خطبة عن ( دلائل اليقين بالله وعلاماته)
أبريل 20, 2016خطبة عن (اليقين بالله )
أبريل 20, 2016الخطبة الأولى ( درجات اليقين بالله وعلاماته)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (7 )، (8) الدخان
إخوة الإسلام
حديثنا عن اليقين بالله تعالى ودرجاته وعلاماته : فلأهمية اليقين فقد نبه الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى عدم الركون إلى أهل الشك، ومن ليس لديهم اليقين الكامل بالله رب العالمين , قال تعالى :” فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) (60) الروم . كما أمره بمداومة العبادة حتى يأتيه اليقين التام بلقاء ربه ، والفوز بمرضاته ، قال تعالى : ” فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) (99) الحجر . ولليقين مراتب منها : العلم , وحسن التوكل , والرضا والتسليم ،وعدم تعلق القلب بغير الله , وأن يكون العبد أوثق بما في يد الله تعالى عما هو في يده ،واليقين : ثلاث درجات: الأولى: علم اليقين : وهو قبول ما ظهر من الله ورسوله من الأوامر والنواهي والأخبار ،وقبول ما غاب عنا من أمور المعاد وتفصيله ومشاهد القيامة وأوصاف الجنة والنار ،وقبول ما قام بالله سبحانه من أسمائه وصفاته وأفعاله وهو علم التوحيد ،وأما الدرجة الثانية فهي: عين اليقين : وهو المغني عن الخبر بالعيان المشاهد بالعين، وأما الدرجة الثالثة فهي: حق اليقين : وهذه الدرجة لا تنال في هذه الدنيا إلا للرسل عليهم الصلاة والسلام ،فإن نبينا محمد رأى الجنة والنار بعينه وموسى سمع كلام الله منه إليه بلا واسطه، وقال ابن القيم رحمه الله: (نعم يحصل لنا حق اليقين وهي ذوق ما أخبر به الرسول من حقائق الإيمان المتعلقة بأعمال القلوب فإن القلب إذا باشرها وذاقها صارت في حقه حق اليقين مثل التلذذ بذكر الله وحصول حلاوة الإيمان والأنس بمناجاة الله ودعائه وتلاوة كتابه ،وكما قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: ( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة ) ، وقد بين الحق تبارك وتعالى مراتب اليقين: في قوله – تعالى – في مُحكَم تنزيله: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 1 – 8]. فالمرتبة الأولى: علم اليقين .قال تعالى : ” كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) فعلم اليقين هو العلم الجازم المطابق للواقع الذى لا شك فيه .والمرتبة الثانية: عين اليقين. قال تعالى : ” ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ” وهو ما كان عن مشاهدة وانكشاف .والمرتبة الثالثة حق اليقين . قال تعالى : ” {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .الواقعة: 74. وهو ما كان عن ملابسة ومخالطة .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( درجات اليقين وعلاماته)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هذا هو اليقين الذي يسوق النفوس والأرواح والقلوب لتنيب إلى الله وتخبت إليه، فما هو نصيبنا من اليقين ؟ فأين يقيننا في رزق ربنا ؟ وفي موعوده بنصره وتأييده لعباد المؤمنين ؟ ، أين يقيننا في القرآن الكريم كلام ربنا في تدبره واستشعار عظمته وكبير أثره ففيه الهدى والشفاء والموعظة والرحمة؟ قال تعالى: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) طه (123) ،قال ابن عباس: تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل به أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، فالمسلمون اليوم لديهم أزمة يقين ، فبسبب ضعف اليقين عندهم غرقوا في المعاصي والموبقات ، وتركوا ما أحل الله لهم ، وفعلوا المحرمات ، وبسبب ضعف اليقين ، غش التجار ، ونهب الفجار ، وظلم الحكام ، وجار السلطان ، وبسبب ضعف اليقين طمع الطامعون ، فأهدرت الحقوق وسلبت ، وضاعت المواريث ، وسرقت أموال الدولة ، وضعف اليقين بالله جعلنا نطلب الشفاء من الأموات ، ونطلب الحاجات من المشعوذين ، ونتوكل على المخلوقين ، ونطلب الرزق من المعدمين ، ونحتمي بالضعفاء العاجزين ،ونقدم نذورنا للآدميين ، فضعف اليقين كان سببا في ضلال الكثير من المسلمين ، وميلهم عن الطريق المستقيم ، وابتعادهم عن الحق المبين. ونواصل الحديث عن اليقين إن شاء الله
الدعاء