خطبة عن ( العزيمة والإرادة )
مارس 19, 2022خطبة عن ( لَيْلَة الْقَدْرِ )
أبريل 17, 2022الخطبة الأولى ( صدقة الفطر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) ) سورة الأعلى
إخوة الإسلام
وها هي شمس رمضان قد أوشكت على الغروب ، وها هي إشراقات الرحمن قد غمرت القلوب ، وها هو شهر رمضان في طريقه إلى الرحيل ، ليشهد للذين أحيوه بالعبادة بالخير عند السميع العليم ، وإذا كنت أيها الصائم قد وقعت فيما يجرح صيامك ، أو فقدت جزءا من ثوابك ، فلا تحزن ، فإليك هذه البشرى ، يسوقها إليك الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو داود وغيره (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ. ) ، إذن فزكاة الفطر إنما هي مطهرة للذنوب ، ومكفرة لما قد يقع فيه الصائم من لغو الحديث وفحش الأفعال
أيها الصائمون
ألا فسارعوا وأخرجوا زكاة فطركم ، طيبة بها نفوسكم ، ممدودة بها إلى الرحمن أيديكم ، فإن الصدقة تقع في يد الرحمن قبل أن تقع في يد أخيك الفقير ففي المعجم للطبراني (عن ابن عباس رفعه قال : ما نقصت صدقة من مال قط وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ) ، وفي مسند الإمام أحمد (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَصَدَّقَ بِتَمْرَةٍ مِنَ الطَّيِّبِ – وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطِّيِّبَ – وَقَعَتْ فِي يَدِ اللَّهِ فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى تَعُودَ فِي يَدِهِ مِثْلَ الْجَبَلِ »
أيها المسلمون
وهذه الزكاة مفروضة بالكتاب والسنة ، قال تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) الاعلى ، وفي سنن البيهقي (عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) فِي زَكَاةِ رَمَضَانَ. ) ، وفيه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قَالَ :« هِيَ زَكَاةُ الْفِطْرِ ». وفي مسند البزار (عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ يَوْمَ الْفِطْرِ ، قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ صَلاةَ الْعِيدِ ، وَيَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى.) ، وزكاة الفطر تجب على المسلم الحر الموسر ، ومن يجد ما يؤديه زيادة عن قوته وقوت عياله يوم العيد ، ويخرجها عن نفسه ومن يعول من أفراد أسرته وخدمه ، ففي صحيح البخاري (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ . ) ، ويجوز تعجيل إخراجها في الأيام الأخيرة في شهر رمضان إذا كان ذلك أنفع للفقير ، وفي مسند أحمد (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « أَدُّوا صَاعاً مِنْ قَمْحٍ أَوْ صَاعاً مِنْ بُرٍّ ». وَشَكَّ حَمَّادٌ : « عَنْ كُلِّ اثْنَيْنِ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ غَنِىٍّ أَوْ فَقِيرٍ أَمَّا غَنِيُّكُمْ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ وَأَمَّا فَقِيرُكُمْ فَيُرَدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِمَّا يُعْطِى »
إخوة الإسلام
ما عندكم ينفد ، وما عند الله باق ، ما في أيديكم سوف ينتهي ويزول ، وما تدخره لنفسك عند الله هو زادك الباقي ، وذخرك يوم القيامة ، ففي مسند أحمد (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « مَا بَقِىَ مِنْهَا ». قَالَتْ مَا بَقِىَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا. قَالَ « بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ». وفي رواية للترمذي (فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « مَا بَقِىَ مِنْهَا ». قَالَتْ مَا بَقِىَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا. قَالَ « بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا » ، وفي صحيح البخاري (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – : « أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ . قَالَ « فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ » ، والتصدق على المحتاجين يقود صاحبه إلى الجنة ، ومنازل المقربين ، ففي سنن الترمذي (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « السَّخِىُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ وَلَجَاهِلٌ سَخِىٌّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ ». فإياكم أن تبخلوا بزكاة فطركم ، وكونوا لله شاكرين
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( صدقة الفطر )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
الجواد من جاد بحقوق الله في ماله ، والبخيل من منع حقوق الله ، وبخل على ربه ، واعلموا أن الصدقة تمحو السيئة وتكفر الخطيئة وتطفئ غضب الرب ، وتجلب رحمته ، وتدفع عنك ميتة السوء ، وروى الترمذي بسند حسن (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ ». كما ادعوكم بصلة الرحم من المحتاجين بهذه الصدقة ، فكلما أعطيت الصدقة لأقاربك ، كان الأجر أعظم ، ففي سنن النسائي وغيره (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ ».
الدعاء