خطبة عن (ذكر الله تعالى) مختصرة
يناير 4, 2024خطبة عن (سبحان الله) مختصرة
يناير 4, 2024الخطبة الأولى (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (71) الاحزاب
إخوة الإسلام
قد يسعد الانسان ويفرح بفوزه في الدنيا بعد حصوله على جائزة، أو شهادة، أو بطولة، أو بفوزه في مسابقة، وهذا كله ليس فوزا عظيما، بل هو فوز مؤقت، لأنه فوز منتهي غير باقي، أما الفوز العظيم، فهو الفوز الدائم المستمر الباقي، الفوز العظيم: أن تزحزح عن النار، وتدخل الجنة: قال الله تعالى: ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ آل عمران: 185، والفوز العظيم: هو الخلود في الجنة، ورضوان الله تعالى رب العالمين. قال تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة : 19 ،
والفوز العظيم: هو أن يحل الله عليك رضوانه، فلا يسخط عليك بعدها أبدا، ففي الصحيحين: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ. يَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُولُ أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالُوا يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا»
والفوز العظيم: هو النظر إلى وجه الله الكريم: ففي صحيح مسلم: (عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ – قَالَ – يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ – قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ »، هذا هو الفوز الذي يستحق أن تسعد به وتفرح، وهذا هو غاية المؤمن في الحياة الدنيا.
أيها المسلمون
وقد ذكر الله تعالى أسبابا للفوز، فمن أسباب الفوز كما جاء في القرآن الكريم: الأيمان: قال اللَّهُ تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: 72،
ومن أسباب الفوز: العمل الصالح، قال اللَّهُ تعالى: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) البروج: ١١، ومن أسباب الفوز: الصدق: قال اللَّهُ تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة: 199،
ومن أسباب الفوز: خشية الله وتقواه: قال اللَّهُ تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) النور:52، ومن أسباب الفوز: الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس: قال اللَّهُ تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) التوبة:20،
ومن أسباب الفوز: الصبر: قال اللَّهُ تعالى: (إنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) المؤمنون: ١١١، ومن أسباب الفوز: الوفاء بالبيعة مع الله: قال اللَّهُ تعالى: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة:١١١،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
إن الفوز بالدنيا وحظوظها لهو فوز معرض للنقص والزوال والنسيان، فالغنى يعقبه الفقر، والقوة يتبعها الضعف، والصحة يتبعها المرض، والشباب يعقبه العجز والهرم ، بل والحياة نفسها لا تدوم، فأي فوز هذا الذي يكون في الدنيا؟. فالفوز الحقيقي هو الفوز في الآخرة, وتأملوا في حال ذلك الفائز في الدار الآخرة، حينما يأخذ الكتاب باليمين، فيطير فرحاً مسروراً، ينادي في الموقف، كما قال الله تعالى: ﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ. إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ الحاقة:19- 20، فلقد كنت على يقين من مجيء هذا اليوم، فعملت له، وهذا هو الجزاء، قال تعالى: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ الحاقة:21- 24، فالفوز حقاً في النجاة من النار، ودخول الجنة دار الأبرار: قال الله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ الحشر: 20
أيها المسلمون
والفوز العظيم من الممكن أن يصل إليه ويحصل عليه أي إنسان مؤمن صالح، فهو ليس حكرا على الأنبياء والرسل، ولكنه لكل مؤمن تقي ،ومسلم مستقيم على شرع الله، فيجب على كل مسلم أن يعمل بأسباب الفوز العظيم، وليكن على يقين بأن الله سيكرمه بالفوز العظيم، ففي صحيح البخاري: (يقول اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنَ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنَ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ}.
الدعاء