خطبة عن (مرافقة الرسول في الجنة)
سبتمبر 7, 2023خطبة عن التسامح وحديث (سَهْلاً إِذَا بَاعَ سَهْلاً إِذَا اشْتَرَى)
سبتمبر 23, 2023الخطبة الأولى ( ذَلِك مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (78) النحل ،وقال الله تعالى مخاطبا رسوله محمدا: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء (113)
إخوة الإسلام
لقد استدعانا الله تعالى إلى هذا الوجود ونحن لا نعلم شيئا ،ثم تفضل علينا سبحانه وتعالى بنعمة العلم النافع ،والبيان الشافي، فقال الله تعالى 🙁الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (1): (4) الرحمن ،وأمرنا الله تعالى بالعلم والتعلم ،فقال الله تعالى 🙁يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [ المجادلة: 11].،وفي صحيح البخاري: (قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ،وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ » ،فلينظر كل مسلم منَّا إلى نفسه، إلى ما يفعل؛ هل هذا الذي يفعله هو مما علمه له ربه، أو أراده منه؟!، أو أمره به رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يتفق عمله وعلمه مع الهدي النبوي؟!، الذي كان خُلُقه القرآن الكريم، كما قالت السيدة عائشة “رَضِيَ اللهُ عَنْها”؟. ،وحينما فسر نبي الله يوسف عليه السلام لمن معه بالسجن الرؤيا ، بين أن ذلك مما علمه ربه ، فقال الله تعالى على لسانه: (قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) (37) يوسف ،
أيها المسلمون
(ذَلِك مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ،سوف يكون لنا معها وقفات ،نتعلم من خلالها علما نافعا ،فقد روى الإمام مسلم في صحيحه : (عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ :« أَلاَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا ، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلاَلٌ ،وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ،وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ،وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ،وَقَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِىَ بِكَ ،وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ،تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ،وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا ،فَقُلْتُ رَبِّ :إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً ،قَالَ :اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ،وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ ،وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ ،وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ. قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ – قَالَ – وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ :الضَّعِيفُ الَّذِى لاَ زَبْرَ لَهُ ،الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا ،لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً ،وَالْخَائِنُ الَّذِى لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ ،وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِي إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ »
(ومِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ،ما رواه البخاري ومسلم : (قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ :بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ ،إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ ،شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ ،شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ ،لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ ،وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ،حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ،فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ،وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ،وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ :أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ،وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ،وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ ،يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ: « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ،وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ». قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ :فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ :« أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ،فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ :« مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ :« أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ،وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ ». قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ ،فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ،ثُمَّ قَالَ لِي « يَا عُمَرُ: أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ ». قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ».
(ومِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ،ما رواه الامام مسلم في صحيحه : (عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ لَنَا الْمُشْرِكُونَ، إِنِّي أَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ. فَقَالَ: أَجَلْ ،إِنَّهُ نَهَانَا أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ،أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ ،وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ، وَقَالَ: « لاَ يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ ».، وفي مسند الامام أحمد : (عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ ،وَإِذَا قَرَأَ الإِمَامُ فَأَنْصِتُوا »
وفي سنن النسائي وغيره : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ». فَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ وَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ رَأَى الظِّلَّ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ شَفَقُ اللَّيْلِ ثُمَّ جَاءَهُ الْغَدَ فَصَلَّى بِهِ الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَ قَلِيلاً ثُمَّ صَلَّى بِهِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ الظِّلُّ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ الظِّلُّ مِثْلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بِوَقْتٍ وَاحِدٍ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ قَالَ : « الصَّلاَةُ مَا بَيْنَ صَلاَتِكَ أَمْسِ وَصَلاَتِكَ الْيَوْمَ ».
(ومِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ،ما رواه البخاري في صحيحه : ( أن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ ،فَقَالَ: أَلاَ أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – ،فَقُلْتُ بَلَى ،فَأَهْدِهَا لِي . ،فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ،فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ . قَالَ: « قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ،وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ،كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ،وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ،كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » ،وفي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ قَالَ :قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلاَةِ إِلاَّ مُنَافِقٌ قَدْ عُلِمَ نِفَاقُهُ، أَوْ مَرِيضٌ ،إِنْ كَانَ الْمَرِيضُ لَيَمْشِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ الصَّلاَةَ – وَقَالَ – إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَنَا سُنَنَ الْهُدَى ،وَإِنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى الصَّلاَةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِى يُؤَذَّنُ فِيهِ).،
وفي سنن أبي داود : (عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ ،فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ،فَلَمَّا رَكَعَ طَبَّقَ يَدَيْهِ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ ،قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدًا ،فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي ،قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا ،ثُمَّ أُمِرْنَا بِهَذَا (يَعْنِي: الإِمْسَاكَ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ).،
وفي سنن الترمذي: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَعَدْنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ أَنْ نَقُولَ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) ،
وروى الامام أحمد في مسنده : (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَنَا وَسُنَّتَنَا فَقَالَ « إِنَّمَا الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا قَالَ (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) فَقُولُوا آمِينَ يُجِبْكُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ يَسْمَعِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا فَإِنَّ الإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « فَتِلْكَ بِتِلْكَ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ذَلِك مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
(ومِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ،ما رواه الترمذي في سننه : (عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلاً عَطَسَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ ،فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ،وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَأَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ،عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ).،
وفي سنن النسائي : (عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ: كَيْفَ تَقْصُرُ الصَّلاَةَ ،وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ) فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَانَا وَنَحْنُ ضُلاَّلٌ فَعَلَّمَنَا ،فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنَا: أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ).،
وفي مسند أحمد : (عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: عَلَّمَنَا عَلِىٌّ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ،وَصَبَّ الْغُلاَمُ عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا ،ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ثَلاَثاً ،وَذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثاً ثَلاَثاً ،ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَغَمَرَ أَسْفَلَهَا بِيَدِهِ ،ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِهَا الأُخْرَى ،ثُمَّ مَسَحَ بِكَفَّيْهِ رَأْسَهُ مَرَّةً ،ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاَثاً ثَلاَثاً ،ثُمَّ اغْتَرَفَ هُنَيَّةً مِنْ مَاءٍ بِكَفِّهِ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ).
وروى الامام أحمد في مسنده : (عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ،حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعُسْفَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ الْعُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ ». فَقَالَ لَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ – أَوْ مَالِكُ بْنُ سُرَاقَةَ شَكَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ- أَيْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :عَلِّمْنَا تَعْلِيمَ قَوْمٍ كَأَنَّمَا وُلِدُوا الْيَوْمَ ،عُمْرَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلأَبَدِ قَالَ :« لاَ بَلْ لِلأَبَدِ ». فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ ،وَبَيَّنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ،ثُمَّ أَمَرَنَا بِمُتْعَةِ النِّسَاءِ ،فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّهُنَّ قَدْ أَبَيْنَ إِلاَّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى. قَالَ « فَافْعَلُوا ». قَالَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَىَّ بُرْدٌ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ فَدَخَلْنَا عَلَى امْرَأَةٍ فَعَرَضْنَا عَلَيْهَا أَنْفُسَنَا ،فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَى بُرْدِ صَاحِبِي فَتَرَاهُ أَجْوَدَ مِنْ بُرْدِي ،وَتَنْظُرُ إِلَىَّ فَتَرَانِي أَشَبَّ مِنْهُ ،فَقَالَتْ بُرْدٌ مَكَانَ بُرْدٍ. وَاخْتَارَتْنِي فَتَزَوَّجْتُهَا عَشْراً بِبُرْدِي فَبِتُّ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ ،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ،فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ يَقُولُ :« مَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ فَلْيُعْطِهَا مَا سَمَّى لَهَا ،وَلاَ يَسْتَرْجِعْ مِمَّا أَعْطَاهَا شَيْئاً ،وَلْيُفَارِقْهَا ،فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ حَرَّمَهَا عَلَيْكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
وفي مسند الحميدي : (قال مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْزَلَ النَّاسَ بِمِنًى مَنَازِلَهُمْ ، فَأَنْزَلَ الْمُهَاجِرِينَ وَأَنْزَلَ الأَنْصَارَ شِعْبَهُمْ – قَالَ – وَعَلَّمَ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ – قَالَ – وَفَتَحَ اللَّهُ أَسْمَاعَنَا فَإِنَّا لَنَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا ، فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنَا أَنْ قَالَ :« إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ».
الدعاء