خطبة عن (من آداب ذكر الله )
مارس 25, 2016خطبة عن ( ذكر الله : صوره، وأهميته، وفوائده)
مارس 25, 2016الخطبة الأولى ( فوائد ذكر الله وثمراته )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) (45) العنكبوت
إخوة الإسلام
من فوائد الذكر: أن المُداومة عليه.. ينوب عن كثير من الطاعات ..ويقوم مقامها .. كما جاء ذلك صريحاً فيما رواه البخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ..جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم – فَقَالُوا.. ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ.. وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ .. يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى .. وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ.. وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ.وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ « أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ.. وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ.. إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ.. تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ ، وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ » ، وعند الإمام مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ..قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ».. وروى مسلم عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ».. فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ.. كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ.. قَالَ«يُسَبِّحُ مِائَةَتَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ.. أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ ».. ومن فوائد ذكر الله أيضاً.. أنّه يُعطي الذاكر قوة في قلبه وبدنه فقد أخرج البخاري:(عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ – شَكَتْ مَا تَلْقَى فِى يَدِهَا مِنَ الرَّحَى .. فَأَتَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم – تَسْأَلُهُ خَادِمًا ، فَلَمْ تَجِدْهُ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ . قَالَ فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ « مَكَانَكِ » .فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِى فَقَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ، إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا ، أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا ،فَكَبِّرَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ».. ومن فوائد الذكر ..أن كثرته أمان من النفاق.. فقد وصَف الله المنافقين بأنّهم قليلوا الذكر لله عزّ وجل ..فقال تعالى: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ). فمَن أكثر من ذكر الله عزّ وجل فقد برئ من النفاق .. ومن فوائده أيضاً ما يَحصُل للذاكر من لذة لا يُشبِهُها لذة يقول أحد السلف: ( لو يعلم الملوك ما نحن فيه من لذة ..أي بالذكر ..لقاتلونا عليها.) ولهذا.. سُمِّيت مجالس الذكر رياض الجنّة.. قال مالك بن دينار: “ما تلذّذ المُتَلذّذون بمثل ذكر الله عزّ وجل”.. ومن فوائد الذكر. أن الله عزّ وجل يقبل الدعاء الذي يُقَدّم صاحبه بين يديه ذكر الله.. بل وينال شفاعة المصطفى يوم القيامة. . روى البخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلَنِى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ..أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.. خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ».. ومن فوائده .أنه الحصن الحصين من الآفات والأمراض والشرور: ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« مَنْ رَأَى مُبْتَلًى.. فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى عَافَانِى مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ.. وَفَضَّلَنِى عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً.. لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فوائد ذكر الله وثمراته )
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
أخي الموحد.وأختي الموحدة إذا اضطربت نفسك.. فلم تطمئن.. فعليك بذكر الله … واذا احتار قلبك.. فلم يسكن. فعليك بذكر الله … وإذا أرقت عينك.. ولم تنم.. فعليك بذكر الله ..وإذا ما اشتدت الكروب.. وأحاطت بك المصائب والخطوب …وتكاثرت عليك الهموم والغموم..فعليك بذكر الله ..وإذا أصبت بداء القلق .. ..أوالإضطراب النفسي…فعليك بذكر الله …فذكر الله دواء لكل داء .. فيكفي أيها المهموم أن تقول ثلاثا:.( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) .ويكفيك أيها الخائف.. أن تقول (حسبي الله ونعم الوكيل ).ويكفيك يا من ضاق عليك رزقك. أن تقول( أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه). وحسبك أيها المستوحش في وحدتك،..ويا أيها المكروب في غربتك.. ويامن كنت بعيدا عن أهلك… أن تذكر الله.. فتفوز بمعيته.. قال الله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (28) الرعد
الدعاء