خطبة عن ( الْعَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ ) مختصرة
أبريل 17, 2022خطبة عن ( لَيْلَة الْقَدْرِ )
أبريل 17, 2022الخطبة الأولى ( صدقة الفطر وأحكامها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (14) ،(15) الأعلى
إخوة الإسلام
لقَد شَرَعَ اللهُ تَعَالَى لَنَا فِي خِتَامِ شَهرِ رمضان ، أَنْ تُؤَدَّى زَكَاةُ الفِطرِ قَبل صَلَاةِ العِيد ، فهي فَرِيضَةٌ فَرَضَهَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيهِ- عَلَى المُسلِمِينَ, وَمَا فَرَضَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَوْ أَمَرَ بِهِ ، فَلَهُ حُكمُ مَا فَرَضَهُ اللهُ تَعَالَى أَوْ أَمَرَ بِهِ ، قَالَ الله تَعَالَى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80].وِقَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7]. فزَكَاةُ الفِطرِ فَرِيضَةٌ عَلَى الكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ, وَالذَّكَرِ وَالأُنثَى, وَالحُرِّ وَالعَبدِ مِنَ المُسلِمِينَ. ففي سنن الترمذي : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ ).فيَجِبُ على المسلم إِخرَاجُهَا عَن نَفسِهِ, وَعَن مَن تَلزَمُهُ مَؤُونَتَهُم مِن زَوجَةٍ, وأولاده الصغار، ومن تجب عليه نفقتهم ،وَهي لَا تَجِبُ إِلَّا عَلَى مَن وَجَدَهَا فَاضِلَةً زَائدَةً عَمَّا يَحتَاجُهُ مِن نَفَقَةِ يَومِ العِيدِ وَلَيلَتِهِ، وَالحِكمَةُ من صَدَقَةِ الفِطرِ : أن فَفِيهَا إِحسَانٌ إِلَى الفُقَرَاءِ, وَكَفٌّ لهُم عَن السُّؤالِ فِي يَومِ العِيدِ؛ لِيُشَارِكُوا الأَغنِيَاءَ فِي فَرَحِهِم وَسرُورِهِم بِهِ, وَلِيَكُونَ العيد عِيدًا لِلجَمِيعِ. وصدقة الفطر : فِيهَا الاتِّصَافُ بِخُلُقِ الكَرَمِ وَحُبِّ المُوَاسَاة. – وَفِيهَا تَطهِيرُ الصَّائمِ مِمَّا يَحصُلُ فِي صِيَامِهِ مِنْ نَقصٍ وَلَغوٍ وَإِثمٍ. – وَفِيهَا إِظهَارُ شُكرِ نِعمَةِ اللهِ بِإِتمَامِ صِيَامِ شَهرِ رَمَضَانَ, وَقِيَامِهِ, وَفِعلِ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ فِيهِ ، فعَن ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الفِطرِ طُهرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعمَةً لِلمَسَاكِينِ، فَمَنْ أدَّاهَا قَبلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقبُولَةٌ، وَمَنْ أدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ) أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُد ، وَأما عن وَقت وُجوبِ زكاة الفِطرَةِ: فهو غُرُوبُ الشَّمسِ مِن لَيلَةِ العِيد, فَمَن كَانَ مِن أَهلِ الوُجُوبِ حِينَذَاك وَجَبَت عَلَيهِ وَإِلَّا فَلَا.. وَلَا يَجُوزُ تَأخِيرُهَا عَن صَلَاةِ العِيد, فَإِنْ أَخَّرَهَا عَن صَلَاةِ العِيدِ بِلَا عُذرٍ لَمْ تُقبَلْ مِنهُ؛ لِأَنَّهُ خِلَافُ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- والذي قال : (مَن أَدَّاهَا قَبلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقبُولَةٌ, وَمَن أَدَّاهَا بَعدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ) وَالمُستَحِقُّونَ لِزَكَاةِ الفِطرِ هُم: الفُقَرَاءُ… والفُقَرَاءُ المَسَاكِينُ كَمَا بَيَّنَهُم رَسُولُ اللهِ, فَقَالَ: (طُعمَةً لِلمَسَاكِينِ), فَلَا تُدفَعُ لغيرهم
أيها المسلمون
إنَّ شهرَكم قد عزَم على الزَّوال، وآذَن بالارتِحال، فلم يبقَ منه إلاَّ بضع ليال، وهكذا الأيَّام تفنى، والأعمار تُطوَى، والبقاء لله العظيم ، ذي العزَّة والجلال، فاغتَنِموا بقيَّة شهركم بصالح الأعمال، قبل أنْ يتحقَّق منه الارتِحال، أو تحضُركم الآجال، فيُحال بينكم وبين صالح الأعمال، فجدُّوا في اغتنام بقيَّة هذا الشهر العظيم، والموسم الكريم، فيما يورثكم الله به جنَّات النعيم، وينجيكم به من عَذاب الجحيم، فإنَّ الأعمال بالخواتيم. فاتَّقُوا الله أيُّها المؤمنون عند خِتام شهركم، وتقرَّبوا إلى الله -تعالى- بما شرَع لكم، ولا تتجاوَزُوا ما حَدَّه لكم، فتهدموا ما بنيتُم من خير، وتُفسِدوا ما أصلَحتُم من عمل، وتُبطِلوا ما حصَّلتم من أجر، وتذكَّروا أنَّ الآجال قَواطِع الآمال، وبَواتِر الأعمال، واستَحضِروا سُرعَة الوقوف بين يدي الكبير المُتَعال؛
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( صدقة الفطر وأحكامها )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وها أنتم أيها المسلمون تودعون شهر رمضان مرتحلاً عنكم بما أودعتموه فيه من أعمال وأقوال ، فهو شاهد لكم أو عليكم ، فهنيئاً لمن كان هذا الشهر شاهداً له ، ويا خسارة من كان شهر رمضان خصمه ، وشاهدا عليه بالإعراض عن طاعة الله ، فأي مصيبة بعد مصيبة المسلم في دينه ، وأي فاجعة بعد فجيعة المسلم في تفريطه وتسويفه ، فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ،ومن وفق في شهر رمضان للصيام والقيام فليزدد من الأعمال الصالحة بعد رمضان ، فإن رب رمضان هو رب باقي الشهور ، فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى وفات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، فبادروا بالأعمال الصالحة فيما بقي من أيام شهر رمضان ، فالفرصة لا زالت سانحة ، والتوبة لا زالت باقية .واحذروا عباد الله أن تنقضوا العهد مع الله بعد شهر رمضان ، فإن الطاعة تتبع بالطاعة لا بضدها ، ولهذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته اتباع صوم شهر رمضان بصوم ستة أيام من شوال ، فقد روى الإمام مسلم : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ». أي : في الأجر والثواب والمضاعفة ، فاحرصوا على صيام هذه الأيام الستة لتفوزوا بهذا الثواب العظيم ،
الدعاء