خطبة عن ( في قصصهم دروس وعبر)
مارس 31, 2016خطبة عن (دروس وعبر من قصة آدم)
مارس 31, 2016الخطبة الأولى ( قصة آدم : دروس وعبر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال تعالى (وعلَّمَ آدمَ الأسماءَ كُلَّها ثمَّ عرضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إنْ كنتم صادقِينَ قالوا سُبحانكَ لا عِلمَ لنا إلا ما علَّمتنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ) [البقرة: 31ـ 32].
إخوة الإسلام
ومن القصة نتعلم أن : 1ـ فضل وشرف آدم على الملائكة بما اختصه الله به من العلم عليهم. 2ـ فضيلة العلم، وأن الله تعالى عرّف الملائكة فضل آدم بالعلم، وأنه أفضل صفة تكون في العبد. 3ـ بيان أن الله قد يمن على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون. 4ـ جواز امتحان الإنسان بما يدّعي أنه مجيد فيه. 5ـ جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة لقوله (فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة 31. 6ـ أن الملائكة تتكلم، واعترافهم بأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله. 7ـ ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه فلا يدعي علم ما لا يعلم. 8ـ شدة تعظيم الملائكة لله، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل (سبحانك)، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم واعترفوا لله تعالى بالفضل (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) البقرة 32. 9ـ إثبات اسمي العليم والحكيم لله عز وجل. ومن قوله تعالى (قالَ يا آدمُ أنبِئْهم بأسمائِهِم فلمَّا أنبأهُم بأسمائِهِم قالَ ألم أقلْ لكم إنِّي أعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ وأعلمُ ما تُبدونَ وما كُنتُم تَكتُمونَ) [البقرة: 33]. نتعلم أنه : ـ تبين للملائكة فضل آدم عليهم، وحكمة الباري في استخلاف هذا الخليفة. ـ اعتناء الله بشأن الملائكة، وإحسانه عليهم بتعليمهم ما جهلوا، وتنبيههم على ما لم يعلموه. ـ امتثال آدم وطاعته لله، فلم يتوقف بل بادر الملائكة وأنبأهم ـ بيان عموم علم الله، وأنه يتعلق بالمشاهد والغائب. ـ أن السموات ذات عدد، والأرض جاءت مفردة والمراد بها الجنس وإلا فهي عدد. ـ أن الملائكة لها إرادات تُبدي وتكتم، ولها قلوب لقوله (حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم) سبأ. ـ أن الله عالم بما في القلوب سواء أبدي أم خفي. ومن قوله تعالى : (وإذْ قُلنا للملائكةِ اسْجُدُوا لآدمَ فَسجدُوا إلا إبْليسَ أبى واستَكْبرَ وكانَ من الكافِرينَ) [البقرة: 34) نتعلم : 1ـ فضل آدم على الملائكة وكرامته له؛ لأن الله أمر الملائكة أن يسجدوا له إكراما وإظهارا لفضله. 2ـ امتثال الملائكة لأمر الله وسرعة استجابتهم له لقوله (فسجدوا) والفاء للفورية، فعلى المسلم أن يسارع إلى طاعة ربه وتنفيذ أمره بدون تردد ولا اعتراض. 3ـ أن السجود لغير الله إذا كان بأمر الله فهو عبادة. 4ـ أن إبليس والعياذ بالله جمع صفات الذم كلها الإباء عن الأمر، والاستكبار عن الحق وعلى الخلق، والكفر، وهذا ما اقتضى طرده وإبعاده عن رحمة الله، وهو من الجن وليس من الملائكة لقوله (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) الكهف 50. 5ـ الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن، وبيان فضل آدم وأفضال الله عليه وعداوة إبليس له. 6ـ أن سبب إباء إبليس واستكباره وعصيانه لأمر الله هو حسد آدم وتكبره عليه، حيث قال (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) الاعراف 12، ويعني بذلك علو النار على الطين وصعودها، وهذا من القياس الفاسد، وكذب في تفضيل عنصر النار على عنصر الطين والتراب، فإن عنصر الطين فيه الخشوع والسكون والرزانة والتواضع، ومنه تظهر بركات الأرض من الأشجار والنبات، ويغلب النار ويطفئها، وأما عنصر النار فهي مادة الخفة والطيش والإحراق والشر والفساد والعلو. 7ـ أن في قولنا (وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة 250، يدخل في ذلك الشيطان لأن الله قال عنه (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) البقرة 34.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (دروس وعبر من قصة آدم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما قوله تعالى : (وقلنا يا آدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها رَغَداً حيث شِئتما ولا تَقْرَبا هذهِ الشجَرةَ فتكُونا من الظّالِمينَ) [البقرة: 35]. نتعلم منه : ـ منة الله على آدم وحواء حيث أسكنهما الجنة. ـ أن النكاح سنة قديمة منذ خلق الله آدم، وبقيت في بنيه، وقد خلقت حواء من ضلعه. ـ أن الأمر في قوله (وكلا) للإباحة، بدليل قوله (حيث شئتما) خيّرهما أن يأكلا من أي مكان. ـ أن ثمار الجنة ليس له وقت محدود، بل هو موجود في كل وقت، والتعميم في المكان يقتضي التعميم بالزمان، لقوله في فاكهة الجنة (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) الواقعة 32 ،33. ـ أن النهي عن الأكل من الشجرة كان للتحريم، لأنه رتب الظلم عليه. ـ أن الله لم يعين تلك الشجرة، لأن ليس في تعيينها فائدة لنا، ولا ينفع العلم بها، كما لا يضر الجهل بها. ـ أن الله قد يمتحن العبد فينهاه عن شيء قد تتعلق به نفسه. ـ إثبات الأسباب (ولا تقربا، فتكونا). ـ أن معصية الله ظلم للنفس وعدوان لها. ونستكمل الدروس المستفادة في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء