خطبة عن ( فوائد ذكر الله وثمراته )
مارس 25, 2016خطبة عن ( ذكر الله )
مارس 25, 2016الخطبة الأولى ( ذكر الله : صوره، وأهميته، وفوائده)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ) (152) البقرة
إخوة الإسلام
لذكر الله تعالى صور وأشكال متعدة .. فهناك الذكر باللسان : وهو النُّطق بكلّ ما يُقرِّب إلى الله.. من تهليل وتكبير وتحميد وتسبيح وقراءة القرآن ..وقراءة العلوم الشرعية ..ونُصح العباد للقيام بأوامر الله..وأمر بالمعروف ونهي عن منكر … ومثل أذكار الطعام والشراب، والسفر والإياب، والنوم والاستيقاظ، والمتاعب والمصاعب، والصحة والسقم.. أذكار للدنيا وهمومها، والديون ومغارمها، وفي طلب المعاش ومقاربة الأهل.. وصلاح الذرية. فالذاكرون المخبتون يعيشون لربهم مصلين، حامدين. مجاهدين عاملين..ذاكرين ،ساروا في الطريق إلى مراضاة الله.. يبتغون وجهه..ويخافون عذابه ..وعندها يباهي بهم ربهم ملائكته.. كما أخرج مسلم في صحيحه أنه ( صلى الله عليه وسلم) : (خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ « مَا أَجْلَسَكُمْ ». قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا. قَالَ « آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ ». قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ. قَالَ « أَمَا إِنِّى لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِى جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ ».. وذكر بالقلب : وهو أن يكون القلب متعلّقاً بالله مُعظِّماً له ..مُستحضِراً نِعَمه التي لا تُحصى.. وهناك ذكر بالجوارح : وهو كل فِعل يُقرِّب إلى الله عزّ وجل.. من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج ..وبرِ الوالدين.. وصِلَة الأرحام .. وأما..أهمية الذكر وفوائده وفضائله فهي كثيرة .. فمن فوائدالذكر : أنه يطرد الشيطان. ففي سنن أبي داود (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ». قَالَ « يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِىَ وَكُفِىَ وَوُقِىَ ».. ويقول: ((إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسى الله التقم قلبه) رواه البيهقي.. وذكر الله.. يُرضي الرحمن عزّ وجل.. ويُزيل الغمّ والحُزن.. ويجلب للقلب الفرَح والسرور .. قال سبحانه (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ.أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد (28)
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ذكر الله : صوره، وأهميته، وفوائده)
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
ومن فوائد الذكر : أنّه يُقوّي القلب.. ويُنوِّر الوجه ..ويَجلِب الرزق… ويورث محبّة الله..و يُكسِب العبد مراقبة ربّه .. وهو سبب لذكر الله عزّ وجل لعبده ..قال تعالى: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ..وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) (152) البقرة. وفي الحديث القُدسي الذي أخرجه البخاري ومسلم ..عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ.. قَالَ النَّبِىُّ(صلى الله عليه وسلم ) يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى 🙁 أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى.. وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِى.. فَإِنْ ذَكَرَنِى فِى نَفْسِهِ..ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِى .. وَإِنْ ذَكَرَنِى فِى مَلأٍ.. ذَكَرْتُهُ فِى مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ). ومن فوائد ذكر الله.. أنه يَحُطّ الخطايا ..ويمحو الذنوب.. ففي موطأ الإمام مالك : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ »… وفي مسند الإمام أحمد (عن أَنَسٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ غُصْناً فَنَفَضَهُ.. فَلَمْ يَنْتَفِضْ.. ثُمَّ نَفَضَهُ ..فَلَمْ يَنْتَفِضْ.. ثُمَّ نَفَضَهُ فَانْتَفَضَ.. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ.. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.. وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ..وَاللَّهُ أَكْبَرُ.. تَنْفُضُ الْخَطَايَا كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا .. وذكر الله أيضا.. ينجي العبد من عذاب الله ..فعند الإمام أحمد ..عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ عَمَلاً قَطُّ ..أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ..مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ » .. ومن فوائد الذكر ..أنه سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة ..والكذب والفُحش.. فمن عوَّد لسانه على ذكر الله.. حفِظه عن الباطل واللغو..قال تعالى:( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ.. إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ..وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت (45)
الدعاء