خطبة عن ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )
أكتوبر 21, 2017خطبة عن حديث(أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ)
أكتوبر 21, 2017الخطبة الأولى ( زيادة الإيمان ونقصانه : الأسباب .والمظاهر .والعلاج )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ) 4 الفتح، وقال تعالى:( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا) (76) مريم،وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (107): (109) الاسراء ، وفي المستدرك للحاكم : (عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)
إخوة الإسلام
إجماع أهل السنة والجماعة على زيادة الإيمان ونقصانه ،فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه: (هلموا نزداد إيمانا) ، و في لفظ: (تعالوا نزداد إيمانا) ، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (اجلسوا بنا نزداد إيمانا) . وكان يقول في دعائه: (اللهم زدني إيمانا ويقينا وفقها) . وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يقول: (اجلسوا بنا نؤمن ساعة) ، وكان عبدالله بن رواحة رضي الله عنه يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيمانا بطاعته، لعله يذكرنا بمغفرته) . وروي عن أبي الدرداء عويمر الأنصاري رضي الله عنه أنه قال : (من فقه العبد أن يعلم أمزداد هو أو منتقص، وإن من فقه العبد أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه) ، وعن عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه قال: (الإيمان يزيد وينقص، فقيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا، فذلك نقصانه) ، فمن ذلك نعلم أن الإيمان قول وعمل، وهو يزيد وينقص، يزيد ما شاء الله أن يزيد ، وينقص ويضعف حتى ما يبقى منه إلا القليل ،
أيها المسلمون
وضعف الإيمان مرض يعتري القلوب المؤمنة ، وهو من أخطر أمراضها ، لما ينشأ عنه من الوقوع في المعاصي ، والتهاون في الواجبات ، وقسوة القلب ، وضيق الصدر ، وتغير المزاج ، وعدم التأثر بقراءة القرآن ، والغفلة عن ذكر الله عز وجل .. إلى غير ذلك ، وإذا عرفت الأسباب والأعراض ، أمكن تشخيص المرض ووصف العلاج ، فلضعف الإيمان أسباب متعددة نذكر لكم أهمها : – فمن أسباب ضعف الإيمان : البعد عن الأجواء الإيمانية ، من حضور مجالس الذكر ، والصلاة في جماعة ، ومجالسة الصالحين ، يقول الحسن البصري: “إخواننا عندنا أغلى من أهلينا ، أهلونا يذكروننا الدنيا ، وإخواننا يذكروننا الآخرة”. – ومن أسباب ضعف الإيمان : فقدان القدوة الصالحة : لذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ووري التراب قال الصحابة رضي الله عنهم: “فأنكرنا قلوبنا” رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. – ومن أسباب ضعف الإيمان : الاختلاط بأهل الفسق والفجور : وذلك من أعظم الأسباب التي تورث قسوة القلب. – ومن أسباب ضعف الإيمان : الانشغال الشديد بأمور الدنيا : وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه حاله ، وعده عبداً للدنيا ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ ،إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ » ” رواه البخاري. ومن أسباب ضعف الإيمان : طول الأمل ، قال تعالى:
(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر:3] ، وعن علي رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. – ومن أسباب ضعف الإيمان : الإفراط في المباحات من أكل ، وشرب ، ونوم ، وكلام ، وضحك ، قال صلى الله عليه وسلم : ” وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ » ” رواه الترمذي وصححه الألباني.
أيها المسلمون
أما عن مظاهر ضعف الإيمان وعلاماته ،وأعراضه ومظاهره ، فهي متعددة ، ومنها : – الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات ، وفي الصحيحين أن (أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ » . – ومنها : الشعور بقسوة القلب : يقول الله تعالى : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) البقرة /74 ، -ومن مظاهر ضعف الإيمان وعلاماته : عدم إتقان العبادات : ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها ، وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار ، – ومن مظاهر ضعف الإيمان : التكاسل عن الطاعات والعبادات ، وإضاعتها ، وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها ، وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله تعالى : (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى ) النساء /142 . – ومن مظاهر ضعف الإيمان : ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع ، فيصبح سريع الغضب والتضجر والتأفف من أدنى شيء ، وتذهب سماحة نفسه ، – ومن مظاهر ضعف الإيمان : عدم التأثر بآيات القرآن ، لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه ، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن ، ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته – ومنها : الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى : فيثقل الذكر على لسانه ، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما – ومن مظاهر ضعف الإيمان : عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفأ ، (فعَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا ». وَقَالَ مَرَّةً « أَنْكَرَهَا ». « كَمَنْ غَابَ عَنْهَا وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا ». رواه أبو داود وفي صحيح الجامع – ومنها حب الظهور والرغبة في الرئاسة والإمارة ، ومحبة تصدر المجالس والاستئثار بالكلام وفرض الاستماع على الآخرين وأن يكون الأمر له ، ومحبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم لإشباع حب التعاظم في نفسه المريضة ، (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ عِبَادُ اللَّهِ قِيَاماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » رواه أحمد وغيره. – ومنها : الشح والبخل (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا ) رواه أحمد وصحيح الجامع – ومنها : السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة ، ومن مظاهر ضعف الإيمان وعلاماته : احتقار المعروف ، وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة ، وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ». – ومن مظاهر ضعف الإيمان : انفصام عرى الأخوة بين المتآخين ،( فعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما تواد اثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما ) البخاري في الأدب – ومنها : عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا لدين ، فلا يسعى لنشره ولا يسعى لخدمته – ومن مظاهره الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة فتراه مرتعد الفرائص ، مختل التوازن ، شارد الذهن ، شاخص البصر ، يحار في أمره عندما يصاب بملمة أو بلية فتنغلق في عينيه المخارج وتركبه الهموم – ومنها : كثرة الجدال والمراء : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الْجَدَلَ ». ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) رواه أحمد – ومنها : التعلق بالدنيا ، والشغف بها ، والاسترواح إليها ، فيتعلق القلب بالدنيا – ومنها : أن يأخذ كلام الإنسان وأسلوبه الطابع العقلي البحت ويفقد السمة الإيمانية حتى لا تكاد تجد في كلام هذا الشخص أثراً لنص من القرآن أو السنة أو كلام السلف رحمهم الله .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( زيادة الإيمان ونقصانه : الأسباب .والمظاهر .والعلاج )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وإذا كان ضعف الإيمان مرض يصيب القلوب ، فلكل داء دواء ،ولكل مرض علاج ، فمن الأسباب التي تعين المسلم على تقوية وزيادة الإيمان ، وتعالج مرض ضعف الإيمان : أولا : تدبر القرآن الكريم الذي أنزله الله عز وجل تبيانًا لكل شيء ونورًا يهدي به سبحانه من شاء من عباده، ولا شك أن فيه علاجًا عظيمًا ودواءً فعالًا؛ قال الله عز وجل:
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، من الأسباب التي تعين المسلم على تقوية وزيادة الإيمان : ثانيا : استشعار عظمة الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته، والتدبر فيها، وعقل معانيها، ثالثا : لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الإيمان ، في صحيح مسلم: أن(النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم قَالَ « لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ». من الأسباب التي تعين المسلم على تقوية وزيادة الإيمان : رابعا : الاكثار من الأعمال الصالحة، وملء الوقت بها؛ وهذا من أعظم أسباب العلاج؛ وهو أمر عظيم وأثره في تقوية الإيمان ظاهر كبير. خامسا: تنويع العبادات: من رحمة الله وحكمته أن نوّعَ لنا العبادات؛ فمنها ما يكون بالبدن كالصلاة، ومنها ما يكون بالمال كالزكاة، ومنها ما يكون بهما معًا كالحج، ومنها ما هو باللسان كالذكر والدعاء. من الأسباب التي تعين المسلم على تقوية وزيادة الإيمان: سادسا:الخوف من سوء الخاتمة؛ لأنه يدفع المسلم إلى الطاعة، ويجدد الإيمان في القلب. سابعا: ومن الأمور التي تجدد الإيمان في القلب: الولاء والبراء أي موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين؛ وذلك أن القلب إذا تعلق بأعداء الله يضعف ثامنا: محاسبة النفس ،يقول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18]. تاسعا : ومن أعظم ما يقوِّي الإيمان ويجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها ، والتعبد لله بها، ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية ، والأوصاف الكريمة ، عاشرا: ومن أسباب زيادة الإيمان ودواعيه : التفكر في الكون : في خلق السماوات والأرض ، وما فيهن من المخلوقات المتنوعة ، والنظر في نفس الإنسان وما هو عليه من الصفات ، حادي عشر : ومن مقويات الإيمان الدعوة إلى الله وإلى دينه والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر . وبذلك يكمل العبد بنفسه ويكمل بغيره . ثاني عشر : ومن الأسباب التي تقوي الإيمان التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض وتقديم ما يحبه الله على كل ما سواه عند غلبة الهوى ، وكذلك الخلوة بالله وقت نزوله ، لمناجاته ، وتلاوة كلامه ، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
ومجالسة العلماء الصادقين المخلصين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر . الثالث عشر : ومن الأسباب التي تقوي الإيمان : طلب العلم الشرعي : فالعلم مقدم على العمل ، فلا عمل دون علم ، فيعرف المؤمن ربه تعالى من خلال ذلك العلم ويصحح عقيدته ، ويعرف نفسه وكيف يهذبها ويربيها الرابع عشر : ومن الأمور التي تجدد الإيمان : التفاعل مع الآيات الكونية روى مسلم (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهَا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ – قَالَتْ – وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ. فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا. رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِى وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ قَالَتْ فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِى أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) ». الخامس عشر : ومن الأمور التي تجدد الإيمان : قصر الأمل : وهذا مهم جداً في تجديد الإيمان ، وهناك أعمال للقلوب ، مهمة في تجديد الإيمان مثل محبة الله والخوف منه ورجائه وحسن الظن به والتوكل عليه ، والرضا به وبقضائه ، والشكر له والصدق معه واليقين به ، والثقة به سبحانه ، والتوبة إليه وما سوى ذلك من الأعمال القلبية . – وختاماً فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) رواه الحاكم في المستدرك .
الدعاء