خطبة عن ( قصة آدم : دروس وعبر )
مارس 31, 2016خطبة عن ( قصة أول قتيل من بني آدم)
مارس 31, 2016الخطبة الأولى (دروس وعبر من قصة آدم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (111) يوسف
إخوة الإسلام
ومن قصص الأنبياء والمرسلين نستلهم الدروس والعبر ، فما هي الدروس والعبر والأحكام المستفادة من قصة أبي البشرية آدم عليه السلام ؟، فمن هذه الدروس : 1- يجب أن نحافظ على الفطرة البريئة والتي لا تتحقق إلا بالطاعة والعبادة والامتثال لأمر الله , وذلك في قول الملائكة عندما أنبأهم الله بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) البقرة 30، 2- تحقيق العبودية لله فالتسبيح والتحميد والتقديس لله وحده هو الغاية للوجود وهو عمل الملائكة يسبحون بحمده ويقدسونه ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته وهذه هي غاية خلق الإنسان :(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات 56، 3- على الإنسان أن يرد الأمر كله لله تعالى مع تحققه بالعبودية في كل مظاهر حياته فرغم عبودية الملائكة لا يزيدون عن كونهم عبيدا لله لا يشتركون معه في علمه ولا يعرفون الحكمة في أقداره ولا يعلمون الغيب وذلك في قوله تعالى : (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة 30، 4- مهمة الإنسان هي إعمار الأرض وبنائها وهذا ما أوضحه القرآن في أن الله خلق الانسان خليفته في الأرض من أجل أن يقوم بعمارتها وتنميتها وتحقيق إرادة الخالق في تطوير الأرض وترقيتها وتعديلها وذلك في قوله تعالى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) البقرة 30، 5- على الإنسان ألا ينخدع بالمظاهر والشكليات والقشور التي تصرفه عن الجوهر واللب فيقف أمام المغزى العملي ودلالاته كما يقص ذلك القرآن فلسنا مطالبين بالخوض في أسلوب الكلام وكيف كلم الله الملائكة ؟ وكيف تتلقي عن الله ؟ ولا نعلم عنهم من صفات إلا ما أخبرنا به الله في كتابه حيث الخوض في شيء من هذا لا طائل وراءه ولا فائدة منه 6- لا يحق للإنسان الذي كرمه الله أن يذل نفسه أو يسمح بإهانتها من أحد , فقد أسجد له ملائكته سجود تكريم وليس سجود عبادة لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده . 7- يجب على الانسان أن يتواضع لأخيه دائما , فهو مخلوق من تراب الأرض أي فيه الأصفر والأسود والأحمر والأبيض ثم أصبح طينا من حمأ مسنون تنبعث له رائحة عفنة , كلكم لآدم وآدم من تراب . 8- بالطاعة والاتصال بالله تعالي تنشط أرواحنا حيث تتنزل علينا من الله الرحمات والبركات والخيرات , فقد دبت في آدم الروح من الله وعندما فتح عينيه رأي الملائكة كلهم ساجدين 9- علينا الابتعاد عن الكبر والتعالي فهما السبب في طرد إبليس : (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) الاعراف 12، ولذلك فليحذر كل منا من كلمة (أَنَا ) التي فيها التفاخر والتعالي والكبر على الآخرين . 10- علي الانسان الاستجابة الفورية لأمر الله تعالى ولا يجهر بالمعصية حتي لا يطرد من رحمة الله وفيوضاته ونعمه التي لا تحصى وذلك في قوله تعالى : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) بل حمل اللعنة إلى يوم الدين جزاء التمرد والجحود والتجرؤ على معصيته تعالى
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( دروس وعبر من قصة آدم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن قصة سيدنا آدم نتعلم أيضا : 1ـ إثبات القول لله عز وجل، ، وهذا مذهب السلف الصالح، فالله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء. مع الإيمان بأنه سبحانه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى 11، 2ـ إثبات الأفعال لله، وأنه يفعل ما يريد، وهذا من كماله وتمام صفاته. 3ـ الملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم وظائف وأعمالا مختلفة، وهم ذوو عقول؛ لأن الله وجه إليهم الخطاب وأجابوا. 4ـ أن بني آدم يخلف بعضهم بعضا على أحد القولين في معنى (خليفة)، وهذا من حكمة الله لأن الناس لو مَن ولِد بقي، لضاقت الأرض بما رحبت، ولما استقامت الأحوال ولا حصلت الرحمة للصغار إلى غير ذلك من المصالح العظيمة. 5ـ أن استفهام الملائكة ليس للاعتراض، وإنما للاستطلاع والاستعلام. 6ـ كراهة الملائكة للإفساد في الأرض. 7ـ وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش. 8ـ جاء تخصيص سفك الدماء بعد العموم في قوله (يفسد فيها) لبيان شدة مفسدة القتل. 9ـ قيام الملائكة بعبادة الله تعالى، وشدة تعظيمهم له لقوله (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) البقرة 30. 10ـ أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به، إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر لقوله (ونحن نسبح بحمدك). 11ـ أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فعليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة. ونواصل الحديث عن الدروس المستفادة من قصة نبي الله آدم عليه السلام في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء