خطبة عن (طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ )
فبراير 28, 2023خطبة عن (طَبَق عَنْ طَبَقٍ )
فبراير 28, 2023الخطبة الأولى ( طَائِفُ الشَّيْطَانِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (201) الأعراف
إخوة الإسلام
هذه الآية الكريمة تبين أن المؤمن سوف يتعرض لوسوسة الشيطان، ولحديث النفس بما يكره، ولكنه سرعان ما يتذكر عداوة الشيطان، ويتذكر أنه يأمره بمعصية الرحمن ، فيبصر حينها طريقه، ويتعوذ ويحتمي بربه منه، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (36) فصلت، وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ». قَالُوا نَعَمْ. قَالَ « ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ». وفيه أيضا: (سُئِلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْوَسْوَسَةِ قَالَ « تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ». وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِى الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَىَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزِبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي). وفي سنن أبي داود بسند صحيح: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ – يُعَرِّضُ بِالشَّيْءِ – لأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ ».
وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ): فيها بيان أن المؤمن غير معصوم من الخطإ، وفي سنن الترمذي: (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، وفي الحديث القدسي الذي يرويه الامام مسلم يقول الله تعالى :(يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ)، وفيه أيضا: (قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ »، فلما كان العبد لا بد أن يغفل ويذنب ويخطئ وينال منه الشيطان الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته، ذكر الله تعالى أن المتقي إذا أحس بذنب، أو مسه طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم، أو ترك واجب – تذكر المؤمن ربه ،وعلم من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب اللّه عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر، واستغفر اللّه تعالى، واستدرك ما فرط منه ،بالتوبة النصوح، والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئا حسيرا، فيكون بذلك قد أفسد عليه كل ما أدركه منه، وفي التعبير عن الوسوسة الشيطانية (بالطائف) إشعار بأنها وإن مست
هؤلاء المتقين، فإنها لا تؤثر فيهم، لأنها كأنها طافت حولهم دون أن تصل إليهم. وقوله تعالى: (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) أي: فإذا هم مبصرون مواقع الخطأ، وخطوات الشيطان، فينتهون عنها.
وفي هذه الآية الكريمة ما يهدى العقول، ويطب النفوس، إذ هي تبين لنا أن مس الشيطان قد يغلق بصيرة الإنسان عن كل خير، ولكن التقوى هي التي تفتح هذه البصيرة،
والتقوى هي التي تجعل الإنسان دائما يقظا متذكرا لما أمره الله به أو نهاه عنه، فينتصر بذلك على وساوس الشيطان وهمزاته ، وتبقى لهم بصيرتهم على أحسن ما تكون صفاء ونقاء وكشفا.
أيها المسلمون
ومن المعلوم أن الشيطان – لعنه الله- يتدرَّجُ مع الإنسان، ويستعمل معه خطوات تدريجية
، بمعنى أنه لا يمكن أبدًا أن يأتيه ليقول له اكْفُرْ بالله مباشرة، وإنما يبدأ بخطوة خطوة، يبدأ أولاً بالمعاصي الظاهرة البسيطة، فإذا وقع الإنسان فيها ،فإنه يفتح أمامه أبوابًا أخرى من المعاصي، وقد تكون المعاصي في أولها صغيرة إلا أنه ينتقل منها إلى الكبيرة، ومن الكبيرة حتى يصل بالعبد إلى أكبر الكبائر، ثم يأتي بعد ذلك الشرك والكفر والخروج من الملة -والعياذ بالله-، ولذلك علينا أن نجتهد قدر استطاعتنا في عدم الاستسلام للشيطان، وأن نتخذه عدوًّا، وأن نعلم بأنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، لذلك فإذا أذنبت ذنبًا بسيطًا فيتعين عليك التوبة من هذا الذنب أولاً بأول، وعدم تأجيل التوبة، فإذا وجدك الشيطان قويا في هذا الجانب، ووجدك تقاوم رغبته في الوقوع في المعاصي الظاهرة؛ فإنه ينتقل إلى ميدان آخر وهو قلبك، وذلك بأن يوقعك في الوساوس، ومنها الوساوس العقدية (الإيمانية)، الوساوس الكفرية، وهذا في الواقع أمر يُزعج الإنسان جدًّا، لكن من رحمة الله أنه جل جلاله لا يترك عباده أبدًا نهبا ،أو كلأً مباحًا للشيطان، وإنما إذا لجأ الواحد منا إلى الله بصدقٍ فإن الله يقف معه، قال تعالى: ﴿ِإنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ (الحجر: 42)، وقال عزّ من قائل: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ (النحل: 98 ـ 100)،
فهذه الآيات تجعل للشيطان سلطاناً على الإنسان في حالة اتباع الإنسان له، فليس هذا بسلطانٍ قهري، بل هو سلطانٌ اختياري، فالإنسان هو الذي اعطى الشيطان السلطنة على نفسه باتّباعه له، ولو شاء لتاب إلى الله ،وثار على سلطانه هذا وخلعه، ليجده حينذاك غير متسلط عليه تكويناً، وإنّما صار سلطاناً عليه عندما فسح هو بالمجال له في أن يتحكّم به ويصبح قريناً ملازماً له،
أيها المسلمون
فمن أسباب وسوسة الشيطان للإنسان: أولا ضعف الإيمان، وفتور الإنسان عن الطاعة: فالإيمان يزيد وينقص، فهو يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وفي الصحيحين: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ»، ثانيا: ومن أسباب وسوسة الشيطان:
عدم التركيز في العبادة والتهاون فيها: حيث يقوم البعض بمباشرة العبادة بطريقة تلقائية ،
وبدن شعور بما يقومون به من واجبات هذه العبادة، ودون التعرف على معاني أركانها وسننها، ثم إنهم يدخلون في العبادة وقد اصطحبوا معهم دنياهم كاملة، بكل همومها ومشاكلها، ولم يفرغوا عقولهم مما يشغلها، فيتلجلجون في عبادتهم ،فلا يدري أحدهم ما يفعل، ومن هنا يجد الشيطان مداخله الكثيرة التي يدخل بها على الإنسان، وخصوصاً وهو غارق في أفكاره ،أثناء أدائه لعبادته، وقد يظهر هذا بوضوح وجلاء في الصلاة.، ثالثا: ومن أسباب وسوسة الشيطان: الغلو في العبادة، والهوس الزائد عن الحد: فيكون ذلك مدخلاً من مداخل الشيطان الذي كان يلقي في روعهم أن عبادتهم هذه لا تساوي شيئاً بجانب عبادة غيرهم من الناس، أو غير ذلك من الوساوس.
أيها المسلمون
ويكون علاج هذه الوسوسة : بالإرادة وقوة العزيمة: فعلى من يشعر بهذا الوسواس ،ويفكر في التخلص منه ،أن يعقد الزم والنية على التغلب على شيطانه، وأن يكون صاحب إرادة قوية ،يستطيع من خلالها أن يهزم عدوه، فإن ضعف العزم يؤدي إلى الوقوع في حبال الشيطان والانهزام أمامه؛ وفي ذلك يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) طه (115)، ويكون علاج الوسوسة أيضا: بالاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان: وهذا ما علمنا إياه ربنا سبحانه وتعالى ،حيث قال وقوله الحق: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (200) الاعراف، وقال الله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (1) الفلق ،وقال تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (1) :(6) الناس، ومن سبل العلاج من وسوسة الشيطان: التوجه إلى الله تعالى بالدعاء والضراعة: حيث وعد الله تعالى كل مكروب بالاستجابة له إن هو توجه إليه بالدعاء والضراعة، ونجد ذلك صريحاً في القرآن الكريم، حيث جاء فيه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة (186)، فالضراعة إلى الله تعالى فيها شفاء لما في الصدور، وطرد للشيطان لما فيها من التعلق بحبال الله تعالى، ولما فيها من صفاء النفس وسمّوها.، ومن طرق العلاج من الوسوسة: الإكثار من ذكر الله تعالى: يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد (28)، فبذكره سبحانه تطمئن القلوب الحائرة، وتسكن النفوس المضطربة ،ويفرّ الشيطان من القلب الذاكر، لأنه لا يستوطن إلا قلباً فرغا من ذكر الله تعالى، ففي صحيح مسلم : (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ »،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( طَائِفُ الشَّيْطَانِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن سبل علاج الوسوسة :المداومة على قراءة القرآن: وذلك بأن يجعل الإنسان له ورداً يومياً، ليس مهماً أن يكون جزءاً أو نصف جزء، بل المهم أن يقرأ الإنسان شيئاً من القرآن في كل يوم، ولا يترك نفسه وقلبه فارغاً، بحيث يكون هذا الفراغ متسعاً للشيطان فيستوطنه.،
ومنها أيضا : البعد عن الخلوة وملء وقت الفراغ : فإن كثرة الفراغ، والاستسلام لخيالات النفس ووساوسها، يساعد الشيطان على أن يلقي في روع الإنسان ما يشاء، ويشجع نفسه الأمارة بالسوء على مزيد من الوسوسة، فتكون نفسه هنا عوناً للشيطان عليه، من أجل ذلك فعلى الإنسان أن يشغل وقته بالإكثار من النوافل، وعمل الخيرات والطاعات، ومجالسة رفقاء الخير والصلاح، والتفقه في الدين ،وغير ذلك من أعمال البر.
ومن علاج الوساوس الشيطانية: أن ينفث الإنسان عن يساره إذا شعر بوسوسة الشيطان: ففي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ « أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ». ثُمَّ قَالَ « أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ ». ثَلاَثًا. وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاَةِ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلاَةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ. قَالَ « إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلْتُ أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ وَاللَّهِ لَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ »، وشكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ما يجده من الوساوس في الصلاة فأمره صلى الله عليه وسلم أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من الشيطان وهو في الصلاة ففعل ذلك فأذهب الله عنه ما يجد،
الدعاء