خطبة عن حديث (سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ ) مختصرة
أكتوبر 19, 2022خطبة عن ( كيف تنال رضا الله؟ )
أكتوبر 19, 2022الخطبة الأولى ( عيادة المريض والدعاء له )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي وأبو داود: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلاَّ عُوفِيَ ».
إخوة الإسلام
عيادة المريض سُنَّة طيبة، لما فيها من مواساة للمريض، وتطييب لخاطره، وتشجيعه على تحمُّل الألم ،وعيادة المريض هي زيارته, وسميت عيادة لأن الناس يعودون إليه مرة بعد أخرى ،وهي سنة مؤكدة, فقد ثبت في الصحيحين: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ رَدُّ السَّلاَمِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ »، ولعيادة المريض فضائل متعدد ، ومنها: كسب الأجر ،ورضا الله ومعيته، فالذي يعود المريض يكون في معية الله -عز وجل- ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ..) ،ومن فضائل عيادة المريض: صلاة الملائكة واستغفارها له، ففي سنن الترمذي: (قَالَ عَلِىّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ »، ومن فضائل عيادة المريض: نزول رحمة الله عند زيارة المريض؛ ففي مسند أحمد: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ عَادَ مَرِيضاً خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا»، ومن فضائل زيارة المريض: سعادة القلب ورضاه: ففي صحيح مسلم: (عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ». وخرفة الجنة: أي جناها ،فشبه ما يحوزه العائد من ثواب بما يحوزه الذي يجتني الثمر. وللترمذي وحسنه الألباني: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا ). وليست عيادة المريض خاصة بمن تعرفه فقط ، بل هي مشروعة لمن تعرفه ومن لا تعرفه .
أيها المسلمون
أما عن آداب عيادة المريض: فيندب للأشخاص الذين يحبُّهم المريضُ أن يعودوه، لأنَّ النفس البشرية تنشط بلقاء المحبين، ومتى نشطت النفسُ انعكس نشاطها على بقية أعضاء البدن فانتعشت ،وساعدت في الشفاء بإذن الله تعالى. وتستحبُّ عيادة المريض في كل وقت ما لم يكن في الزيارة حرج للمريض. ويستحبُّ أن يحضر الزائر للمريض هدية محبَّبة إليه، كما يستحبُّ أن يدنو من المريض حتى يشعره بالتعاطف والألفة، والتخفِّيف من حزنه وكربه، ويبعث في نفسه الأملَ بالعافية والسلامة، ففي سنن أبي داود : (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا وَهُوَ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْمَرِيضِ ». ويحسن بالزائر أن يذكِّر المريضَ بأن المرض قدر من أقدار الله، قال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُّصِيبةَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفِسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) الحديد: 22 ، وأن يذكِّره بأجر الصبر على المرض، ويذكر له محاسن عمله ليرفع بذلك معنوياته ويشد أزره ، كما يستحب الدعاء للمريض ،ففي صحيح البخاري: (وَكَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) ،وفي سنن الترمذي وغيره: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلاَّ عُوفِيَ » ،وفي الصحيحين: (عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ « بِسْمِ اللَّهِ ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا . بِرِيقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا » ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( عيادة المريض والدعاء له )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونظراً لحال المريض وما يعانيه من تعبٍ أو ضيق فيستحسن ألا يطيل الزائر المكوث عنده إلا إذا علم أن بقاءه يُؤنسه ويخفِّف من آلامه وقلقه، كما يُستحَبُّ للعائِدِ أن يَحُثَّ المريضَ على تحسينِ ظنِّه بربِّه سبحانه وتعالى؛ ففي صحيح مسلم : (عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاَثٍ يَقُولُ « لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ »، كما يستحب تلبية رغبات المريض واحتياجاته ،من: طعام، وملابس ،وغيرها، كما يستحب مراعاة مشاعر المريض: وذلك بالالتزام بالهدوء، وعدم رفع الصوت، أو تذكيره بما يحزنه، والمراعاة في السلام والانحناء، ولا يثقل عليه في السؤال ولا يكثر .. فقد كان صلى الله عليه وسلم يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه ويسأله عن حاله فيقول: كيف تجدك؟
الدعاء