خطبة عن (من صور الأَمَانَةَ) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (كيف تفتح قلبا مغلقا) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (فتح القلوب) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى 🙁 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (24) محمد
إخوة الإسلام
تناولت معكم في اللقاء السابق أنه في أثناء تعاملك مع من حولك من البشر ،تحدث أحيانا خلافات، أو تباين في الآراء ووجهات النظر، أو سوء فهم، أو غير ذلك، فتكون هذه سببا في إغلاق قلوبهم في وجهك، وعدم تقبلها لوصالك، أو الاستماع لرأيك ،وهنا ،تكون أنت في حاجة ماسة لفتح هذه القلوب المغلقة، واصلاح هذه العلاقات المتدهورة ،وخاصة لو كان من أُغلقت قلوبهم دونك هم: والداك أو أرحامك، أو أصدقاؤك وجيرانك، أو زملاؤك وخلانك، وهذه القلوب كالخزائن المقفلة، فلا تُفتَح إلا بمفاتيحها، ومفاتيحها كثيرة، وأنواعها مختلفة ومتعددة، وعلى حسب أنواع القلوب التي يتعامل معها كلُّ إنسان يكون مفتاحها، فتعالوا بنا نتعرف على : ( مفاتيح القلوب المغلقة)، وكيف تفتح قلبا أغلق في وجهك؟ ، وكيف توصل حبال الود التي قطعت؟ ،وكيف تستعيد حرارة المحبة التي بردت؟ ،وهذه العلاقات التي انهارت؟، فمن مفاتيح القلوب كما ذكرت لكم : (الابتسامة والبدء بالسلام والهدية وبذل المعروف والاحسان، وقضاء الحوائج)
واليوم -إن شاء الله- نتعرف على بعض مفاتيح القلوب المغلقة ومنها: بذل المال : فبذل المال مفتاح لكثير من القلوب، خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري: (إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ »، وهذا صفوان بن أمية كان كافرا ،وطالت محاربته للنبي صلى الله عليه وسلم ،وتأخر إسلامه إلى ما بعد فتح مكة، فلما غنم النبي غنائم حنين، جعل صفوان ينظر في الغنائم، ويطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ من الغنم والبقر والابل، فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه، ثم قال له: (يعجبك هذا يا أبا وهب؟ قال: نعم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: هو لك وما فيه. فقال صفوان عندها: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله). وفي صحيح مسلم: (مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الإِسْلاَمِ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ – قَالَ – فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِى عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ )،
ومن مفاتيح القلوب المغلقة : الزيارة : ففي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ».فزيارتك لمن ساءت علاقتك معه هي دليل على محبَّتك للمزور، وسبب في حبِّه لك، فتخيَّل أنه كلما أخطأ في حقك أخوك في الله، ذهبت وزُرْتَه، وسلَّمت عليه، وتحدَّثت معه ،من غير عتابٍ، ولا خصام؛ وإنما حديث لطيف وضحك ومزاح، هل سيحمل في قلبه عليك حقْدًا، أو يُكن لك عداوة، لا شكَّ أن أثر الزيارة هو العفو، والمسامحة، والحب، والود بينكما،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( فتح القلوب ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن مفاتيح القلوب المغلقة: الكلمة الطيبة :فهل فكرت يومًا أن تُغيِّر من عاداتك اللفظية السيئة؛ ليكون شعارك (الكلمة الطيبة صَدَقةٌ)، فتحذف كل كلمة سلبية تعوَّدت على نُطْقها بلسانك، وأن تستبدل بها كلمة طيبة، فإذا تكلمت بالكلام الطيب مع من أغلق قلبه عليك فسوف يلين قلبه ، وتسعد نفسه ،وتتغير معك معاملاته ،فهل جزاء الاحسان إلا الاحسان؟ ،وهل جزاء المعروف إلا المعروف؟، وكل إساءة تقابل بالإحسان سوف يكون لها الأثر الطيب في محو أثرها، ومعالجة ما أحدثته من صدع وجفاء، ومن أجل ذلك وجه رب العزة عباده إلى اتباع السيئة بالحسنة، فقال تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَة } [المؤمنون:96]، وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]. وقد جاء في تفسيرها: إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إلى مصافاتك ومحبتك حتى يصير كأنه ولي لك، حميمٌ: أي قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك. فمقابلة السيئة بالحسنة مرتبة عظيمة لا يرتقي إليها من عباد الله إلا من امتلك زمام نفسه وقسرها على ذلك؛ إذ فيه خيره وسعادته في الآجلة والعاجلة وصلاح مجتمعه.
هذه هي بعض مفاتيح القلوب المغلقة ألا فاحرصوا عليها لتفتح لكم قلوب أحبابكم وتدوم بينكم المودة والمحبة ،ففي الصحيحين : (يَقُولُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »،
الدعاء