خطبة عن (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)
أغسطس 29, 2024خطبة عن (رَحْمَةً لِلْعَالَمِين)
سبتمبر 1, 2024الخطبة الأولى ( سلم تسلم ،وثق بالله ولا تغتم )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (112) البقرة ،وقال الله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (130) :(132) البقرة، وقال الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (125) النساء،
إخوة الإسلام
كم من أناس في هذه الدنيا لا هم لهم إلا أنفسهم ،فقد سلموا أمرهم لأنفسهم لا لله ، وانقادوا لشهواتهم لا لله ، وعاشوا متبعين لأهوائهم لا لشرع الله ، فكان أمرهم فرطا ،وكان عاقبة أمرهم خسرا ،قال الله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا) (8) ،(9) الطلاق، ولكن المسلم الحق هو من أسلم وجهه لله ،هو الذي أنقاد لشرعه لا لهواه ،المسلم الحق هو الذي أسلم نفسه لله وحده ،يأمرها وينهاها بما هو أنفع وأصلح لها ,ووضع يديه ورجليه في قيود الشريعة الفضية لتتحرر من ذل العبودية لغير الله .. فسلم تسلم ،وثق بالله ولا تغتم ،فالأمر كله لله ،قال ابن القيم رحمه الله : ” اصدق الله , فإذا صدقت عشت بين عطفه ولطفه ,فعطفه يقيك ما تحذره ,ولطفه يرضيك بما يقدره ” ، نعم ،إذا سلمت الأمر لله ستعيش وتحيا بين العطف واللطف ،فيعطف عليك ،فكل ما تخاف منه لن يحدث ,لأنه سبحانه وتعالى هو الملك ،فلا يجري في الكون شيء إلا بقدره ،وإذنه ومشيئته ,فهو سيحميك بعطفه ،وإذا قدر الله عليك شيئا تكرهه فسيرضيك بلطفه ،إذا فكن لله كما يريد ,يحميك ويرضك ،فسلم له تسلم ،فإذا عشت لله فنفذت أوامره ,وسلمت له زمام نفسك ،فأطعته في كل ما يأمرك به ,وتجنبت ما نهاك عنه ، سلمت وغنمت, فسيرك بين عطفه ولطفه ،فسلم تسلم ،فالأمر كله لله .
أيها المسلم
وعندما نفكِّر في هذا الكون، وما يحتويه من أسرار عجيبة، وما يجري فيه من أحداث قد تكون مؤلمة أحيانًا، ولكن بإيماننا العميق بالله تعالى، فلا بد للعقل الحكيم والقلب المؤمن أن يدرك أن بعد العسر يسرًا، وبعد الضيق سيأتي الفرج؛ عندها سنقف على أقدامنا من جديد، وسنشق غياهبَ الحياة ونحن أكثر عزمًا على تحقيق ما نصبو إليه في ديننا ودنيانا.
فيومًا ما سيطرق النور باب قلبِك؛ ليحيا من جديد، نورٌ يُنير حياتك، نورٌ ينير طريقك، نورٌ تدرك به حلوَ الحياة، نور يؤنس وَحدة قلبك، عندها ستعلم أنْ لا حياة إلا بنور رب العالمين ، فالتوكل على الله مطلوب شرعًا، فالمسلم يتعيَّن عليه أن يُحسن الظن بالله تعالى، وأن يتفاءل لنفسه الخير والنجاح دائمًا، ويسعى باستمرار في سبيل الارتقاء لتحصيل الكمال؛ كما جاء في الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ،وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ،وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ،وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً »
فلا تَجزعوا، فالحزن يُضعف القلب، ويُوهن العزم، ولا شيء أحب للشيطان مِن حزن المؤمن، لذلك افرَحوا وتفاءلوا، وأحسِنوا الظن بالله، وأن ما عند الله خيرٌ وأبقى، وعندها فقط ستستشعرون بنعمة السعادة والرضا ،وقد قيل: “عندما يغلق الله تعالى من دونك بابا تطلبه ، فلا تجزع ولا تعترض ،فربما الخيرة في غلقه ،وثِق تمامًا أن بابًا آخر سيُفتَح لك يُنسيك همَّ الأول، وقتها ستُدرك معنى قوله تعالى 🙁 يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (3) :(4) يونس ، فاجعَل حياتك مليئة بالتفاؤل، وحاوِل أن تنسى ألَمَك مهما بلغتْ شدتُه، واعلَم أن المستحيل هو ما لم يكتُبه الله لك، وليس ما عجَزتَ أنت عن فِعله، ولا تحزنْ على شيء فقدتَه؛ فربما لو ملكتَه لكان الحزن أكبرَ، وقلْ دائمًا: الحمد لله.
أيها المسلمون
فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله وفرجه مهما ضاقت عليه السبل وتقطعت به الأسباب، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) {الحجر:56}، وقال سبحانه: (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) {يوسف:87}، فكيف ييأس من يعبد ربا كريما رحيما قديرا، واسع العطاء، يغضب على من لم يسأله، بيده خزائن كل شيء، قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) {الحجر:21}، وكيف يقنط المؤمن وهو يعلم أن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره، قال الله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) {القمر:49}.، وأنه سبحانه وتعالى لا يقضي قضاء إلا كان خيراً للمؤمن، ففي صحيح مسلم : (عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ».
فإذا علم المؤمن أن أمره كله له خير فوض أمره لله ،وأسلم نفسه إليه، فوثق به ،واعتمد عليه ، مع الأخذ بالأسباب المشروعة في جلب الخير ودفع الضر، فصار المؤمن متوكلا على الله ، فإذا نزلت به حاجة أنزلها بالله سبحانه ،وفوض أمره إليه بصدق وتضرع وإخلاص ،فيرى من خفي لطفه ما لا يخطر على البال، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) {الطلاق:3}، وفي سنن الترمذي : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ ».
ومما يعين المؤمن على التوكل على الله ،وتسليم الأمر له ،والتفويض إليه ،والثقة به العلم بعظمة الله ،ومعرفة صفاته الحسنى وأسمائه الدالة على عظمته ،والتفكر فيها ،قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (217) :(220) الشعراء ، قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره: أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به، الاعتماد على ربه، والاستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور، فلذلك أمر الله تعالى بالتوكل عليه فقال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) الشعراء 217،. والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى، في جلب المنافع، ودفع المضار، مع ثقته به، وحسن ظنه بحصول مطلوبه، فإنه عزيز رحيم، بعزته يقدر على إيصال الخير، ودفع الشر عن عبده، وبرحمته به، يفعل ذلك، ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله، والنزول في منزل الإحسان فقال تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) الشعراء 218، 219، . أي: يراك في هذه العبادة العظيمة، التي هي الصلاة… لأن من استحضر فيها قرب ربه، خشع وذل، وأكملها، وبتكميلها، يكمل سائر عمله، ويستعين بها على جميع أموره. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ. لسائر الأصوات على اختلافها وتشتتها وتنوعها، {الْعَلِيمُ} الذي أحاط بالظواهر والبواطن، والغيب والشهادة. فاستحضار العبد رؤية الله له في جميع أحواله، وسمعه لكل ما ينطق به، وعلمه بما ينطوي عليه قلبه، من الهم، والعزم، والنيات، مما يعينه على منزلة الإحسان.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( سلم تسلم ،وثق بالله ولا تغتم )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وليس أجمل من موقف سيدنا ابراهيم لما ترك السيدة هاجر وابنها في مكة هناك ،وولى ظهره عنهما ، فقامت إليه هاجر ،وتعلقت بثيابه و قالت :يا إبراهيم : أين تذهب وتدعنا هاهنا ،وليس معنا ما يكفينا؟!،فلم يجبها إبراهيم , فلما ألحت عليه ، وهو لا يجيبها ،قالت له : آلله أمرك بهذا ؟، قال : نعم، قالت : فإذن لا يضيعنا. وهكذا فوضت أمرها لله فجعل الله لها من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا . وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :(اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِى إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ ،وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ،رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ،لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ) ،وفي قوله تعالى : { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44 ) ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا } غافر 44 ،45، ، فيه دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله ،وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء ،وجاء في الأقوال المأثورة : عجبت لمن ابتلي بغم كيف يغفل عن قوله تعالى :« لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» ؟ الأنبياء (87) . والله يقول بعدها : « فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» الانبياء (88).، وعجبت لمن ابتلي بضر كيف يغفل عن قوله تعالى : « أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» الانبياء (83) ،والله يقول بعدها ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ” الانبياء 84،وعجبت لمن ابتلي بخوف كيف يغفل عن قوله تعالى :« وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» ؟ آل عمران (173) ،والله يقول بعدها : “فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ” آل عمران 174 ،وعجبت لمن ابتلي بمكر الناس كيف يغفل عن قوله تعالى :” وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ” ؟ غافر(44) ،والله يقول بعدها : (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) غافر 45 .
الدعاء