خطبة عن ( حصار الطائف، وغزوة تبوك)
يوليو 13, 2016خطبة عن ( فتح مكة، وحرمتها)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى (غزوة حنين) (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) (التوبة )
إخوة الإسلام
بعد أن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بخمسة عشر يوما. سمع بتحرك مالك بن عوف رئيس قبيلة هوازن لقتال المسلمين . فسار إليهم رسول الله حتى بلغ وادي حنين وهو واد قريب من مكة ..فعن سَهْلُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ حُنَيْنٍ فَأَطْنَبُوا السَّيْرَ حَتَّى كَانَتْ عَشِيَّةً فَحَضَرْتُ الصَّلاَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَ رَجُلٌ فَارِسٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى انْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ حَتَّى طَلَعْتُ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ آبَائِهِمْ بِظُعُنِهِمْ وَنَعَمِهِمْ وَشَائِهِمُ اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ : « تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ». ثُمَّ قَالَ : « مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ ». قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِى مَرْثَدٍ الْغَنَوِىُّ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : « فَارْكَبْ ». فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ حَتَّى تَكُونَ فِى أَعْلاَهُ وَلاَ نُغَرَّنَّ مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ ». فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى مُصَلاَّهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : « هَلْ أَحْسَسْتُمْ فَارِسَكُمْ ». قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَسْنَاهُ. فَثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى وَهُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلاَتَهُ وَسَلَّمَ قَالَ « أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ فَارِسُكُمْ ». فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلاَلِ الشَّجَرِ فِى الشِّعْبِ فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّى انْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِى أَعْلَى هَذَا الشِّعْبِ حَيْثُ أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا أَصْبَحْتُ اطَّلَعْتُ الشِّعْبَيْنِ كِلَيْهِمَا فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« هَلْ نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ ». قَالَ : لاَ إِلاَّ مُصَلِّيًا أَوْ قَاضِيًا حَاجَةً. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« قَدْ أَوْجَبْتَ فَلاَ عَلَيْكَ أَنْ لاَ تَعْمَلَ بَعْدَهَا » . وكان عدد المسلمين آن ذاك خمسة عشر ألفا. فأعجبوا بكثرتهم. وقالوا لن نغلب اليوم من قلة. وفي وادي حنين سبقهم مالك بن عوف وجيشه، وكانت خطته أن يختبأ في جنبتي الوادي .حتى أذا مر جيش المسلمين هجم عليهم من الجنبات فجأة وأنقض عليهم. فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِىَ حُنَيْنٍ. قَالَ .وَفِى عَمَايَةِ الصُّبْحِ وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ كَمَنُوا لَنَا فِى شِعَابِهِ وَفِى أَجْنَابِهِ وَمَضَايِقِهِ قَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيَّأُوا وَأَعَدُّوا – قَالَ – فَوَ اللَّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ إِلاَّ الْكَتَائِبُ قَدْ شَدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَانْهَزَمَ النَّاسُ رَاجِعِينَ فَاسْتَمَرُّوا لاَ يَلْوِى أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ اليَمِينِ ثُمَّ قَالَ « إِلَىَّ أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَىَّ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ». قَالَ فَلاَ شَىْءَ احْتَمَلَتِ الإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَانْطَلَقَ النَّاسُ إِلاَّ أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَهْطاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرِ كَثِيرٍ وَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ -صلى الله عليه وسلم- أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ . وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ).. ونستكمل
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (غزوة حنين) (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل الحديث عن غزوة حنين : (قَالَ.. وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ ..فِى يَدِهِ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فِى رَأْسِ رُمْحٍ طَوِيلٍ لَهُ أَمَامَ النَّاسِ وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ فَإِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَ لِمَنْ ورَاءَهُ فَاتَّبَعُوهُ. قَالَ.بَيْنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ هَوَازِنَ صَاحِبُ الرَّايَةِ عَلَى جَمَلِهِ ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ إِذْ هَوَى لَهُ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ – قَالَ – فَيَأْتِيهِ عَلِىٌّ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُرْقُوبَىِ الْجَمَلِ فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ وَوَثَبَ الأَنْصَارِىُّ عَلَى الرَّجُلِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنَّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ فَانْجَعَفَ عَنْ رَحْلِهِ وَاجْتَلَدَ النَّاسُ فَوَ اللَّهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ مِنْ هَزِيمَتِهِمْ حَتَّى وَجَدُوا الأَسْرَى مُكَتَّفِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ونادى رسول الله على الفارين من جيش المسلمين ،كما عند مسلم : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ افْتَتَحْنَا مَكَّةَ ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا فَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ بِأَحْسَنِ صُفُوفٍ رَأَيْتُ – قَالَ – فَصُفَّتِ الْخَيْلُ ثُمَّ صُفَّتِ الْمُقَاتِلَةُ ثُمَّ صُفَّتِ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ثُمَّ صُفَّتِ الْغَنَمُ ثُمَّ صُفَّتِ النَّعَمُ – قَالَ – وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا سِتَّةَ آلاَفٍ وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ – قَالَ – فَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلْوِى خَلْفَ ظُهُورِنَا فَلَمْ نَلْبَثْ أَنِ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا وَفَرَّتِ الأَعْرَابُ وَمَنْ نَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ – قَالَ – فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا لَلْمُهَاجِرِينَ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ». ثُمَّ قَالَ « يَا لَلأَنْصَارِ يَا لَلأَنْصَارِ ». قَالَ أَنَسٌ : ( قُلْنَا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ – قَالَ – فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- – قَالَ – فَايْمُ اللَّهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ .وفي رواية أخرى قَالَ ، فَنَادَى الْعَبَّاسُ بِصَوْتٍ لَهُ جَهِيرٍ، فَقَالَ: أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ؟ أَيْنَ أَصْحَابُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قُدُمًا: “أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ”، فَعَطَفَ الْمُسْلِمُونَ فَاصْطَكُّوا بِالسُّيُوفِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ “قَالَ: وَهَزَمَ اللَّهُ المشركين “.. وقد عتب الله على المسلمين لقولهم لن نغلب اليوم من قلة ، فقال تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ .. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) التوبة 25، 26 ونستكمل إن شاء الله ..
الدعاء