خطبة عن (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
يوليو 17, 2024خطبة عن (ذكريات الشهر المحرم) مختصرة
يوليو 17, 2024الخطبة الأولى (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، واعط من حرمك، واعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) (21) الرعد، وروى الإمام أحمد في مسنده: (عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «أَفْضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَتُعْطِيَ مَنْ مَنَعَكَ وَتَصْفَحَ عَمَّنْ شَتَمَكَ». وفي صحيح الترغيب للألباني : عن على بن أبي طالب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ (اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ)
إخوة الإسلام
لقد كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حريصا على تَعْريفِ أمته طُرُقَ النَّجاةِ، وأسْبابَها، وسُبُلَ الفَلاحِ في الدُّنْيا والآخِرةِ، وفي هذه الأحاديثِ يَقولُ صلى الله عليه وسلم: (اعْفُ عمَّن ظَلَمَكَ)، أي: اعْفُ عن كلِّ مَن أَوْقَعَ الظُّلْمَ عليكَ، وأنت قادِرٌ على القصاصِ منه، وإنْفاذِه عليه، وهذا من شِيَم الرجال، ونُبلِ الأخلاق، وعلوِّ المنزلة، ورفعة المكانة، ولذا أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) [الأعرَاف :199]، وليس في القرآن آية أجمع لكلمات الأخلاق منها، وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا” (رواه مسلم). وبالعفو عمن ظلمك، تَنْزِعُ سلاحَه من يده، وتُشْعِره بالندم والأسف، وتجده يلتمس رضاك، ويحرص على مصالحتك، وقد ذكر الله من صفات أهل الجنة (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) [آل عِمرَان:134]، في قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عِمرَان:133-134)،
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وأَحسِنْ إلى مَن أَساءَ إليْكَ) وذلك بِالقَوْلِ أو الفِعْلِ، ومُعامَلَتِه بضِدِّ ما عامَلَكَ به، وتَرْكِ مُؤاخَذَتِه، معَ السَّماحةِ عن المُسيءِ؛ وهذا إنَّما يَكونُ ممَّن تَحَلَّى بالأخْلاقِ الجَميلةِ، وتَخَلَّى عن الأخْلاقِ الرَّذيلةِ، وهذا مِن أجَلِّ أنْواعِ الإحْسانِ، وقد قال تَعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:34،35].
(وقُلِ الحقَّ ولَوْ على نَفْسِكَ)، كما قالَ تَعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النساء:135]. وتَقْييدُه بالنَّفْسِ؛ لأنَّ الحقَّ قد يَصْعُبُ إجْراؤُه على النَّفْسِ؛ فإنَّه إنْ فَعَلَ ذلك كان في أَسْمى مَراتِبِ الخُلُقِ الحَسَنِ، وهذا كلُّه مِن التَّربِيةِ على الإحْسانِ، وحُسْنِ الخُلُقِ، وعدَمِ مُقابَلةِ السَّيِّئةِ بالسَّيِّئةِ.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وأعط من حرمك)، فحياة المسلم مع أخيه المسلم فيها جُود وإخاء، فلا تعامل بينهم في الهبات والهدايا بمقياس المقاضاة كالبيع والشراء، بل بأجودَ مما يعاملوك، ومن صَنع لك شيئًا فأعطه أنت، ومن بخل عليك فتفضل عليه، وكن سبَّاقًا في هذا المجال. فالحديث يوصي المسلمين بمعالي الأمور، وبما يسمو بالنفوس، كيف لا وقد أدّبه ربه فقال له في كتابه الكريم: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»: (الأعراف:199)، ولما نزلت هذه الآية: (سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل: فقال يا محمد إنّ ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة قالوا وما ذاك فذكره)،
أيها المسلمون
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وصِلْ مَن قَطَعَكَ)، بأنْ تُحسِنَ إلى مَن هَجَروكَ، وتَرفُقَ بهم، وتُداوِمَ على الاتِّصالِ بهم، بما تُعَدُّ به واصِلًا، فإنِ انْتَهَوْا فذاكَ، وإلَّا فالإثْمُ عليْهم، والاسلام يؤكد على صلة الرحم حتى لو كان هذا الرحم يعمل على القطيعة، ففي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. فَقَالَ «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ». فهذه الوصية المباركة تدلنا على أن معاملة الناس بالإحسان من أعظم الطاعات والقربات، فتصبر على من أخطأ أو قصر في حقك، وتقابل الإساءة بالإحسان، والجفاء بالتغاضي والغفران، قال تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) {الشُّورى:40}. وقال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) {فصلت:34-35}.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ): يرغبنا صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة: ففي سنن البيهقي: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :«ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ». قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :«تُعْطِى مَنْ حَرَمَكَ وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ». قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :«أَنْ تُحَاسَبَ حِسَابًا يَسِيرًا وَيُدْخِلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ»، وحث الإسلامُ على التواصل، والتزاور، ونَبْذِ التدابر والتخاصم، فقال -صلى الله عليه وسلم- كما في مسند أحمد: «لاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْواناً».
(صِلْ مَنْ قَطَعَكَ): بأن تفعل معه ما تُعَدُّ به واصلاً، فإن انتهى فذاك، وإلا فالإثم عليه، وهذا يدل على مكارم الأخلاق، وبَيَّن النبُّي -صلى الله عليه وسلم- فضلَ صلةِ الرحم، وأنها سببٌ في طول العمر، وزيادةُ الرزق، ففي صحيح البخاري: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»، والصلة على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: أن يصل من وصله ومن قطعه، ويعطي من حرمه، ويحسن إلى من أساء إليه، فهذه الدرجة الكاملة. أما الدرجة الثانية: بأن يكون الإنسان مبادلًا للآخرين الإحسان، فالذين يحسنون إليه يرد إليهم الإحسان، وأما الدرجة الثالثة: وهي ألا يحسن لا لمن أحسن إليه ولا لمن قطعه، والدرجة الرابعة: أن يسيء إلى من أحسن إليه، وهذه صفة من يزيده الإحسان إساءة، بل لربما يحسب الإحسان إساءة، إذا أُعطي شيئًا أو هدية قال: ماذا يقصد بهذا؟، ماذا يريد؟
أيها المسلمون
إن الإسلام يرغبنا في مكارم الأخلاق، ومكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات، وقد مدح اللّه جل وعلا بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، فقد جمعت له محامد الأخلاق، ومحاسن الآداب، فقال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4) القلم، وفي مسند أحمد: (عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، والتحلي بالأخلاق الكريمة من صفات الفطرة السليمة، فعن أم الدرداء قالت: (قام أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول: اللهم أحسنت خُلقي فحسن خلقي، حتى أصبح، قلت: يا أبا الدرداء، ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟، فقال: يا أم الدرداء، إن العبد المسلم يحسن خلقه، حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسيء خلقه، حتى يدخله سوء خلقه النار، والعبد المسلم يغفر له وهو نائم، قلت: يا أبا الدرداء، كيف يغفر له وهو نائم؟ قال: يقوم أخوه من الليل فيجتهد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له، ويدعو لأخيه فيستجيب له فيه).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المسلمون
وحسن الخلق عنوان للفلاح، وطريق لإيجاد مجتمع يسود فيه العدل والأمن، والتعاون على إصلاح الحياة من الفساد والظلم، ومن كل ما يشقيها ويرهقها، والسير بها إلى الأفضل ،وقد جَعَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حُسنَ الخلُقِ من دَلائلِ كمالِ الإيمانِ، ففي سنن الترمذي: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا»، فحسنُ الخُلُقِ به تُنالُ الدرجاتُ، وتُرفَعُ المقاماتُ، وهو واجبٌ من الواجِباتِ الدينيةِ، وفرِيضةٌ من الفرائضِ الشرعيةِ، وقد أمَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ففي حديثِ أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهَ حيثما كنتَ، وأتْبِع السَّيِّئَةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِق النَّاسَ بخُلُقٍ حسنٍ» رواه الترمذي،
ومن فضائلِ حسنِ الخلُقِ: أمرُ اللهِ تعالى بِهِ في قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الاعراف:199)،فإن هذه الآيةَ أجمعُ آيةٍ لمكارمِ الأخلاقِ، وأصولِ الفضائلِ. ومن فضائلِ حسنِ الخلقِ: الاقتداءُ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، الذي كلُّ الخيرِ والفلاحِ والسعادةِ في الدنيا والآخرةِ مُرْتهنةٌ بالاقتداءِ به، واتباعِ سُنتِه.
ومن فضائلِ حسنِ الخُلُقِ: به يبلُغُ المؤمنُ درجةَ الصَّائِمِ القائمِ، ففي سنن أبي داود: (عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ».
ومن فَضَائلِ حسنِ الخُلُقِ: أنَّه يثقِّلُ ميزانَ العبدِ يومَ القيامةِ، ففي مسندِ الإمامِ أحمد أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيءٍ أثقلَ في الميزانِ يومَ القيامةِ من حسنِ الخلقِ»،
ومن فضائلِ حسنِ الخلُقِ: أنه من أسبابِ القُرْبِ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ القيامةِ، ففي صحيحِ ابن حبانٍ قال صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُخبرُكُم بأَحبِّكُم إِليَّ، وأقْرَبِكُم منِّي مجْلِساً يومَ القيامةِ: أحاسِنُكم أَخْلاقاً»، فخَيْرِيةَ المرء لا تُقاسُ بِصلاتِهِ وصيامِهِ فحسب، بل لا بدَّ من النظَرِ في أخلاقِهِ وشِيَمِه، ففي مسند أحمد: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِى جِيرَانَهاَ بِلِسَانِهَا قَالَ «هِيَ فِي النَّارِ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلاَنَةَ تَذْكُرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاَتِهَا وَأَنَّهَا تَصَدَّقُ باِلأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلاَ تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ «هِيَ فِي الْجَنَّةِ». وفي سنن أبي داود قال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيمٌ ببَيْتٍ في أعلى الجنةِ لمن حَسُنَ خُلُقُه»،
الدعاء