خطبة عن قول النبي ( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي )
أغسطس 5, 2023خطبة حول قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ)
أغسطس 8, 2023الخطبة الأولى ( حكم الاستعانة والاستعاذة بالجن ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (6) الجن
إخوة الإسلام
الجن عالم من عوالم الغيب عنا، وهم يعيشون معنا في هذه الأرض، وهم مكلّفون مثلنا، ومأمورون بطاعة الله، ومَنْهِيُّون عن معصية الله ،لكننا لا نراهم، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ الاعراف (27) ،فالجن يروننا ونحن لا نراهم، وهم قد يتصوّرون بصور متشكّلة، يتصوّرون بصور حيّات، أو بصور حيوانات، أو بصور آدميين، وقد أعطاهم الله سبحانه وتعالى القُدرة على ذلك، وهم عالم مخلوق من نار، والإنس خُلقوا من الطين، كما قال الله تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ الرحمن (14) ،(15)، والجان: جمع جنِّي، سُمُّوا بالجن لاجتنانهم أي: استتارهم عن الأنظار، فالجن عالم خفي، لا نراهم، وهم يعيشون معنا، وهم مكلّفون كما كُلِّفنا بالأوامر والنواهي ،والإيمان بوجودهم من الإيمان بالقلب، تصديقاً لخبر الله سبحانه وتعالى، وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، فوجود الجن ثابت بالكتاب والسنة والإجماع،
وأما قوله تعالى : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (6) الجن ، فيخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة : أنه كان رجال من الإنس يلتجئون إذا خافوا إلى رجال من الجن ،طلبا لحمايتهم من أتباعهم، فزاد الإنس الجن باستعاذتهم بهم طغيانا وتكبرا، وزاد الجن الإنس خوفا وإضلالا، وقيل في سبب نزول هذه الآية : أنها نزلت في أناس كانوا يعوذون بسادات الجن، وكانت العرب في الجاهلية إذا نزلوا منزلاً قالوا: نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فهذا كان من عمل الجاهلية، وقال ابن كثير: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله ،والالتصاق بجانبه من شر كل ذي شر، فتبين بهذا أن الاستعاذة بالله عبادة لله، ولهذا أمر الله بالاستعاذة به في غير آية، وتواترت السنن عن النبي بذلك ،فإذا كان الله تعالى هو ربنا وملكنا ومالكنا وإلهنا ،فلا مفزع لنا في الشدائد سواه، ولا ملجأ لنا منه إلا إليه، ولا معبود لنا غيره، فلا ينبغي أن يدعى ولا يخاف ولا يرجى ولا يحب سواه، فالاستعاذة هي: الاعتصام والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في دفع المكروه والشرور، وهي نوع من أنواع العبادة، لأن دفع الضرر، ودفع الشرور لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، فكل ما لا يقدر عليه إلاَّ الله فإنه لا يُطلب إلاَّ من الله، فإن طُلب من غيره كان ذلك شركاً، فالمقصود من الآية: أن المؤمنين من الجن أخبروا أن الإنس استعاذوا بهم، وأن هذا لا يجوز، وأنه من الشرك الذي جاء القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم بإبطاله، فهم يتبرءون منه، ويخبرون عن أمر وقع وهم يقلعون عن ذلك يعني: المؤمنين منهم، فدل ذلك على أن الاستعاذة عبادة، ويجب أن تكون بالله وحده،
أيها المسلمون
ثم نأتي إلى حكم الاسلام فيمن يدعي أنه يعالج من مس الجن بالاستعانة بالجن المسلم ،أو يستعين بالجن المسلم في الرقية ،فذهب البعض إلى جواز الاستعانة بهم في المباحات ،وذلك بشروط ، ولكن جمهور العلماء أفتى بعدم الجواز ،بل وبحرمة الاستعانة بالجن مطلقا ،ومن أدلتهم في ذلك ،الدليل الأول : قول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]. وبقوله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 128]. الدليل الثاني : أن الاستعانة والاستعاذة بالجن وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم؛ لأن في الجن من هو كافر ،ومن هو مسلم ،ومن هو مبتدع، ولا تعرف أحوالهم ،فلا ينبغي الاعتمـاد عليهم ولا يسألون؛ ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك، وهو وسيلة لطلب النفع منهم ،والاستعانة بهم، وذلك كله من الشرك، الدليل الثالث: أنهم يكذبون ،فقد يزعم أنه مسلم، وهو كذاب ،من أجل أن يتدجل على الإنس ،فيُغلق هذا الباب من أصله. الدليل الرابع : الاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيًا أو غير جني. الدليل الخامس : هم في الغالب لا يخدمون الإنس ،ولا يساعدونهم إلا بعد دعائهم أو التقرب إليهم.، الدليل السادس : في الاستعانة بهم اعتداء على حقوق الله، وعلى حقوق الآدميين من أخذ أموالهم، والتأثير على عقيدتهم، وفتح باب شر لهم. الدليل السابع : أنه لم يثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ،ولا صحابته ولا التابعين ،ولا أحد من أئمة الدين أنه استعمل الجن، أو استعان بهم ، أو استعاذ بهم، ولو كان في هذا خير لما أدخره الله عنهم. الدليل الثامن : الأصل في الاستعانة بالجن المنع. ، قال جل في علاه : ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ” الانعام 112، وأي تزيين وتزويق أعظم من قول الجني للمستعين به : إن فلانا معيون , وفلانا ممسوس ,وفلانا مسحور, فيجد أن كلامه مطابق للواقع فيحسب أنه من كرامة الله له !
وقد سُحر النبي ,واحتاج للمخبرين في غزواته وتحركات أعدائه ,ولم يستعن بالجن ،مع أنه قد ثبت أن بعض الجن اجتمعوا به ،وآمنوا به ,وولوا إلى قومهم منذرين ،قال شيخ الإسلام : والنبي صلى الله عليه وسلم لم يستخدم الجن أصلا ،لكن دعاهم إلى الإيمان بالله، وقرأ عليهم القرآن ,وبلغهم الرسالة ,وبايعهم كما فعل بالإنس ،أضف إلى ذلك أن هذا العمل فيه من التشبه بالسحرة والكهان وأهل الضلال , وأهل العلم يقررون أن الحق إذا اختلط بالباطل وجب منع الجميع !
فالاستعانة والاستعاذة بالجن هي من كيد الشيطان لبعض الناس ،خاصة أهل الصلاح والخير , فهو ماض في إغواء بني آدم بكل الطرق ,وأنه يدخل من مدخل الطاعة ،ويدخل بالشبهة والشهوة , والله حذرنا من مكر الشيطان وخديعته في أكثر من موضع من كتابه , ومن ذلك قول تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ” البقرة (168)، (169)، وقال الشيخ الألباني في هذه المسألة: فهي عندي نوع من الدجل والوساوس ،يوحي بها الشيطان إلى عدوه، وهو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية, فمن استعان بهم على فك سحر زعموا ،أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي أذكر هو أم أنثى ؟ مسلم أم كافر ؟ وصدقه المستعين به ثم صدق هذا الحاضرون عنده ، فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله عليه وسلم كما في سنن البيهقي: « مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ».، وفي صحيح مسلم : (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً »., فينبغي الانتباه لهذا ، فقد علمت أن كثيرا ممن ابتُلُوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة ، فأنصحهم إن استمروا في مهنتهم أن لَا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي: اخرج عدو الله ،مذكرا لهم بقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (63) النور
ومع هذه الآراء من العلماء ،فإن بعض من يستعين بالجن يزعم أنه لا يستعين إلا بالمسلم فقط ,وأن ما تقدم من نصوص إنما هو في حق الاستعانة بالكفار منهم أو العصاة , والجواب عن هذه الشبهة : أن الجن عالم غيبي مجهول لنا فكيف يقال بأن فلانا الجني مسلم ! ،وإن سُلّم أنه مسلم مع كثرة كذبهم وادعائهم الإسلام ,فمن أين يُعرف أنه ثقة يوثق به في أمور الناس وأعراضهم الصحية .وإن سُلّم تنزلا أنه مسلم ثقة , فمن أين يُعرف أن عمله هذا لله , وأنه غير مُجبر من قبل الشياطين على استدراج هذا الراقي إلى المعاصي , ثم البدع ثم الشرك , وقد وقع هذا مع بعض الرقاة .قال الألباني : وادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم (أي الجن) أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم ,دعوى كاذبة لأنهم مما لا يمكن عادة مخالطتهم ومعاشرتهم ,التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم ,ونحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس ,يتبين لك أنهم لا يصلحون ,قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) التغابن 14، ,هذا في الإنس الظاهر ,فما بالك بالجن الذين قال الله تعالى فيهم : (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الاعراف 27،.
والذي يُخلص إليه في هذه المسألة أن الاستعانة بالجن محرم شرعا , وأن المستعينين بهم على درجات , فإن أوقعوه في الشرك فهو مشرك , وإن أوقعوه في البدع والضلال فهو مبتدع , وإلا فهو عاص آثم . وقد أفتت اللجنة الدائمة بحرمة هذا الفعل في عدة فتاوى، فقالوا: (لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن، ولا يجوز الذهاب إليه طلباً للعلاج عن طريق ما يستخدمه من الجن، ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق، إنما عن طريق الأطباء من الإنس أو الأدوية المباحة) فقولهم: (ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق) منع من جميع أنواع الاستعانة.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وسئلت اللجنة الدائمة عن الاستعانة بالجان في معرفة العين أو السحر، وكذلك تصديق الجني المتلبّس بالمريض بدعوى السحر والعين والبناء على دعواه؟ فكان جوابها: لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها؛ لأن الاستعانة بالجن شرك. قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]. وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 128]، ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظّموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطّلع عليه الجن دون الإنس؛ وقد يكذبون فإنهم لا يؤمنون، ولا يجوز تصديقه) ،
وسئل الشيخ ابن باز عن حكم استخدام الجن من المسلمين في العلاج إذا لزم الأمر؟ فأجاب: (لا ينبغي للمريض استخدام الجن في العلاج ولا يسألهم، بل يسأل الأطباء المعروفين، وأما اللجوء إلى الجن فلا؛ لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم؛ لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع، ولا تعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتمـاد عليهم ولا يسألون، ولو تمثلوا لك، بل عليك أن تسأل أهل العلم والطب من الإنس وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]؛ ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم، وذلك كله من الشرك) ،
وسئل الشيخ عبدالله بن جبرين: فقد انتشر عند بعض العوام جواز الاستعانة بالجن الصالحين في جلب نفع أو دفع ضر.. فما هو الحكم الصحيح في ذلك؟ فأجاب: فالأصل أن الجن عالم غير هذا العالم الإنسي، وأنهم أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها وعلى هذا فهم في الغالب لا يخدمون الإنس ولا يساعدونهم إلا بعد دعائهم أو التقرب إليهم، كما يحصل من السحرة والمشعوذين، فالذي يظهر لي أنه لا يجوز أو لا يتصور الاستعانة بالجن ولو كانوا مسلمين أو صالحين لما يستلزمه من دعائهم أو مخاطبتهم مع أنهم يروننا ولا نراهم)
الدعاء