فيه مصلحة فيمكن له ذلك، وإن لم يكن هناك مصلحة، أو كان ذلك الذي أعطاه لا يريد منه أن يذكر ذلك لأحد، أو أن يعلن ذلك، فإنه يخفيه، ولكنه يشكر ويثني على ذلك الذي أحسن إليه ، وروى الإمام أحمد في مسنده : (عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ : « مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ ». ، وهكذا يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الإقرار بالجميل وشكر من أسداه، بل والدعاء له حتى يعلم أنه قد كافأه، وفي السنن : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ بِهِ فَأَثْنُوا عَلَيْهِ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ ». واعلموا أن الشكرَ لمن أحسن إليك يشملُ المسلم وغير المسلم أيضاً إذا صنع لك معروفاً، فاشكره بلفظٍ مناسبٍ لحاله كقولك شكراً، أو أشكرك، أو نحو ذلك. قيل لسعيد بن جبير رحمه الله: المجوسي يوليني خيراً فأشكره، قال: نعم. وقال العلامة العثيمين في جواب سؤالٍ حول شكر غير المسلمين: “إذا أحسن إليك أحدٌ من غير المسلمين، فكافئه، فإن هذا من خلق الإسلام، وربما يكون في ذلك تأليفٌ لقلبه فيحب المسلمين فيسلم”.
أيها المسلمون
ومن مواقف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الوفاء وحفظ الجميل: وفاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وحفظه جميل عمه أبي طالب الذي تكفل بتربيته بعد جده، وكان يحوطه بعد بعثته: (ضمه -صلى الله عليه وسلم- لعلي إلى كنفه ورعايته مساعدة لعمه – شفاعته لعمه بتخفيف العذاب في الآخرة).، فقد روى البخاري في صحيحه : (حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ – رضى الله عنه – قَالَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ . قَالَ « هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ » ، ووفاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وحفظه جميل زوجته خديجة -رضي الله عنها-: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ؛ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ. قَالَتْ: فَغِرْتُ يَوْماً فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُ حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْراً مِنْهَا! قَالَ: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْراً مِنْهَا؛ قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ” (رواه أحمد وغيره). وهذا نموذج لوفاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وحفظه جميل رجل مشرك قد حماه مِن أذى المشركين بعد عودته مِن الطائف: روى مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ: (لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى، لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ) (رواه البخاري).
ومن النماذج في الوفاء وحفظ الجميل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (بطاعته واتباع سنته والموت على ذلك): روي عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: “بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم – يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال: إن رأيته فأقرئه مني السلام ، وقل له: كيف تجدك؟ ،قال: فأتيته وهو في آخر رمق به سبعون ضربة ما بيْن طعنة برمح وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرني أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات؟ قال إني في الأموات ،فأبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عني السلام، وقل: إن سعد بن الربيع يقول: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيًّا عن أمته، وقل: إني أجد ريح الجنة وأبلغ قومك عني السلام، وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: لا عذر لكم عند الله -تعالى- إن خلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكروه، وفيكم عين تطرف ثم لم يبرح أن مات” (السيرة النبوية لابن هشام). وفي رواية المستدرك للحاكم ووافقه الذهبي : (عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال لي : إن رأيته فاقرئه مني السلام ، وقل له : يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تجدك ؟ قال : فجعلت أطوف بين القتلى ،فأصبته وفي آخر رمق ،وبه سبعون ضربة ،ما بين طعنة برمح ،وضربة بسيف ،ورمية بسهم فقلت له : يا سعد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ،ويقول لك : خبرني كيف تجدك ؟ قال على رسول الله السلام ،وعليك السلام قل له : يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة ،وقل لقومي الأنصار : لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و فيكم شفر يطرف قال : وفاضت نفسه رحمه الله)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مَنْ أُعْطِىَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وإذا كان الاسلام قد حث أتباعه على حفظ الجميل ، ورغب في الاحسان إلى من أحسن إليهم ، ولو بالدعاء له ، فقد حذر أيضا من الجحود ، ونكران الجميل ، فنكران الجميل دليل على خِسَّة النفس ، ولؤم الطباع ، وسوء الأخلاق ، إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ،ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية ،معترفة لذوي الفضل بالفضل ، فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف ،والصنائع الجميلة التي أسديت إليه ،سواء من الله ،أو من المخلوقين ، فهو منكر للجميل ، وجاحد للنعمة ، والكرام يزيدهم الإحسان وفاءً ، واعترافًا بالجميل ، واللئام لا يزيدهم الإحسان والمعروف إلا تمردًا ، ولذلك كان مِن عاقبة نكران الجميل: زوال النعم، وحلول النقم: ففي حديث الأقرع والأبرص والأعمى أن الملَك قال لمَن أعترف بالجميل: “لاَ أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلَّهِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ” (متفق عليه). ، كما أن نكران الجميل، وجحد معروف الآخرين سببٌ مِن أسباب دخول النار: فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ) قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: (يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ) (متفق عليه).
أيها المسلمون
فيجب علينا الوفاء ، وحفظ الجميل لكل مَن له علينا معروف، والحذر الحذر مِن نكران الجميل؛ فإنه خبث في الطبع، وحمق في العقل، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ) (النحل:91-92). ، وقال بعض العقلاء: “تعلموا أن تنحتوا المعروف على الصخر، وأن تكتبوا آلامكم على الرمل؛ فإن رياح المعروف تذهبها .
الدعاء