خطبة عن ( قصة نبي الله موسى عليه السلام)
أبريل 9, 2016خطبة عن ( نبي الله أيوب : صبره ودعاؤه)
أبريل 9, 2016الخطبة الأولى ( دروس وعبر من قصة نبي الله أيوب )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري في صحيحه : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِى فِى ثَوْبِهِ ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ يَا أَيُّوبُ ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى قَالَ بَلَى وَعِزَّتِكَ وَلَكِنْ لاَ غِنَى بِى عَنْ بَرَكَتِكَ »
إخوة الإسلام
لقد كان في قصصهم عبر : فمن العبر والدروس المستفادة من قصة نبي الله أيوب عليه السلام : أن العبد عليه دائماً وأبداً في السراء والضراء، وفي العسر واليسر، وفي المنشط والمكره واجب عليه أن يلجأ إلى الله، وأن يملأ قلبه اعتقاداً، أنه لا مجيب له إلا الله سبحانه، وأنه لا كاشف لما نزل به من البلاء إلا رب الأرباب، وخالق الأسباب، فهو المعين، وهو المجيب، وهو الذي بيده مقاليد كل شيء. وهذا الاعتقاد يُدْخِلُ الراحة والطمأنينة في قلب المؤمن، ويجعل حياته هادئة مستقرة لا اضطراب فيها ولا قلق، ونفسه راضية مطمئنة، ترضى بما كتبه الله عليها، وتقبل بما قسمه الله لها. ومن أهم الدروس المستفادة من قصة أيوب عليه السلام درس الصبر، فالصبر على البلاء، والصبر على المرض، والصبر على مفاتن الدنيا، والصبر على ذهاب المال والولد، كل ذلك من أنواع الصبر ونحوها مما يبتلي الله بها عباده؛ ليعلم من يصبر منهم ممن لا يصبر، وليعلم المؤمن الحق من المنافق، وقد قال تعالى : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} (محمد:31). وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، رواه الإمام أحمد. ومن أهم العبر نجاح أيوب -عليه السلام- في الاختبار، لأن الله -عز وجل- قال في آخر الآيات: (وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ( 43) ، (44) ). فابتلاه الله -عز وجل- بأن سلب منه جميع ماله، وأهله ، وأصبح مريضاً ضعيفاً ..فكيف يكون حال الإنسان إذا عاد فقيراً بعد غنى، وضعيفا بعد قوة، ووحيداً بعد أهل وذرية؟.
أيها الإخوة
وقد يسأل سائل فيقول: ما هي الحكمة من ابتلاء الله -عز وجل- لعباده المؤمنين؟ ،نقول هناك فوائد كثيرة إذا صبر واحتسب. أهم هذه الفوائد: تكفيرُ السيئات، فقد قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: “مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ (تعب) وَلَا وَصَبٍ (مرض) وَلَا هَمٍّ (كره ما يتوقعه من سوء) وَلَا حُزْنٍ (الأسى على ما حصل من مكروه) وَلَا أَذًى (من تعدي غيره عليه) وَلَا غَمٍّ (ما يضيق القلب والنفس) حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ” رواه البخاري. ومنها : رفع منزلة المبتلى عند الله -تعالى-، وتنقية نفسه من شوائبها من الرياء وغيره، وتعلق المبتلى بالله -عز وجل-. ومنها إظهارُ الناسِ على حقيقتهم، فمن الناس من يدّعى الصبر وليس بصابر، فالمرض والفقر، والجوع والآلام، وفقدان الأولاد والأصدقاء، وخسارة الأموال، وغير ذلك، أمور لا تطيقها وتتحمل ألمها إلا النفوس الأبية الكبيرة، وهي التي ترضى بقضاء الله وقدره. ومن ادعى ما ليس فيه كذّبه الامتحان؛ نعوذ بالله من الخذلان!.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( دروس وعبر من قصة نبي الله أيوب)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن الدروس المستفادة من قصة سيدنا أيـوب عليه السلام : – أن الدعاء يفرج الله عز و جل به الضيق و يشفي به المريض . – وأن أشد الناس ابتلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، و في الحديث : (( إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )) – وأن المرض من الله سبحانه وتعالى والصحة أيضا منه فكل شيء بيده عز وجل . – الرضا بقضاء الله و قدره ، فلا يسخط المسلم إذا ابتلاه الله بمرض ، وإنما يرضى و يدعو الله عز و جل أن يرفع عنه البلاء . – وفي قصته إشارة إلى أن أفضل قدوة هم الأنبياء فقد قال الله عز و جل : (( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ )) – وأن الإيمان بالله يدفع على الصبر ، لعلم العبد أن كل شيء من عند الله . – أن المؤمنين الموحدين إذا نزل بهم البلاء و المرض توجهوا لله عز وجل ، و لم يتوجهوا إلى القبور و الدجالين . – أن الزوجة الصالحة كالصديق الصالح تجدها في وقت الشدة كما كانت في وقت الرخاء ، و قد قيل : يُعرف الصديق وقت الضيق . – وأن الله عز و جل يبتلي الخلق جميعا ، فمن صبر ورضي كان له الرضا ، و من سخط و غضب ، غضب الله عليه و حاسبه بين يديه . – أن التعرف على قصص الأنبياء تزيد الإيمان عند العبد ، وتطلعه على الأمور التي مر بها الأنبياء والصالحون ، ليعرف مدى صبرهم وحسن عملهم عند الله عز و جل ولذلك اصطفاهم من بين الخلق . ألا فلتكن لكم في قصصهم عبرة ، وكونوا مع الصابرين ، قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (10) الزمر ،
الدعاء