خطبة عن : مراتب الهداية وأسبابها وموانعها
مارس 24, 2016خطبة عن ( فوائد ذكر الله وثمراته )
مارس 25, 2016الخطبة الأولى (من آداب ذكر الله )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ( 190) : (194) آل عمران
إخوة الإسلام
اليوم إن شاء الله نتعرف على آداب ذكر الله ..فلذكر الله آداب.. يجب على الذاكر أن يتأدب بها.. ومنها ..أولها.. أن يجتنب المعاصي والذنوب .يقول ابن عمر: إن الزاني والفاسق إذا ذكر ربه ذكره الله بلعنته حتى يسكت.. ثانيها. الخشوع : قال تعالى:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الانفال (2) ، وفي الحديث الصحيح :« سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ. ومنهم: (وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ». ومن آداب الذكر. انخفاض الصوت. .قال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً. وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ. بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) الاعراف (205) ،
أيها الموحدون
أن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد .. وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع ..وأنها تجف كما يجف الضرع .. ولذا .. فهي تحتاج إلى جلاء … وجلاؤها في ذكر الله .. الذكر.. قوت القلوب فإذا فارقها صارت قبورا .. والذكر عمارة البيوت ..فإذا خلت منه صارت خرابا ..وهو السلاح الذي يقاتل به لصوص الطريق ..والماء الذي يطفأ به لهب الحريق .بالذكر.. ذكر الله تُستدفع به الآفات .. وتفرج به الكربات .. وتهون به المصاب والملمات .. زين الله بالذكر ألسنة الذاكرين .. كما زين بالنور أبصارالناظرين.. فاللسان الغافل .كالعين العمياء . والأذن الصماء.. واليد الشلاء ..وذكر الله عز وجل باب مفتوح بين العبد وبين ربه .. ما لم يغلقه العبد بغفلته .قال الحسن البصري رحمه الله ..( تفقدوا حلاوة الإيمان في ثلاثة أشياء .. في الصلاة .. وفي الذكر..وقراءة القرآن .. فإن وجدتم .. وإلا فاعلموا.. أن الباب مغلق )…
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (من آداب ذكر الله )
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
ونأتي إلى سؤال النهاية ..سؤال الجزاء.. فما جزاء من غفل عن ذكر الله ؟.. وما جزاء من رطب لسانه بذكر الله ؟فأقول .. جزاء من غفل عن ذكر الله..تبينه لنا هذه الآيات من كتاب الله .. قال الله تعالى 🙁 وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ) طه ( 99) :(101) ، وقال الله سبحانه : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ) طه ( 124) : (126)، وقوله تعالى ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا… وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا.. فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ..وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) الاعراف (51) .. وقوله سبحانه: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. ) الزخرف (36) .. هذا جزاء من غفل.. وأعرض عن ذكر الله ..أما جزاء الذاكرين لله ..فتبينه الآيات في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا … وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا … هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ… لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ… وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا… تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ… وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) الاحزاب ( 41) : ( 44) ، وقوله تعالى (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ… أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الاحزاب (35 ) ..وفي صحيح مسلم قوله (صلى الله عليه وسلم)..(وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)) .. وفي صحيح مسلم قال النبي( صلى الله عليه وسلم) : سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ». قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ » ، فاحذروا الغفلة ، وعليكم بذكر الله….فبذكر الله ..تُكشف الكُرُبات .وتغفر الزلات..وترفع يوم القيامة الدرجات .قال تعالى ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) القمر ( 54) ،(55)
الدعاء